استفتاءُ استقلالِ كوردستان سيجري في العام 2017

أكد عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، والناطق باسم المكتب، محمود محمد، أن هناك قراراً بإجراء استفتاء استقلال كوردستان خلال العام الجاري 2017.

واجتمع المكتبان السياسيان للحزبين الرئيسيين في إقليم كوردستان، الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، في الثاني من نيسان الجاري، وبإشراف رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، لبحث موضوع الاستفتاء والاستقلال، وقرروا تشكيل وفود مشتركة لزيارة بغداد والأطراف السياسية في إقليم كوردستان، وأكد المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، أن الاتحاد الوطني الكوردستاني، والحزب الديمقراطي الكوردستاني، متفقان حول مسألتي الاستفتاء والاستقلال، مشيراً إلى أن قرار الاستفتاء كان من المفترض أن يصدر العام الماضي، ولكن لم يتأخر الوقت بعد، وأمامنا فرص ثمينة، والأوضاع مثالية من أجل الاستقلال.

وأوضح محمود محمد أن الموقف المشترك للحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، سيكون أفضل ردٍّ على أولئك الذين لا يتمنون وحدة الصف الكوردستاني، مشيراً إلى أن الموقف الموحد للكورد في وجه بغداد فيما يتعلق برفع علم كوردستان في كركوك، أصبح فرصة لإنهاء الخلافات بين الأطراف السياسية، كما أن قرار البرلمان العراقي أصبح سبباً آخر لكي يستقل الكورد عن العراق.

وأكد عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني أنهم لن يسمحوا بوقوع كارثة جديدة للشعب الكوردي، وأنهم يريدون الاستقلال، ولو أن شخصاً مثل رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، سنحت له الفرصة، لفعل بالشعب الكوردي ما فعله صدام حسين، ونحن لم نكن نتوقع أن يفعل العرب الشيعة بنا ما فعله البعثيون، وفيما يلي نص المقابلة التي أجرتها شبكة رووداو الإعلامية، مع عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، والناطق باسم المكتب، محمود محمد:

رووداو: أين تكمن أهمية الاجتماع الأخير بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، بإشراف رئيس إقليم كوردستان مسعود البارزاني، من الناحية السياسية ؟

محمود محمد: خلال الاجتماع السابق عرض الاتحاد الوطني الكوردستاني خارطة طريق مؤلفة من 8 نقاط، وكنا ننتظر ردَّ الاتحاد الوطني الكوردستاني، ولكن بسبب التطورات التي حصلت مؤخراً، عقدنا الاجتماع قبل موعده، وقد كان الموقف المشترك للحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني حول الاستفتاء والاستقلال مهماً للغاية، وهنا تكمن أهمية هذا الاجتماع.

رووداو: ما هي المواضيع الرئيسية التي نوقشت في الاجتماع؟

محمد: كان هناك موضوعان رئيسيان في جدول أعمال الاجتماع، الأول هو الاستعدادات المتعلقة بالاستفتاء والاستقلال، والثاني رفع علم كوردستان في كركوك، بالإضافة إلى مناقشة عدد من المسائل الأخرى، دون التطرق لتفاصيل توازنات الإدارة.

رووداو: خلال اجتماع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، تم تشكيل لجنة خاصة بالاستفتاء والاستقلال، هل يمكنك إطلاعنا على تفاصيل هذا الموضوع؟

محمد: كان من الضروري أن يتفق الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني كقوتين رئيسيتين على هذه القضايا، لأن الشعب الكوردي يتأمل الكثير من هاتين القوتين، خصوصاً وأن إقليم كوردستان من خلال تطبيق نظام الفيدرالية يتجه نحو الاستقلال، لذلك فإن من الضروري أن تتفق هاتين القوتين، ومن ثم تلتقيان مع باقي الأطراف والمكونات لبحث الاستفتاء والاستقلال، لذلك تم تشكيل لجنة مكونة من 4 أشخاص، وبدأت هذه اللجنة أعمالها منذ الثالث من أبريل الجاري، وتتألف اللجنة من نوري شاويس، هوشيار زيباري، ملا بختيار، وحكيم قادر، وبدأت اللقاءات في مدينة أربيل، حيث من المقرر أن تجري هذه اللجنة لقاءات مع الآشوريين والكلدان والتركمان، لأن هذه القضية تخص كافة المكونات، وقد أكد كل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، أن الاستفتاء ليس متعلقاً بقومية أو حزب بعينه، أو بمعزل الآخرين، وإنما يتعلق بكافة مكونات كوردستان.

