الفيل الامريكي كسّر الخزف العراقي الغني في غزوه بذريعة كاذبة

اعاد مندوب سوريا الدائم في مجلس الامن، اليوم الاربعاء، الى الاذهان الحرب الامريكية على العراق، عام 2003، مشيرا الى ان الفيل الامريكي كسر الخزف العراقي بغزوه له بذريعة كاذبة، فيما كشف الجعفري عن ان شحنة من غاز السارين وصلت الى سوريا من ليبيا عبر تركيا.

وقال الجعفري في كلمة له اثناء اجتماع مجلس الامن حول هجوم خان شيخون الكيمياوي، ان “ما يحصل من اعتداء على سوريا يذكرنا بالمزاعم التي قامت عليها الحرب على العراق في عام 2003، والتي شكلت لجنة من هذا المجلس بعد غزو العراق واغلقت على التحقيقات في غرفة لا يملك مفتاحها الا الامين العام، وهذا يثبت وجود تجاوز كبير في هذه الملفات، التي لن تفتح الا بعد 60 عاما”.

واشار الجعفري الى ان “الفيل الامريكي كسر الخزف العراقي الغني بغزوه للعراق عام 2003 وبذريعة كاذبة، والذي اوصل العراق الى ما هو عليه، حيث ان الشعب العراقي يعاني حتى اللحظة من نتائج هذا الغزو”.

وأضاف الجعفري، ان “التحالف الدولي بالإضافة لإسرائيل يقومون بتقديم المساعدة المباشرة العسكرية للإرهابيين من تنظيمي جبهة النصرة وداعش”.

وأكد المندوب السوري ان “شحنة من غاز السارين وصلت إلى سوريا من ليبيا عبر تركيا”، مبينا انه “جرى تهريب ليترين من غاز السارين على طائرة مدنية من ليبيا إلى سوريا عبر تركيا عبر شخص سوري مجرم اسمه هيثم القصار”.

وتسائل “كيف يمكن القبول باتهام أن الحكومة السورية استخدمت سلاح كيميائي هي لا تملكه واعترفت المنظمة الدولية بتدميره بالكامل؟”.

وتابع المندوب السوري ان “حكومة بلادي وفي مواجهة هذا التزوير وجهت رسالة إلى رئيس منظمة حظر السلاح الكيميائي لإرسال فريق تقصي والتوجه إلى سوريا وزيارة خان شيخون ومطار الشعيرات لأننا نريد أن نعرف من استخدم السلاح الكيميائي”.

ومن جانبه قال المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إن “يوم الجمعة الماضي، وجهت الولايات المتحدة 59 من صواريخ توماهوك إلى مطار الشعيرات، ومنذئذ نشاهد مزيدا من الضحايا والعنف، مع استخدام محتمل للذخائر العنقودية”.

أعرب المبعوث الدولي عن “قلقه على مصير العملية التفاوضية الجارية في جنيف”، مبينا ان “المسار السياسي حقق تقدما متواضعا قبل أحداث الأسبوع الماضي، لكن هذا التقدم الهش يواجه حاليا خطرا هائلا جراء اشتداد شراسة المعارك وبقاء الصعوبات في إيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها”.

ورحب بـ”محادثات وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي ريكس تيلرسون في موسكو”، مشيرا إلى ان “للبلدين المتشاركين في رئاسة المجموعة الدولية لدعم سوريا اختلافات جدية، لكن لهما أيضا مصالح ومسؤولية مشتركة، وعليهما إيجاد أسلوب للعمل سوية من أجل إعادة استقرار الوضع، وأن يتصرفا بطريقة مدروسة وواقعية ومنسقة من أجل دعم العملية السياسية”.

وأكد دي ميستورا ان “الأمم المتحدة سترسل ممثلين عنها إلى مشاورات يرتقب إجراؤها في طهران، الأسبوع القادم، وأستانا، في الشهر المقبل، باعتبار هذه المشاورات خطوة هامة جدا في التسوية السورية”.

في حين قال مندوب مصر بالأمم المتحدة عمرو أبو العطا، إن “مصر ستبذل قصارى جهدها لدعم العملية التفاوضية حول سوريا”، داعيا إلى “التحقيق بدقة في حادثة خان شيخون، للوقوف على ملابساتها”.

واكد على “ضرورة أن يتسم التحقيق بالدقة والحيادية والاستقلالية اللازمة”، مطالبا روسيا وواشنطن بـ”العودة إلى التفاهمات بينهما حول سوريا”.

واضاف عمرو أبو العطا ان “الحرب في سوريا، ساهمت في خلق ملاذ آمن لعشرات الآلاف من المرتزقة والإرهابيين والذين يهدد وجودهم المنطقة والعالم بأسره”، محذرا من “حالة الاستقطاب داخل مجلس الأمن”.

