امريكا وداعش والاستعمار القديم ،،،

امريكا وداعش والاستعمار القديم ،،،

ان الولايات المتحدة الامريكية ومن خلال مخططاتها في المنطقة لايمكن ان يتم الاطمئنان الى ما توعد به حلفاءها المقربين في الشرق الاوسط وخاصة في العراق الذي يعاني ومنذ 2003 الى الان من ويلات القتل والارهاب والتخريب وقد يعاني من التقسيم الى دويلات مستقبلاً ، وهذه المعاناة لم تأتي من فراغ فقد اعدت البنتاغون وقبل عام 2003 دراسة تفيد بان الاستعمار القديم لم يقم بتقسيم منطقة الشرق الاوسط بالشكل المطلوب والصحيح ولا يمكن التعايش بين فئات الشعب اذا اخذنا بنظر الاعتبار القوميات والمذاهب والطوائف وعليه يجب اعادة تقسيم المنطقة على ان تتم اعادة رسم خريطة الشرق الاوسط من جديد لتكون في حالة افضل وتقسم حسب المذاهب والقوميات .

ان الادارة الامريكية باشرت ومنذ عدة سنين بتنفيذ هذا الدراسة ( المخطط ) على ارض الواقع لتقوم بتقسيم الشرق الاوسط الى دويلات صغيرة يمكن التحكم بها جيداً وتمرير المخططات المستقبلية بسهولة بالرغم من ان بعض الدول الشرق اوسطية تنفذ ماتمليها عليهم الادارة الامريكية دون تردد ، حيث انها بدات بأشعال نيران الفتنة الطائفية والمذهبية في المنطقة على يد السلفيين وكذلك الفتاوي القذرة من الدعاة والفضائيات المعروفة للجميع ومنها الجزيرة لتسود الفوضى لتعلنها وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس وتسميها بالفوضى الخلاقة ، وها هي ليبيا وتونس وسوريا والعراق وفشلت في مصر لحنكة المؤسسة العسكرية هناك .

ان المنظمات الارهابية هي صنيعة الولايات المتحدة الامريكية عندما بدأت في افغانستان بتنظيم القاعدة وزعيمها اسامة بن لادن الى النصرة واليوم باسم داعش التي كانت تعبث بالامن والاستقرار في سوريا مع منظمات ارهابية اخرى الى ان بدأ الصراع بينها وبين جبهة النصرة والصدامات فيما بينها وهددت داعش في حينها انها ستضرب السعودية وقطر وغيرها من الدول الداعمة ، والان وجدت لها ارضية مناسبة في العراق لتعبث بالامن والاستقرار بمساعدة البعثيين الحالمين بالسيطرة على مقدرات البلد والحكم مرة اخرى والمخربين من العراقيين وضباط الجيش العراقي السابق وطبعاً بمساعدة المخابرات الاسرائيلية والامريكية والمال الخليجي ، وقد اعد لهذا الغرض مجموعة من الارهابيين في عام 2012 ، حيت نقلت وكالة “وورلد نيت دايلي” الأميركية عن مسؤولين أردنيين قولهم أن أعضاء تنظيم ما يسمى “الدولة الإسلامية في العراق و الشام” المعروف بـ”داعش” سبق لهم أن تلقوا تدريبات عام 2012 من قبل مدربين أميركيين يعملون في قاعدة سرية بالأردن بمساعدة تركيا والاردن ايضاً ، وهذا يعني ان الولايات المتحدة الامريكية كانت قد اعدت هذا السيناريو منذ سنتين.

