جرحى من الموصل يتلقون علاجا نفسيا للتعايش مع بتر الأطراف

يهاجم اليأس الطالب العراقي أحمد خلف وهو يرقد في مستشفى بعد أن فقد ساقه عندما أصيب بشظية صاروخ أثناء فراره بحياته من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل.

لكن الطبيب النفسي كرم سعد يقدم النصح للطالب البالغ من العمر 20 عاما قائلا “أنت شخص قوي يا أحمد. لا تكن خائفا”. وكان الطبيب يروي كيف خرجت أسرة خلف من المنزل للفرار من منطقة الحرب في غرب الموصل قبل ثلاثة أسابيع لكن الصاروخ ضرب منطقة قريبة منهم.

ويرقد خلف الآن في مستشفى جنوبي الموصل لكنه فقد الاتصال بأبيه وأخيه اللذين أصيبا بجروح بالغة في الحادث الذي وقع في 19 مارس آذار. ويرقد الأب والأخ في وحدة للرعاية الفائقة في عيادتين مختلفتين بمدينة أربيل في إقليم كردستان شبه المستقل على بعد 80 كيلومترا من الموصل.

وكانوا جميعا بين 320 ألف مدني نزحوا جراء المعركة المستعرة منذ ستة أشهر في ثاني أكبر مدن العراق وتحاول فيها قوات الأمن العراقية بدعم أمريكي إخراج تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة التي سيطر عليها في 2014.

ويحاول خلف تقبل اضطرار الأطباء لبتر ساقه اليمنى من فوق الركبة. ويخضع الشاب لعلاج نفسي من الصدمة، وهو أمر غير معتاد في العراق، لمساعدته على التكيف مع إعاقته الجديدة.

وقال خلف للطبيب النفسي “الجلسات النفسية ساعدتني لكن تهاجمني أفكار بشأن ما حدث لي ولأبي وأخي. إنها تأتي مرارا.”

وأضاف قائلا “ما أدري بشيء عن المستقبل لكن إن شاء الله أحاول أرجع للمدرسة وأكمل دراستي ونتمنى ترجع الحياة (إلى طبيعتها) مرة ثانية.”

وتقدم جماعة هانديكاب انترناشونال الإنسانية النصح لخلف وأكثر من 5300 آخرين نزحوا من الموصل. وتوفر المنظمة أيضا إعادة تأهيل بدني لنحو 1200 شخص أصيبوا بجروح بالغة ومنها بتر أعضاء.

ومع دخول معركة الموصل شهرها السابع وبقاء نحو 400 ألف شخص محاصرين في آخر معقل حضري للدولة الإسلامية بالعراق تبدو هذه مجرد بداية.

وقالت مارلين سيوني المتحدثة باسم هانديكاب “في مواجهة أزمة بهذا الحجم قد تجد المنظمات الإنسانية صعوبات في تلبية كل الحاجات.”

وقال سعد الذي تخرج من جامعة الموصل قبل اجتياح التنظيم للمدينة “المجتمع العراقي شوية ما عنده تعلق للعلاج النفسي. دائما يفكرون أن العلاج النفسي خاص فقط بالحالات العقلية الصعبة.”

وبخلاف المعاناة من صدمات الإصابات يعاني العراقيون الذين أجريت لهم عمليات بتر للأطراف للحصول على أطراف صناعية. وفي مركز متخصص تديره اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أربيل يحتاج المرضى إلى الانتظار شهرين لتلقي العلاج.

و تحاول العيادة في أربيل الاستعانة بمزيد من المتخصصين للمساعدة في علاج 210 حالات من الموصل وما حولها في محافظة نينوى.

ومن الذين يتدربون على معاودة المشي أحمد عمار، وهو فني سيارات وأب لخمسة أبناء، كان يتولى مسؤولية مرأب للسيارات في غرب الموصل.

وقال عمار وهو يتدرب على ساق صناعية في مستشفى في أربيل “فتحت باب الجراج وانفجرت عبوة ناسفة”.

وتابع يقول “قطعوا قدمي من الكاحل وثبتوا قدما صناعية لكن تعرضت لغرغرينا وقطعوا ساقي من الركبة. الدولة الإسلامية هي من زرعت العبوة الناسفة.”

(إعداد معاذ عبد العزيز – تحرير وجدي الالفي)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here