الى الحكومة العراقية ،،، الا تخجلون ؟

الى الحكومة العراقية ،،، الا تخجلون ؟
بعد مرور ستة وثلاثون عاماً على الجريمة النكراء التي اقترفها النظام الشوفيني العفلقي الصدامي بتهجير مئات الالاف من الكورد الفيليين الشرفاء ومصادرة اموالهم وممتلكاتهم بحجة التبعية الايرانية بالرغم من ان جذورهم تمتد في عمق التاريخ وارضهم وموطنهم العراق منذ القدم .
هذه الجريمة النكراء التي سكت عنها الجميع حكومات ومنظمات دولية واعلام بالرغم من كبر حجم المأساة ، لم نرى اي تحرك يذكر لطرح ومعالجة واستنكار هذه الجريمة التي اقترفت بحق المكون العراقي الكوردي الفيلي .
هذه الحكومات والمنظمات التي تصرخ ليل نهار وتنادي بالحرية والمساواة وحقوق الانسان وتستنكر هنا وهناك تغاضت عن هذه الجريمة في حينها لانها كانت تساند النظام الصدامي المجرم ومصلحتها تقتضي السكوت عن جرائم النظام ضاربة بعرض الحائط حقوق الانسان والمساواة والحرية وكأن الكورد الفيليين من كوكب اخر .
وبعد سقوط النظام الصدامي المجرم استبشر الكورد الفيلييون خيراً عسى ولعل يتم انصافهم ورد الاعتبار لهم والغاء قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل ومنها قرار 666 السيء الصيت والمخالف للدستور وللقانون الدولي بأسقاط الجنسية عنهم بحجة عدم ولائهم للوطن والشعب والاهداف القومية والاجتماعية العليا للثورة ، وتهجيرهم وتغييب اكثر من عشرين الف شاب من خيرة شباب العراق ولم يبقى لم اي اثر.

لكنهم لم يحصلوا على اية اجابة شافية لغياب فلذة اكبادهم ، شبابهم المغيبين ولا رد الاعتبار لهم بالغاء القرار المشؤوم 666 ولاحتى ذكرهم وانصافهم ولا حتى اعطائهم الفرصة ليكونوا مشاركين في العملية السياسية بل تمت محاربتهم لعدم حصولهم على حصتهم بالكوتا واتفقوا جميعهم وبدون خجل واستحياء على عدم اعطائهم حقهم المشروع وهذه وصمة عار على جبين جميع السياسيين العراقيين ، ومرت السنين دون ان تتحرك الحكومات المتعاقبة بالبحث عن رفات شهدائهم ولا حتى الاستماع لمطالبهم المشروعة ، والمخزي والمعيب عدم قبولهم ومنذ عام 2007 الى الان وضع نصب الشهيد الكوردي الفيلي في احدى ساحات بغداد المعروفة .
ان الحكومة التي لا تريد ان تعطي كل ذي حق حقه ولا تستطيع ان تكون منصفة بحق الشعب بجميع اطيافه ومكوناته وتقديم ما يمكن ان تجعلها في وضع يمكنها ان تتباهى به تجاههم وتكون بحق حكومة منتخبة بالعدل والانصاف ، لاتستحق الاحترام والتقدير ولا حتى يمكن اعتبارها حكومة شرعية .
هكذا حكومات هي حكومات مخجلة والتاريخ سيلعنهم ويكون مصيرهم مخزي وستتلقفهم مزبلة التاريخ وتضعهم في خانة المفسدين والفاشلين والمجرمين والخونة .
بقلم
جلال باقر
‎2016-‎04-‎10

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here