وزير ترامب يدق طبول الحرب مع الصين

أمـريكا تخاطر بإشعال فتيل “حرب واسعة النطاق” مع الصين إذا ما حاولت منع بكين من الوصول إلى الجزر الاصطناعية التي بنتها في بحر الصين الجنوبي.

هذا ما حذرت منه وسائل الإعلام الصينية في أعقاب التصريحات التي أطلقها ريكس تيلرسون المرشح لتسلم منصب وزير الخارجية في إدارة الرئيس المنتخب ترامب والتي طالب فيها بمنع وصول بكين إلى الجزر سالفة الذكر، بحسب صحيفة “جارديان” البريطانية.

وصـَرح تيلرسون اثنـاء جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في واشنطن أمس الأول الأربعاء: “علينا ارسال اشارة واضحة للصين فحواها أولا أنه ينبغي التوقف عن تشييد الجزر، وثانيا أننا لن نسمح لكم بالوصول الى الجزر التي شيدتموها.”

واتفقت وسائل الإعلام الصينية الرسمية على رأي موحد مفاده إنه إذا ما حدث وأصبحت تصريات تيلرسون سياسات واقعية حينما يتولى ترامب مهام منصبه رسميا في الـ 20 من يناير الجاري، ” فإن الجانبين سيكونان مهيئين للدخول في مواجهات عسكرية.”

وشيدت الصين تحصينات وجزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي. وصـَرح تيلرسون إنه ” ينبغي منع الصين من الوصول إلى تلك الجزر.”

وتزعم الصين أحقيتهافي المنطقة بأكملها، في حين تدعي خمس دول أخرى مجاورة لها بالإضافة إلى تايوان سيادتها هي الأخرى على المنطقة ذاتها.

ولم يحدد تيلرسون الكيفية التي ستمنع بها واشنطن بكين من الوصول إلى الجزر الاصطناعية، بيد أن خبراء أشاروا إلى إمكانية حصول ذلك فقط عبر القوة العسكرية،. وشبه تيلرسون بناء الجزر من جانب الصين بقيام “روسيا بضم شبه جزيرة القرم.”

و حذرت صحيفة “جلوبال تايمز” التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي الحاكم من أن اي محاولة أمريكية من هذا النوع قد تؤدي الى “اندلاع حرب كبرى”.

وفي عهد رئيس أمريكا المنتهية ولايته باراك أوباما، ظلت واشنطن تتبنى موقفا حياديا إزاء مزاعم السيادة على الجزر الاصطناعية في بحر الصين الجنوبي، ولم تعترف بملكية أي من الدول المتنافسة عليها، لكنها في الغالب تحدت سيطرة بكين على المنطقة عبر إرسال بواخرها الحربية للمرور في المنطقة، فيما وصفته بـ “حرية الإبحار” هناك.

وكتبت صحيفة “تشاينا ديلي” الصينية الحكومية أنه إذا ما تحولت السياسة بين واشنطن وبكين إلى مواجهات، مثل منع الأخيرة من الوصول إلى الجزر الاصطناعية التي تسيطر عليها بالفعل،” سيكون ثمة مواجهات مدمرة بين البلدين.”

وزادت الصحيفة:” لا ينبغي أخذ تصريحات تيلرسون مأخذ الجد لأنها ساذجة وتفتقر إلى الحصافة، ولا تعدو كونها أوهاما سياسية.”

ولكن الرد الصيني الرسمي، الذي عبر عنه لو كانج، المتحدث باسم وزارة الخارجية في بكين كان هادئا، إذ لم يقل سوى إن للصين الحق بالقيام “بنشاطات عادية” في أراضيها.

الجدير ذكره أن ترامب كان قد أدلى بتصريحات مشابهة في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأمريكية في ديسمبر الماضي، حينما اتهم بكين بـ ” ببناء حصن ضخم في وسط بحر الصين الجنوبي، وهو ما كان ينبغي عليها ألا تفعله.”

بيتر نافارو الذي اختاره ترامب لترأس مجلس التجارة الوطني حديث التأسيس، والمعروف بعدائه للبلد الأسيوي كان قد شجع رئيس أمريكا المنتخب على تبني “سياسة “السلام من اثنـاء القوة” في المنطقة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here