والمفارقة هنا ان الاستخبارات البريطانية والامريكية قد حصلت على معلومات تفيد بان هنالك مخطط للاسلاميين للقيام بهجوم في شمال العراق منذ خمسة اشهر ، وهذه المعلومات كان قد ارسلها رئيس جهاز مخابرات اقليم كوردستان العراق السيد لاهوراكثر من مرة ، وحسب صحيفة “التلغراف” اللندنية ( أن الاستخبارات البريطانية والأمريكية حصلت على المعلومات عن خطط الإسلاميين للقيام بهجوم في شمال العراق منذ 5 أشهر، لكنها تجاهلتها )،،،،، وتجاهلتها لانها على علم بما سيحدث وهذا ماتريده بالفعل وتتم السيطرة على المنطقة الغربية برمتها ليصبح الامر واقعاً ، وبالفعل نفذت الخطة وسقطت الموصل ومناطق اخرى بيد داعش وحلفاءهم في الداخل والخونة من الجيش العراقي والشرطة اللذين تركوا معسكراتهم ومراكزهم بحيث اصبحت هذه المدن لقمة سهلة بيد عدة مئات من الارهابيين وطبعاً لعب الاعلام دوراً كبيراً في تضخيم مقدرة داعش في السيطرة وارعاب السكان بالاخبار الكاذبة تارة وبنشر فيديوهات القتل والاعدامات وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك اليوتيوب ليوصلوا الرسالة الغير صحيحة للعراقيين عن مدى قوتهم .

هنا حصل امران لم يكن يخطر في بال البريطانيين والامريكان الا وهو الفتوى التي اطلقها السيد علي السيستاني بالجهاد الكفائي وكذلك سيطرة الكورد على المناطق المتنازع عليها والمتعلقة بالمادة 140 التي لم تنفذها الحكومة المركزية وتجاهلتها طوال السنين الماضية ، وهذان الامران جعل ايران وكذلك الولايات المتحدة الامريكية بالتحرك بسرعة للتدخل حيث كانت هناك اجتماعات من قبل ايران مع البعض من القادة الشيعة وطرح البديل القوي لرئيس الوزراء السيد نوري المالكي والذي هو طارق نجم المعروف بمواقفه المناهضة للكورد وكذلك قامت لاحقاً بأعادة الطائرات الحربية العراقية وتجهيزها بصواريخ حديثة ليستخدمها الجيش العراقي ضد تنظيم داعش وقد تستخدم مستقبلاً لأغراض اخرى !!! ، وكذلك ارسلت الادارة الامريكية وزير خارجيتها السيد جون كيري الى العراق حيث اجتمعت برئيس الوزراء السيد نوري المالكي لاقناعة بتشکیل حکومة انقاذ وطني اوالتنحي وعلى مايبدو قد رفض الامرين ، وكذلك مع الاطراف السياسية الاخرى السنية منها والشيعية لتشكيل حكومة وطنية تظم جميع الاطراف وكذلك قام بزيارة اقليم كوردستان يريد من خلالها اقناع الكورد بالمشاركة في تشكيل الحكومة المركزية ، وهنالك انباء عن طرح موضوع الدولة الكوردية .

وفي خضم هذه الاحداث المتسارعة تعالت اصوات تنادي الى التقسيم اي تقسيم العراق الى دويلات وهي المنطقة الغربية والجنوبية والوسط وكذلك منطقة كوردستان ، فالكورد يحلمون بالدولة الكوردية والشيعة ايضاً وكذلك السنة والجميع بات مقتنعاً انه لايمكن العيش معاً ما دامت هذه النعرات الطائفية والمذهبية والقومية موجودة وحسب مايعتقدونه هي السبب في هذا الوضع المتازم في العراق ، فهل سيتم تقسيم العراق الى دويلات ام سيكون طرح الاتحاد الكونفدرالي ولعدة سنوات مقبولاً في المرحلة الراهنة وبعدها تقرر الانفصال الى الابد ؟؟؟ !!! ام سيتم تنفيذ الدراسة التي طرحتها البنتاغون بتقسيم الشرق الاوسط ومنها العراق الى دويلات ؟؟؟؟؟ !!!!!!

بقلم
جلال باقر
2014-06-25

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here