رووداو: رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، أخبر الأمين العام للأمم المتحدة، بأن موعد الاستفتاء والاستقلال سيتم تحديده في أقرب وقت، فهل تم تحديد هذا الموعد خلال اجتماعكم؟

محمد: بعد أن يتم تشكيل وفد مشترك، سيقوم بإجراء لقاءات من باقي الأطرافن وبعد ذلك سيشكلون لجنة مشتركة، ومن ثم سيتم التشاور مع الخبراء والقانونيين لتحديد وقت واستعدادات هذه العملية، وخلال الاجتماع تقرر إجراء استفتاء الاستقلال خلال العام الجاري 2017.

رووداو: لماذا قرر كل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني عقد اجتماع خلال 24 ساعة؟، أين تكمن أهمية وحساسية هذا الاجتماع؟

محمد: في الواقع كان من الضروري إجراء الاستفتاء في العام المنصرم، ولكن الوقت لم يتأخر بعد، وأمامنا فرص ثمينة، والقوة التي امتلكناها من خلال أحداث الشرق الأوسط وما حوله، تُظهر أن الوقت ملائم للاستقلال، وعلينا عدم إضاعة هذه الفرص، كما أن هناك استعدادات فكرية وميدانية.

رووداو: هل اتفقتم مع الاتحاد الوطني الكوردستاني على تشكيل “جماعات ضغط” لدى دول العالم، خصوصاً الدول المجاورة؟

محمد: لقد تركنا هذه المسألة للجنة المشتركة التي سيتم تشكيلها من أجل الاستفتاء والاستقلال، فهذه اللجنة ستتولى العلاقات والمباحثات مع باقي الدول.

رووداو: القادة الإيرانيون يقولون إنهم غير مرتاحين لمسألة استقلال كوردستان، كيف ستقنعون إيران بأن كوردستان لا تشكل أي تهديد؟

محمد: سيتم توضيح هذه الجزئية خلال الزيارات والمباحثات، ويمكنا القول بكل ثقة إننا سنكون ضماناً للأمن في المنطقة.

رووداو: لماذا يبتعد الحزب الديمقراطي الكوردستاني عن إيران التي تمتلك تأثيراً على بغداد، كما أنها ستدلي بموقفها حول موضوع الاستقلال على وجه الخصوص؟

محمد: نحن لسنا بعيدين عن إيران، بل على العكس من ذلك، فعلاقاتنا مستمرة على الدوام، وزياراتنا تتم على أعلى المستويات، ونحن نقول دائماً إننا لسنا معنيين بمشاكل إيران مع باقي الدول، وفي الماضي كانت هناك مشاكل بيننا وبين تركيا، ولكن بعد اللقاءات والمحادثات زالت كل الخلافات، ويمكننا القول إن بإمكاننا إرضاء إيران بالطريقة ذاتها، لأن لدينا مصالح وعلاقات مشتركة مع كل من إيران وتركيا، كما أننا نرغب بعقد اجتماعات في بغداد، وأن نعلن الاستقلال بالطرق الديمقراطية والسلمية، ونريد أن تكون تجربتنا مشابهة لتجربة تشيكوسلوفاكيا، وأن نكون جيراناً مع بغداد ونحمي مصالحنا، لأنه ستكون هناك حاجة مشتركة بيننا وبين بغداد، لذلك فإننا سنناقش هذه المسألة مع بغداد أولاً.

رووداو: رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، طالب في مقابلته مع شبكة رووداو الإعلامية، إدارةَ إقليم كوردستان بألا يضعوا العراقيل أمامهم، كيف تُقيم ذلك؟

محمد: خلال الزيارة الأخيرة للعبادي إلى الولايات المتحدة، سأله مسؤولو الإدارة الأمريكية عن الكورد، فأجابهم العبادي: “أنا أتفهم حلم الكورد، ولكن كرئيس وزراء يجب علي أن لا أقبل بالاستفتاء”، والعبادي لديه مصالح ومنافسات سواء داخل الوسط الشيعي أو داخل حزبه، وهو يعتقد أنه كشخص عربي يجب أن لا يقبل باستقلال كوردستان، ولكن في الواقع لم يسأل أحد الشعب الكوردي حين ألحقوهم بهذا البلد الذي لم نرى فيه سوى الكوارث، ولم يكسب الطرفان شيئاً.

