الى الحكومة العراقية ، تحكمون العراق ام بغداد فقط ؟؟؟

الى الحكومة العراقية ، تحكمون العراق ام بغداد فقط ؟؟؟ 
ان الاوضاع المتردية في العراق والفوضى المستشرية في كافة مفاصل الدولة جعلت العراق كدولة شبه معدومة ولانرى منها الا العاصمة بغداد التي تأوي وتحتضن ما يسمون بالسياسيين العراقيين ، هؤلاء لايمكن الاعتماد عليهم في ادارتها بل وحتى لايصلحون في ان يتم استضافتهم في اي برنامج تلفزيوني للحوار لانهم ببساطة لايعرفون معنى الحوار وما معنى الوطن ولايعرفون معنى السياسة .
وحتى العاصمة العراقية لم تستطيعوا ان تحافظوا عليها وكان الدواعش قريبين منها لولا التدخل الايراني وباعترافكم انتم لكانت بغداد في خبر كان وكذلك فتوى السيد علي السيستاني وتشكيل قوات الحشد الشعبي اللذين يقدمون القوافل من الشهداء وهؤلاء ايضاً لايمكنهم ان يتقدموا خطوة واحدة الى الامام الا بأوامر من الحكومة العراقية التي لم تتضح ملامحها ولم تتفق على شيء يمكن ان يفتخر به المواطن العراقي .
لقد انتزعت الموصل من العراق وبيد الخونة من العراقيين والدواعش واصبحت دولة داخل دولة ولها حكمها وشرعها ومحاكمها واناس يديروها ويعبثون بها بأسم الدين والكثير منهم ليسوا عراقيين اصلاً واتوا اليها من جميع اصقاع العالم بالاضافة الى الدواعش الملثمين من العراقيين المجرمين والخونة ممن باعوا الشرف قبل الوطن وتمولهم دول اقليمية معروفة للقاصي والداني .
وهذه المنطقة الغربية ذات الغالبية السنية هي ايضاً  تعاني من بطش الدواعش المجرمين ونسمع ونرى بين الفترة والاخرى قد وقعت مدنها بيد الدواعش والملثمين من الخونة العراقيين والبعض يصفق لهم من الاهالي كرهاً بالعراق وشيعته وشماتة بالحكومة العراقية وسياسيها.

واقليم كوردستان كذلك هو شبه معزول عن الحكومة المركزية وفيها من يديرها وتعيش حالة من الاستقرار والامن والامان التي فشلت الحكومة المركزية توفيرها لمواطنيها في الوسط والجنوب والغرب وتحاول مرارأ ان توجد شرخاً في علاقتها مع اقليم كوردستان وهذا بدوره لايصب في صالحها وقد فشلت في ذلك ايضاً .
   
اما الخدمات والبنى التحيتة فهي في خبر كان وذهبت من غير رجعة وخزينة الدولة فحدث ولا حرج والثروات والاموال لايعلم العراقيين ان تصرف واين تذهب وبيد من هي وحتى السيد حيدر العبادي بصفته رئيس مجلس الوزراء لم يكن يعلم بأن خزينة الدولة ليس فيها الكثير ولن تتم محاسبة من كان مسؤولاً عليها ولا حتى معرفة اين اختفت هذه الاموال .

ودخول القوات التركية وبكل وقاحة الاراضي العراقية جعلت هذه الحكومة في موقف مخزي ومعيب وهي الغير قادرة حتى باخراج هذه القوات واكتفت بالتصريحات المعيبة بدلاً من ان تقوم بطردها من العراق وحتى كان من الممكن طرد السفير التركي وطرد كل من يريد المساس بسيادة العراق ارضاً وشعباً ، ولم تتعلم الحكومة العراقية من الاتراك عندما اسقطوا الطائرة الروسية مدعين بخرقها لأجوائهم واعلنت مؤخراً انها لاتخرج من العراق وستبقى فيها والحلم التركي بضم الموصل اليها قائماً الى الان .
والتصريحات المتناقضة لهذا السياسي او ذاك حول قضية دخول القوات التركية لاتعكس حقيقة ومغزى تواجد هذه القوات على الاراضي العراقية والجميع يبدي اندهاشه واستغرابه ، حيث اصبحت الحالة وكان للعراق حكومات وليست حكومة واحدة وكل سياسي في واد بعيد عن الاخر ليصبح العراق دويلات غير مرئية في حكومة مرئية وشبه مفقودة ، واصبح كل حزب عراقي حكومة لاتعلم مايدور في بقية الحكومات الحزبية المتواجدة على الساحة السياسية .

ان هذه الحكومات الحزبية تحكم بقعة جغرافية بسيطة من العاصمة العراقية محاولة ان تحكم العراق بشكل لايمكن ان يوصله الى حالة من الاستقرار والامن والامان ولايمكن ان يستمر في تلاحمه وتماسكه دون ان يكون له على الاقل سيادة على ارضه وفي النهاية ان يكون قوياً ويقف بوجه من يريد ان يدمره او يقسمه الى دويلات صغيرة وضعيفة .
فهل انتم تحكمون العراق ؟؟؟؟
بقلم 
جلال باقر
‎2015-‎12-‎08 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here