الشعب لن يسكت وحقوقه مهدورة ،،،،،

الشعب لن يسكت وحقوقه مهدورة ،،،،،

في بلد كالعراق الغني بثرواته والفقير بالنخب السياسية تلك التي تعي وتفهم ما معنى الوطن وما معنى الوطنية وحب الوطن ، العراق بتاريخه العريق وشعبه المظلوم لايمكن ان يستقر الا بوجود السياسيين المثقفين والمتمرسين والعقول النيرة التي تقود هذا الشعب الى بر الامان .
مشكلة العراق اليوم هي ليست وليدة اللحظة بل لها جذورها التاريخية البعيدة والقريبة والتداخل الذي حصل لهذا البلد جعله في حالة يرثى لها وادخلته في متاهات لاتحمد عقباها ، فتوافد القبائل والعشائر من الجزيرة ودخول الغرباء اليها انتجت وطناً متصارعاً حتى وان استقرت الامور في فترة من الفترات .
منذ تاسيس الدولة العراقية والتي ميزت المواطنين بين العثماني السني والايراني الشيعي ونحن نعيش حالة من الصراع الذي راح ضحيته الكثير من العراقيين وحمامات الدم مستمرة ما لم يتم وضع الحد لهذه الحالة الغريبة وتوفير الامان والحرية لهذا الشعب الذي اصبح يكره السياسيين لغبائهم ورعونتهم التي لا تنتهي الا القلة القليلة منهم ممن ضحى بحياته من اجل هذا الوطن ويذكرهم المواطن في كل مناسبة .
هؤلاء السياسيين الذين اصبحوا العوبة بيد هذه الدولة اوتلك ينهبون ويسرقون الاموال في وضح النهار وليس هناك من يردعهم ، متناسين ان خيانتهم لوطنهم لايمكن ان يمر مرور الكرام عندما ينهض ويثور الشعب ويخرج من سباته ويطالب بحقوقه المسلوبة منه وحينها سنراهم يحاولون تبرير خياناتهم للوطن بحجة الدفاع عنه وعن شعبه .
لقد خرج الشعب لانه لايمكن ان يرى هؤلاء السياسيين وهم يعبثون ويسرحون ويمرحون في هذا الوطن ، ولانه لم يرى اي تقدم حاصل في العراق والبنى التحتية مدمرة والاقتصاد في خبر كان والخدمات معدومة والفقراء مأواهم الطرقات يلتحفونها بانتطار لقمة العيش التي سرقها منه هذا السياسي او ذاك ، ورغم ماساتهم وجراحاتهم التي ما زالت تنزف والالم يعتصر قلوبهم يدافعون عن هذا الوطن ويقدمون القوافل من الشهداء وفي الوقت نفسه يعيش السياسي العراقي في رغد وهناء ناسياً ومتناسياً مأساتهم واحزانهم والامهم وشيمتهم الخيانة والغدر ، ودينهم دينارهم وقبلتهم نساؤهم ، إلههم أهوائهم ، كما قال الامام علي بن ابي طالب عليه السلام .
ان هذا الدفاع المستميت من قبل الشعب للدفاع عن العراق وضد الدواعش المجرمين والخونة من المحسوبين على الشعب العراقي من ايتام النظام السابق لايمكن ان يمر مرور الكرام ويجب ان يحسب له الف الف حساب وتلبية ما يطالب به المواطنون ويجب ان ياخذوا حقهم المشروع ويعيشوا في امان وينعموا بالحرية ، وتستقر الاوضاع .
ان رئيس مجلس الوزراء السيد حيدر العبادي استجاب نوعاً ما لطلبات المتظاهرين واصدر القرارات التي قد تردعهم ( السياسيين ) ، يمكن ان تكون بذرة للقضاء على الفاسدين والمخربين والسراق اذا استمر الشعب بدوره بالمطالبة بحقوقه ، ويصبح القضاء العراقي مستقلاً ونزيهاً بعيداً عن السياسة والسياسيين ، واستمر السيد حيدر العبادي بمحاسبة هؤلاء السياسيين ، وهي فرصة ثمينة له لان الشعب اصبح يهتف باسمه ويدخل التاريخ من اوسع ابوابه .
يجب على المتظاهرين المطالبة باسترجاع جميع الاموال من السراق لان هؤلاء السياسيين معروفون للجميع وكيف كانوا يعيشون في المهجر ومنهم من كان يعيش على المعونة الاجتماعية وان كان من بينهم من كان يعمل فلا يمكن ان يصبح مليارديراً من عمله هناك ، فمن اين اتى بالمليارات ؟؟؟ ومطالبة البنوك التي فيها ارصدة السياسيين استرجاع هذه الاموال ، وحجة سرية الحسابات التي قد يقولوها لاتنفع لانها اموال الشعب العراقي وهي سرقات ومطاردة الهاربين منهم عن طريق الانتربول ليتم القاء القبض عليهم ومحاسبتهم .
وعلى السيد حيدر العبادي الاسراع بتنفيذ القرارات التي تم اصدارها وتفعيلها ولايستمع الى الاصوات النشاز التي تدعوا الى الدستور وتطبيقه في الوقت الذي هم اول من لم يلتف للدستور لان سرقاتهم غير قانونية وغير دستورية ، وان يقف الى جانب الشعب العراقي بكل قوة لان موفقه الان اقوى من الجميع ممن حوله فلديه المرجعية ولديه الشعب العراقي .
وعلى كاهل السيد حيدر العبادي الكثير وايام صعاب عليه تحملها ، والعمل الدؤوب لتحقيق مطالب الشعب ، وبعد التخلص من السراق والمفسدين عليه ان يبدأ بالبنى التحتية وتقديم الخدمات وتوفير مستلزمات العيش الرغيد والاستمرار بالنهوض بهذا البلد ليقف بوجه المخاطر المستقبلية ويحافظ على ابناءه وثرواته .
بقلم
جلال باقر
‎2015-‎08-‎15
تنويه !
نظراً للخل الذي حدث في صحيفة صوت العراق واختفاء اكثر من 120 مقال لي تمت اعادة نشر هذا المقال وسيتم نشر المقالات الاخرى تباعاً .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here