اعراب وعرب وعبيد وغرب 

اعراب وعرب وعبيد وغرب

ان ما يحدث اليوم من تجاوزات وانتهاكات واضحة تقوم به المملكة ( الاعرابية ) السعودية وبعض الدول العربية على اليمن الدولة العربية الفقيرة التي انهكتها التدخلات العربية وادخلتها في معارك في الوقت الذي كان من الممكن لهذه الدول المسماة عربية ان يكون لها دوراً فاعلاً ومفيداً ليس في اليمن فقط بل حتى في البلدان التي يحكمونها بالاعمار والتنمية والاستفادة من خيراتها ( التي لايستحقوها أصلاً ) ولكن ارتأت هذه الدول ان تكون ذيلاً للدول الكبرى وكذلك اسرائيل وتصبح هي الاداة لتنفيذ المخططات المعدة مسبقاً دون ان يقدموا هم الضحايا ويجعلوا الصراع قائماً بين المسلمين انفسهم ويكونوا هم بمأمن من الاضرار والخسائر المادية منها والبشرية .

هذه الدول العربية ( الخليجية ) تتدخل في شؤون الدول الاخرى بكل وقاحة ودون اي خجل او حتى ضمير وتقوم بتدمير اي دولة تقف بوجهها أو لا تسير على نهجها وخطاها بحجة الدفاع عن هذا المكون او ذاك او بحجة ارساء قواعد الديمقراطية التي هم بعيدين كل البعد عنها وهنالك من المرتزقة والاغبياء والاوباش اللذين يسيرون خلفهم ويكونون وقوداً بشرية تسير على الارض وتعبث بالكلمات والحروف والارض وتحرق الاخضر واليابس وترى القتل والاجرام من وجوههم القذرة ويقتلون دون رافة او رحمة ويتصورون انهم يؤدون دورهم الحقيقي لخدمة هذه الامة .

هذه الامة  التي يحكمها شلة من الحكام همهم الوحيد هو الحفاظ على السلطة بأي ثمن على حساب الشعوب التي يحكمونها حتى لو كلفهم هذا الكرسي ابادة البشر دون رحمة ووجه حق والابتسامة على وجوههم وكأن شيئاً لم يكن .

اختفت ضمائرهم والمال اعماهم والحقد والترف انساهم الاعمار والتنمية والتقدم والصناعات والزراعة واصبحوا دول استهلاكية همها الوحيد هو ان تصلهم الماكولات والتخمة والسمنه ارهقتهم وغطت على عيونهم واصبحوا لايعرفون للتقدم شيئاً سوى انهم في الاعلام اقوياء بتخريب العقول وتدمير الضمير وتقديم الاعلانات والترويج للبضائع الغربية وتقديم المسلسلات التركية .

سنين وسنين ونحن نسمع من هذه الدول عن القضية العربية الاولى قضية فلسطين وسمعنا ونسمع لحد الان الشعارات الرنانة والدعم العربي للقضية وفلسطين المحتلة ولكنهم اداروا ظهرهم لها واصبحت قضيتهم الرئيسية هي سوريا والعراق واليمن وغيرها وارسال الارهابين لهذه الدول وتمويلهم بالمال والسلاح والاعلام من فضائيات وصحف ومجلات واذاعة وجوامع تخرج منها الفتاوي اليومية بقتل الابرياء وتصريحات من رؤساه هذه الدول ووزراء وسفراء وتحشيد الدول العربية الاخرى بالمشاركة في قتل اخوتهم من العرب وتدخل هذه الدول مع الاسف في هذه اللعبة القذرة .

هنا يلعب المال الخليجي دوره القذر من اجل كسب هذه الدول المشاركة في القتل والتدمير وتنفيذ المخططات المعدة والبعض من هذه الدول لها ايدي عاملة كبيرة في الخليج ومنها جمهورية مصر العربية وتعتقد ان هذه الورقة قد تؤثر عليهم اقتصادياً ويقايضون بالايدي العاملة بقتل الابرياء وتشريد الالاف منهم ويتباكون عليهم حين يقبع هؤلاء الابرياء تحت الخيام وينادون هم وبكل وقاحة بحقوق الانسان .

طبعاً دور الامم المتحدة في هذه المسائل واضحاً لانها لعبة بيد الولايات المتحدة الامريكية بالدرجة الاولى ولايمكنها ان تكون منصفة بل على العكس تقوم بدورها المنوط بها الى جانب الدول الخليجية بأكمل وجه وكأنها لاتعلم مايدور حولها من انتهاكات وقتل وتشريد وتدمير .

ان الموقف المصري وتاييده للتدخل السعودي في اليمن يمكن ان يفسر بخوف مصر من ترحيل الايدي العاملة المصرية المتواجدة منذ سنين طويلة في الخليج والتأثير الاقتصادي الذي قد يجعل مصر في حالة لا يحسدون عليها وهذه الورقة تستخدمها هذه الدول بخبث وقذارة او ان الحكومة المصرية تعتقد او تخاف من ان تصبح مصر ارض خصبة للارهاب وتدخل في دوامة الدواعش او تحت اي مسمى اخر بسبب مسالة الاخوان المسلمين والمنظمات والحركات الاسلامية المتشددة التي تربت على ايدي الوهابية في السعودية وغيرها بحكم اقامتها هناك لفترات طويلة والتي اخترقت حتى الازهر .

هذا التخوف من الجانب المصري وهذا التأييد لايمكن ان يحميها من خبث ورعونة هذه الدول التي تقتنص الفرص لتضعيف اية دولة تقف بوجه اسرائيل والمخططات الامريكية في المنطقة لانها بكل بساطة تريد ان تحافظ على السلطة بأي شكل من الاشكال .

هذه الدول الخليجية عليها ان لا تنسى الدور الكبير لروسيا وايران والصين في المنطقة حيث لايمكن ان تقف هذه الدول مكتوفة الايدي متفرجة على هذا الذي يحصل في المنطقة دون ان يكون لها ردة فعل مناسبة حيالها فهذه الدول لديها مصالحها التي تريد ان تحافظ عليها ولاتدع لهذه المخططات ان تصل الى اهدافها المرجوة منها قد تطول وقد تقصر فهذا مرهون بسرعة المبادرة بالتصدي لها وكيفية التعامل معها ولا اعتقد بان هذه الدول بالغباء الذي يجعل الساحة مفتوحة امام الاخرين ليفعلوا مايشاؤوا بل سيكون الرد سريعاً وقد نشاهد ونسمع تغييراً مفاجئاً من هذه الدولة او تلك وتتغير المواقف حسب ما يتوصلون اليه خلف الكواليس او في العلن .

مشكلة هذه الامة اعرابها الذين يتحدثون بأسم عربها لتجرهم الى متاهات لا تحمد عقباها وخسر الجميع الكثير دون حساب من المال والبشر ورحل الكثيرين دون اي ذنب اقترفوه وينتطر البقية الباقية مصيرهم المجهول أين ومتى سيدفنون وجنون الاعراب فنون .

بقلم
جلال باقر
‎2015-‎03-‎28

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here