عملية تحرير الموصل تقترب من أخطر 30 حياً فـي الساحل الأيمن

تستمر القوات التابعة لوزارة الداخلية، للاسبوع الرابع، بمراقبة جامع النوري ومنارة الحدباء في وسط المدينة القديمة وسط الموصل.

وتحاول تلك القوات مع مجموعة من القناصين، التقدم ببطء شديد نحو مواقع تحصن داعش، حيث يرجح وجود نحو 250 ألف مدني بالداخل.

بالمقابل تخوض قوات مكافحة الارهاب معارك وصفت بـ”الضارية” ضد عناصر التنظيم، في مناطق تقع الى الغرب من المدينة القديمة.

وتجتاز قوات النخبة الاحياء القديمة في وسط الموصل، باتجاه نهر دجلة اذ تحاول تطويق تلك المناطق بشكل كامل.

وأجبر المأزق، الذي تعيشه عمليات تحرير الموصل، الى اتباع تكتيك “التخطي العسكري”، وترك تحرير المدينة القديمة الى وقت آخر. ودعا بعض المسؤولين في نينوى الى الذهاب الى هذا خيار في وقت مبكر من العمليات في وسط الموصل، للحيلولة دون توقف
المعارك.

الاستعانة بمكافحة الارهاب
ويقول النائب عن محافظة نينوى أحمد الجربا امس، “لو التفت قوات مكافحة الارهاب، من شمال المدينة القديمة فمن شأن ذلك انهاء المخاوف ويصبح داعش محاصراً تماماً”.

وتطوق قوات الداخلية ومكافحة الارهاب من الجانبين الجنوبي والغربي للمدينة القديمة، فيما يحدها نهر دجلة من الشرق، وتقف القوات العراقية على الضفة الأخرى.

ويخشى الجربا من توقف العمليات تحت اي ظرف من الظروف، ويقول “لو توقفت العمليات فان التنظيم سيزيد في اجرامه ضد المدنيين، وسيعيد التقاط انفاسه”.

وتطلق قوات الشرطة الاتحادية في المدينة القديمة، النيران بكثافة باتجاه مواقع تحصن المسلحين على الرغم من بطء حركتها باتجاه عمق المدينة. وتمنع كثافة النيران تنظيم “داعش” من ان يهاجم القطعات العسكرية، وفق مايقوله مسؤولون هناك.

وأرسل “داعش” في معارك الموصل، منذ انطلاقها في تشرين الاول الماضي، 1061 سيارة ملغمة، بحسب احصائيات قيادة العمليات المشتركة.

بالمقابل يتوقع ان لايزيد عدد المسلحين في داخل الموصل، عن الألف، اغلبهم يتحصن في المدينة القديمة، وأحياء شمال غربي الموصل.

بدوره يقول محمد البياتي، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى، ان “قوات مكافحة الارهاب تخوض معارك ضارية ضد التنظيم في غربي الساحل الأيمن من الموصل”.

وأضاف البياتي “اتوقع ان يشن التنظيم هجوما خلال اليومين المقبلين على المدينة من كل المحاور”.

بالمقابل ينفي المسؤول الأمني في مجلس المحافظة، تدخل قوات مكافحة الارهاب في معارك المدينة القديمة بشكل مباشر.

ويؤكد انها “معركة الشرطة الاتحادية، لكن مكافحة الارهاب ستطوق المدينة”.

وواجهت عملية تحرير الساحل الأيمن، التي انطلقت في شباط الماضي، تلكؤاً واضحاً عندما وصلت قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع الى المدينة القديمة.

ويعيق العدد الكبير من المدنيين، الذين يقطنون في أزقة ضيقة لايزيد عرضها على المترين وداخل مباني قديمة للغاية، عملية التقدم.

وكان مسؤولون في الموصل رأوا ان الشرطة الاتحادية غير قادرة بمفردها على خوض حرب شوارع، وطالبوا باسناد من قوات مكافحة الارهاب.

ربيع الموصل
من جهته يشير قائممقام الموصل حسين علي حاجم الى ان “القاطع الأخير من الموصل، ونصف المدينة القديمة فقط هي من تبقى بيد التنظيم”.

وقسمت السلطات المحليةالموصل القديمة الى 4 أجزاء. وحي الربيع هو الجزء الاخير الذي لازال تحت سيطرة داعش.

ويقول حاجم، ان “هذا القاطع يضم 31 حياً سكنيا، لكنه الأخطر”.

ويضم ذلك الجزء من الموصل، احياء مثل 17 تموز، الرفاعي، والعريبي، وغيرها من الاحياء.

وكان التنظيم قد نقل عوائله مبكرا مع بدء عملية تحرير الساحل الايمن، الى حي 17 تموز، حيث يعتقد بانه سيكون بعيداً عن العمليات.

ولم تصل حتى الآن القطعات العسكرية الى تلك المنطقة، لكن طائرات التحالف كانت قد وجهت عدة ضربات على ذلك الحي.

الى ذلك تقف الفرقة التاسعة بالجيش العراقي وفصائل من الحشد، على بعد بضعة كيلومترات معدودة من شمال غرب الموصل، بعد ان سيطرت على منطقة بادوش بالكامل ووصلت الى ضفة النهر.

ويدعو المسؤول المحلي سكان تلك المناطق، اسيما 17 تموز في شمال غربي الساحل الايمن، الى الخروج من المدينة بأسرع وقت.

ويتوقع قائممقام الموصل ان “تشهد تلك المناطق معارك شرسة، باعتبارها ابرز معاقل داعش”.

بانتظار الليل
لكن عمليات اخلاء المدنيين في شطر الموصل الغربي لاتسير بشكل آمن. فاغلب السكان ينتظرون حلول الظلام للهروب، حيث تتراجع الاشتباكات بشكل نسبي.

ويقول حاجم ان نسبة نجاح وصول المدنيين الى مناطق تواجد القطاعات العسكرية “ضعيفة جدا”.

ويمر السكان بحقول من الالغام، كما تتابعهم قناصة التنظيم. كما يشير المسؤول المحلي ان “داعش بدأ يفجر سيارات ملغمة ضدهم”.

وزاد داعش خلال الايام الماضية، بعمليات الانتقام ضد المدنيين في الموصل، خاصة الذين ينوون الهروب.

ويقدر عدد الذين أعدمهم التنظيم في الايام الأخيرة عبر اطلاق النار، باكثر من 50 شخصا، في مناطق اليرموك والزنجيلي.

الى ذلك يواجه المدنيون الذين يصلون مراكز الايواء، صعوبات اخرى، حيث تزدحم المخيمات بشكل لايصدق، بحسب قائممقام الموصل.

ويقول حاجم “اغلب المخيمات في حمام العليل، وحسن شامي، والجدعة قد امتلأت باكثر من طاقتها بأضعاف”، مؤكدا ان نحو 300 ألف شخص انتقل الى الساحل الأيسر.

ولايوجد في الجانب المحرر منذ عدة اشهر، مخيمات للنازحين، ويضطر سكان الساحل الايمن، الذين ليس لديهم اقارب هناك، الى استئجار دور.

ويقول حاجم ان “مكاتب العقارات تؤجر بيوت المسيحيين في الساحل الأيسر الى النازحين، حيث ان معظمها خالٍ، لكن بضعفي السعر القديم”.

بغداد / وائل نعمة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here