وتابع انه “بدلا من أن يساهم المجتمع الدولي في تقريب وجهات نظر الأطراف السورية نجده يدفع تلك الأطراف إلى التمترس وراء الآمال الزائفة في تحقيق انتصار وهمي وفارغ لن يتحقق ولا يدفع ثمنه سوى الشعب السوري”.

فيما أكد نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، أن روسيا عازمة على عدم السماح بتبني “أي مشاريع جيوسياسية هدامة” حول سوريا.

وقال إن “هناك فرصة لتحويل سوريا إلى نموذج للتعاون من أجل التسوية، إلا أن المشاريع الجيوسياسية الهدامة لن تسهم في ذلك، ولن نسمح بتبنيها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

ودعا سافرونكوف إلى “إجراء تحقيق شامل في حادث خان شيخون التي تعرضت، حسب مزاعم المعارضة السورية وبعض الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا، إلى هجوم كيميائي من قبل السلطات في دمشق يوم 04/04/2017، ما أدى، بحسب ادعاءاتها، إلى مقتل 90 شخصا”.

وفي تعليقه على هذه القضية، أعرب سافرونكوف عن “اندهاشه من أن خبراء فرنسيين لم يقوموا حتى بزيارة موقع الهجوم المزعوم، وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن دمشق تقف وراء ذلك”، متسائلا “من أين تعلمون هذا؟!”.

وأكد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أن “الاستفزازات مثل ذلك الذي حصل في بلدة خان شيخون تعزز مواقع الأطراف الساعية لحل عسكري للأزمة في سوريا”، مشددا على “ضرورة ألا تكون هناك توقفات مستمرة في العملية التفاوضية في جنيف”.

وشدد على ” دعم روسيا للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا”، داعيا “سافرونكوف دي ميستورا إلى تكثيف هذه الجهود، في الاستمرار المستدام لعملية جنيف”.

هذه التصريحات جاءت بعد أن أعلن المبعوث الأممي، خلال الجلسة، أنه مستعد لاستئناف المفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة في شهر مايو/أيار القادم.

وأضاف سافرونكوف ان “روسيا، من جهتها، وبالتعاون مع الدولتين الضامنتين الأخريين، أي تركيا وإيران، مصممة على مواصلة العمل على منصة أستانا”، لافتا إلى أن “بلاده تتعامل بمسؤولية مع التزاماتها بتعزيز الهدنة في سوريا”.

واعتبر ان “منصة أستانا لا يمكن أن تصبح دواء لكل داء في الظروف التي تعارضها أطراف أخرى”، مبينا ان “العملية التي تجري في العاصمة الكازاخستانية تمثل قيمة فريدة وخاصة كونها تهدف إلى الضمان العملي لوقف العنف، وتشكل استمرارا مباشرا للعملية في جنيف”.

بدوره أكد مندوب الصين في مجلس الأمن يو جيه يي أن “الحل السياسي هو الوحيد للأزمة في سورية”.

وقال يو جيه يي “نأمل بأن مباحثات أستانا ستحافظ على وقف الأعمال القتالية دعما لمباحثات جنيف، ومكافحة الإرهاب مسألة مهمة تسهم في حل الأزمة”.

وقال مندوب كازاخستان في مجلس الأمن “ندعو كل الأطراف للمضي قدما للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية المسار السياسي هو الحل الوحيد للأزمة التي تؤثر في المنطقة بأكملها، محادثات أستانا ضرورية لضمان وقف الأعمال القتالية”.

في سياق متصل قال مندوب بوليفيا في مجلس الأمن “ندعم محادثات أستانا وجنيف وهما تكملان بعضهما، ونأمل أن تواصل الحكومة السورية حربها ضد الإرهاب”.

وأضاف المندوب البوليفي ان “الإرهابيين هم المستفيدين الأوائل من عجز مجلس الأمن عن وقف هذه الحرب، ويجب العمل بشكل موحد لمواجهة الإرهاب”.

اما المندوب البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت فقد قال إن “مصداقية روسيا انهارت أمام العالم بسبب وقوفها إلى جانب الأسد”، مشيرا الى أنه “لا مكان للأسد في مستقبل سوريا”.

في حين قال المندوب الفرنسي ان “زمن إفلات النظام السوري من العقاب قد ولى وطال بإرغام نظام الأسد على احترام القوانين الإنسانية”، مضيفا “نحن أمام فرصة لدفع عملية السلام”.

ومن جانبها قالت سفيرة أميركا بالأمم المتحدة نيكي هيلي، أن “روسيا تعزل نفسها عن المجتمع الدولي في كل مرة يلقي فيها الأسد برميلا متفجرا أو يمنع الطعام عن تجمع سكني”.

واضافت ان “إيران تأجج نيران الحرب في سوريا لتوسيع نفوذها”، مؤكدة “دعم اميركا للمسار السياسي لإنهاء الأزمة السورية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here