هم أيضاً لم يكونوا راغبين بإرسال آلاف الأشخاص إلى كوردستان للقتال، كما أننا لم نكن نريد التضحية بآلاف الشهداء، ولكي لا تتكرر هذه الكوارث نريد استقلال كوردستان، وعلى سبيل المثال، فإن شخصاً مثل رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، لو سنحت له الفرصة لفعل بالشعب الكوردي ما فعله صدام حسين.

رووداو: المالكي يسعى لكسب غالبية قوائم البرلمان، ويدعي أن الكورد يقفون في صفه، هل تمت مناقشة هذا الموضوع خلال الاجتماع؟

محمد: نعم لقد كان هذا الموضوع على جدول الأعمال، والموقف الموحد للكورد في وجه بغداد بخصوص رفع علم كوردستان في كركوك أصبح سبباً لإنهاء الخلافات بين بعض الأطراف السياسية، وهناك مخاوف بأن تتأذى وحدة الصف الكوردي على يد المالكي، فضلاً عن المخاوف من تحول الحشد الشعبي إلى أحد أشكال نظام “الجحوش” القديم، لذلك يجب على الأحزاب السياسية الحرص على وحدة الكورد اقتصادياً وسياسياً، والموقف الموحد للحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني حيال الاستفتاء والاستقلال سيكون رداً مناسباً في هذا السياق.

رووداو: السنة والشيعة الذين تلطخت أياديهم بدماء بعضهم البعض، اتحدوا داخل البرلمان العراقي ضد قرار رفع علم كوردستان في كركوك، فلماذا لا تتفق الأحزاب الكوردية فيما بينها من أجل إيجاد حلّ للقضية الكوردية؟

محمد: نحن لم نهدر دماء بعضنا البعض، كما أننا لا نُقحم مسألة الاستفتاء والاستقلال في الخلافات السياسية، ونعمل عليها بمعزل عن بعضها، لأن إقحام هذه المواضيع ببعضها سيلحق الضرر بالكورد، والمشاكل السياسية هي شأن كوردي داخلي، ولكن الاستفتاء والاستقلال ليس كذلك.

رووداو: طالما أنكم اتخذتم قرار الاستفتاء، فلماذا لا تُفعلون عمل البرلمان، على الأقل من أجل إصدار قانون الاستفتاء؟

محمد: هذه المسألة تحتاج لمباحثات بين الأطراف السياسية، والاستفتاء لا يحتاج لقانون، فقد تم تشكيل لجنة ستتولى وضع الخطوات والآليات اللازمة.

رووداو: هل تضمن اجتماع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني الحديث عن اجتماع القمة بين مسعود البارزاني ونوشيروان مصطفى، أم لا؟

محمد: لقد تضمن الاجتماع حديثاً مطولاً عن المشاكل السياسية، وتم الاتفاق على ألا تتسبب الخلافات بين الأطراف بخلق حالة من الغليان، كما أن وفد الحزبين سيزور كافة الأطراف والأحزاب السياسية في إقليم كوردستان.

رووداو: هل لا زلتم في الحزب الديمقراطي الكوردستاني تطالبون بتغيير رئيس برلمان إقليم كوردستان؟

محمد: نحن نعتقد أن هذا الأمر يصب في مصلحة الشعب الكوردي، وناقشنا هذا الموضوع في اجتماعنا السابق مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، ومن الضروري إجراء بعض التعديلات في البرلمان وبعض المؤسسات الإدارية، كما أن من الضروري أن نتفق نحن الطرفان أولاً، ولكن وجهة نظرهم في هذا السياق مختلفة عن وجهة نظرنا، لذلك لازلنا بانتظارهم.

رووداو: هل سيؤثر قرار البرلمان العراقي حول رفع علم كوردستان في كركوك على حضور الحزب الديمقراطي الكوردستاني في انتخابات البرلمان العراقي؟

محمد: الغاية من قرار البرلمان العراقي كانت ضرب الاتفاق، ونحن لم نكن نتوقع أن يفعل العرب الشيعة ما فعله العرب السنة بنا، كما أن هذا القرار أصبح سبباً آخر لاستقلال الكورد عن العراق، وبعد الانتهاء من المباحثات الجارية، سنقرر ما إذا كنا سنشارك في الانتخابات أم لا.

ترجمة وتحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here