الطاغية ومأساة امرأة ،،،

الطاغية ومأساة امرأة ،،،
امرأة عراقية مشردة غزى الشيب رأسها وعيون متعبة تحكي لنا العذابات والاحزان والقهر وقسوة الايام ، قسوة نظام شوفيني قذر لم يرحم احداً ، قتل البشر وامانيهم واحلامهم وحلاوة الايام .
  
هذه المرأة العراقية الكوردية الفيلية هي وعائلتها ضحية النظام الصدامي المجرم ، انهت دراستها الاعدادية بتفوق وتجيد اللغة الانكليزية بطلاقة وكانت تأمل ان تستمر بالدراسة ودخول الجامعة لتحقق حلمها بالحصول على الشهادة الجامعية .
تم اغتيال حلمها وتدمير حياتها بالكامل عندما اعدم النظام الصدامي الفاشي اثنين من اخوتها امام انظار عائلتها ليأخذوا بالمقابل ثمن الرصاص الذي استخدمه في تلك الجريمة النكراء ودون السماح لهم بعزاء يقرأون الفاتحة على ارواحهم وكانت الصدمة كبيرة للعائلة وقد استشهد اخوها ضحية الحاكم الارعن في بداية الحرب العراقية الايرانية قبل ذلك .
وتوفي الوالدين حسرة على فلذات اكبادهم ولم تتحمل هذه الفتاة وفقدت صوابها وخرجت من المنزل ولم تعد اليه الذي تحمل منه ذكريات الطفولة وبرائتها وحبها لاهلها وجيرانها وصديقاتها في المدرسة غارقة في افكارها ومعاناتها ، والصدمة الكبيرة التي حلت بها لم تمهلها واختفت في ازقة العاصمة بغداد ونظرات المارة واستغرابهم دون ان تعي ما يدور حولها سوى انها تتذكر القليل مما تعلمته من اللغة الانكَليزية والقليل مما حدث لها .
عدسة كاميرة اقتنصت الفرصة لتنقل لنا مأساتها والخوف يغزوا ملامحها وعيونها المغرورقة بالدموع ، اخذ منها الطاغية والزمن احلامها وامانيها واجمل سنين عمرها ، اصبحت الان تعاني من الامراض الكثيرة وتفترش الرصيف بعد مضي اكثر من ثلاثين عاماً على حدوث المأساة الكبيرة التي حلت بها .
عيونها التي ملؤها الخوف من شيء قد حدث لها في تلك الازقة وخوف من ازلام النظام المجرم ، ومن نظام قاس لايرحم ، من ايام وشهور وسنين مرت عليها من برد الشتاء وخوف الليالي المظلمة ودموعها التي تنزل على خديها وهي تبكي حظها وهي تحمل الهموم وذكريات الماضي واصوات الطلقات التي سمعتها واخوانها وهم يسقطون على الارض يسقون بدمائهم ارض الوطن ليعلنوا لحظة الشهادة .
هذه المرأة المتعبة المثقلة بالاحزان والهموم لم تجد من يمسك بيدها ويأويها لتعيش ما تبقى من عمرها في راحة وتحت سقف يحميها من امطار الشتاء وشمس الصيف الحارقة ومن عيون المارة والخوف من المجهول .
  هل ستحصل هذه المرأة المسكينة على حقوقها كمواطنة في بلد النفط والمليارات ؟
هل ستكون الحكومة العراقية بمستوى المسؤولية  ؟
وهل يرضى السياسي العراقي ان يحصل لوالدته او اخته ما حدث لهذه المرأة المظلومة ؟
امام الحكومة العراقية هذه المأساة ونحن ننتظر الحل !!!
بقلم
جلال باقر
‎2017-‎03-‎16

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here