صدمة ورهبة ومشاعر متضاربة بين الأفغان بعد أن استخدمت أمريكا قنبلتها الضخمة

شاهد قاري مهراج الدين “برقا مثل عاصفة رعدية” تلاه دوي انفجار وهو صوت أعتاد عليه سكان إقليم ننكرهار الأفغاني الذي تمزقه الحرب.

وقال “اعتقدت أنه قصف خارج منزلي مباشرة.”

لكن في الواقع كان الانفجار على بعد خمسة كيلومترات تقريبا وتأثيره الهائل أكبر من أي انفجار وقع من قبل في المنطقة.

وأسقطت قوات أمريكية ليل الخميس واحدة من أضخم قنابلها التقليدية على الإطلاق التي استخدمتها في ساحات القتال، مستهدفة ما وصفته بشبكة أنفاق يستخدمها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة أتشين في ننكرهار.

ويفصل أتشين عن باكستان سلسلة جبال مرتفعة وهي إحدى المناطق التي هرب إليها مقاتلو طالبان والقاعدة عندما غزت الولايات المتحدة أفغانستان في أواخر 2001.

والآن يقول مسؤولون أمريكيون إن مقاتلين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية الذي يتمركز في الشرق الأوسط بدأوا بتحصين كهوف في المنطقة لعرقلة العمليات المشتركة للقوات الأمريكية والأفغانية.

ورحب سكان في أتشين، التي جرى تحريرها مؤخرا من احتلال تنظيم الدولة الإسلامية، بالضربة التي شنت ليل الخميس والتي احتلت عناوين الأخبار في العالم واعتبرها الكثيرون استعراضا مقصودا للقوة من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال مير علم شينواري أحد السكان المحليين لرويترز “إذا أردت أن تدمر وتقضي على داعش، عندئذ حتى فإنك حتى إذا دمرت منزلي فإنني لن اشتكي لأنهم ليسوا بشرا. إنهم وحوش.”

ووصف شينواري الكثير من الانتهاكات التي قال إن مقاتلي الدولة الإسلامية ارتكبوها.

وأضاف قائلا “كانوا يزوجون بناتنا وزوجاتنا لمقاتليهم ويتهمون السكان المحليين بالتجسس ولم يتورعوا عن قطع الرؤوس والأيدي ولم يسمحوا بالهواتف المحمولة المجهزة بكاميرات.”

لكن بعيدا عن منطقة الاستهداف كانت المشاعر أكثر تباينا.

وقال أسد الله خكسر الذي يقيم في العاصمة كابول “الحقيقة هي أن الولايات المتحدة استخدمت قنبلتها الكبيرة هنا لتختبر فعاليتها.”

وأضاف قائلا “إذا كانت أمريكا تريد التخلص من داعش فإن هذا سهل للغاية لأنهم هم من أوجدوا هذه الجماعة.”

وما زال لدى بعض الأفغان شكوك عميقة بشأن دوافع واشنطن عندما أرسلت جنودها إلى البلاد قبل أكثر من 15 عاما ويعتبرون وجودهم المستمر شكلا من أشكال الاحتلال.

ويشعر آخرون بالارتياح إزاء التدخل الأمريكي مع خشيتهم من أن يكون البديل هو العودة إلى الحكم الإسلامي المتشدد لحركة طالبان التي أطيح بها من السلطة في 2001 لكن محاربة تمرد عنيد يكلف البلاد آلاف القتلى سنويا.

ومدافعا عن قراره استخدام القنبلة وصف الجنرال جون نيكلسون القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أفغانستان مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بأنهم “حيوانات” لشنهم هجمات على أهداف مثل مستشفى في كابول.

وقال للصحفيين في العاصمة الأفغانية يوم الجمعة “الجيش الأفغاني، وخصوصا القوات الخاصة، يقودون القتال ضد هؤلاء الإرهابيين الهمجيين.”

وأضاف قائلا “إنهم يفعلون ذلك بالنيابة عن شعب أفغانستان وفي الواقع فإنهم يفعلون ذلك بالنيابة عنا جميعا.”

(إعداد داليا نعمة – تحرير وجدي الالفي)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here