الدولة الإسلامية تخوض معركة خاسرة في شرق الموصل

يحث منشور أسقط من السماء فوق الموصل متشددي تنظيم الدولة الإسلامية على الاستسلام.. ويقول المنشور الذي عثر عليه على الأرض في مجمع سكني على المشارف الشمالية للمدينة “من سيعتني بعائلاتكم إذا قتلتم؟”.

ويبدو أن المنشور الذي أرسلته الحكومة العراقية قوبل بالتجاهل.

ففي أسفل الدرج بأحد المجمعات السكنية ترقد جثث ثلاثة متشددين لا بد وأنهم كانوا قبل مقتلهم على علم بأنهم سيخسرون في مواجهة الأعداد الهائلة لخصومهم وقوة نيرانهم.

واستعادت القوات العراقية بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة السيطرة على مجمع الحدباء السكني قبل بضعة أيام مع اكتساب حملة طرد الدولة الإسلامية من الموصل قوة دفع في شرق المدينة.

وأظهرت جولة جرى ترتيبها لرويترز لعرض أحدث مكاسب قوات الحكومة كيف أن المسلحين لا يزالون يخوضون معارك من أجل أكبر معقل حضري لهم في العراق على الرغم من أن قوات الحكومة تفوقهم عددا وقوة.

وتحت بطاطين ألقيت على جثثهم يبدو أن المتشددين قاتلوا حتى بعد إصابتهم بجروح خطيرة.

وكان أحد القتلى يضع جبيرة مؤقتة على ساقه وتشير علامة احتكاك ملطخة بالدماء إلى أن أحدهم ربما سحب نفسه للاحتماء أو سحبه آخرون.

ونُسف النصف السفلي لأحد المقاتلين قبل أن تسنح له الفرصة لتفجير حزام ناسف لا يزال يلتف حول خصره.

وقال جندي عراقي وهو يعود أدراجه عبر الممر الخارجي الذي كانوا يستخدمونه لمهاجمة المتشددين من الخلف “جئنا من هنا وضربناه بصاروخ.”

والمجمع مؤلف من أكثر من 160 مبنى سكنيا يتألف كل منها من ثلاثة طوابق وهو ما يمنح القوات العراقية الآن ميزة إضافية على العدو الذي تقهقر صوب نهر دجلة الذي يقسم الموصل من الشمال إلى الجنوب.

ووصلت بعض الوحدات العراقية إلى الجنوب على ضفاف نهر دجلة في مطلع الأسبوع وهو انجاز مهم في الهجوم الذي بدأ عندما اقتحمت قوات جهاز مكافحة الإرهاب الموصل من الشرق في أكتوبر تشرين الأول.

ولا يزال النصف الغربي من المدينة يخضع بالكامل لسيطرة الدولة الإسلامية ومن المرجح أن تعمل الأزقة الضيقة على تعقيد عملية استعادته من مقاتلي الجماعة المتشددة.

وتظهر على المباني الباهتة الألوان علامات على قتال عنيف وكان بالإمكان سماع أصوات إطلاق النار في مكان قريب.

كانت معنويات الجنود مرتفعة وشرعوا في الغناء والرقص أمام الكاميرا ووقفوا لالتقاط الصور مع أعلام الدولة الإسلامية التي مزقوها.

ومن شأن الانتصار في الموصل أن يوجه ضربة رمزية وربما قاتلة لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم المتشدد.

لكن الجماعة أظهرت في الآونة الأخيرة تكتيكات المتشددين التي ستعود إليها على الأرجح مع خسارتها للأراضي. وقتل عشرات المدنيين في تفجيرات في بغداد منذ بداية العام وهاجم المتشددون قوات الأمن في المناطق التي استعادتها منهم.

وخلال الجولة في المجمع قال اللواء الركن نجم الجبوري إن الدولة الإسلامية ردت بأربع أو خمس سيارات ملغومة أثناء المعركة وبعدها لكن تم تفجيرها قبل أن تصل إلى أهدافها.

وتناثرت نشرات إعلامية للدولة الإسلامية على الأرض خارج مدخل المسجد داخل المجمع السكني تشيد بالهجمات التي ينفذها مقاتلو التنظيم ضد القوات العراقية.

واستخدمت شقة سكنية في الطابق الأرضي كمكتب عقاري للدولة الإسلامية لتأجير شقق الفارين إلى أناس نزحوا من مناطق أخرى بالموصل أو خارجها خلال عامين من حكم التنظيم المتشدد للمدينة.

وحذرت نشرة أخرى للدولة الإسلامية المدنيين من إبلاغ قوات الأمن بأماكن وجود المتشددين.

وتم إجلاء جميع المدنيين أثناء المعركة أو بعدها ويظهر الآن جنود الحكومة في نوافذ شققهم.

وأُسدلت أغطية على الشرفات للحفاظ على الخصوصية في بعض الأحيان لكن أيضا لمنح قناصة الدولة الإسلامية القدرة على رؤية القوات العراقية دون أن ترصدهم.

وقال أحد قادة الكتائب التي استعادت الشقق السكنية ويدعى العقيد إبراهيم “في بعض الأبواب وضعت أسلاك شراك خداعية”.

وأضاف أن رجاله اقتحموا إحدى الشقق وعثروا على حزام ناسف وكوب من الشاي كان لا يزال ساخنا مما يشير إلى أن واحدا على الأقل من المتشددين اختار الفرار بدلا من القتال.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here