الكرد الفيليون.. ضحية المذهب والقومية

الفيليون هم شريحة من الكرد ينتشرون في مدن بدرة وجصان ومندلي وخانقين وزرباطية وبغداد وغيرها، تعرضوا مثل الكثير من مكونات العراق الى حملات التهجير والترحيل على يد النظام السابق تحت ذريعة التبعية الفارسية، رغم تواجدهم الكثيف في الساحة الاقتصادية بالعاصمة بغداد بعد انتهاء حقبة اليهود.

ومارس النظام السابق سياسة ترحيل الفيليين إبان الحرب العراقية الإيرانية ورميهم على الحدود المليئة بالألغام، وسحب الأوراق الثبوتية والمستمسكات التي تثبت عراقيتهم، ومصادرة أملاكهم المنقولة وغير المنقولة، فضلا عن تغييب الآلاف من شبابهم وإعدامهم فيما بعد.

ولم تعترف إيران بدورها بهذه الشريحة، ومنحتهم إقامة مؤقتة فقط، معتبرة إياهم عراقيين وليسوا إيرانيين بالأصل، ما دفع الكثير منهم للهجرة إلى أوروبا، فيما اضطر الباقين منهم إلى البقاء أملا في أن تسعفهم الظروف يوما ما للعودة التي تحققت بعد 2003، لكنهم يشكون على الدوام من آثار القرارات التي صدرت بحقهم عن مجلس قيادة الثورة المنحل ولا سيما ما يتعلق بالجنسية والعقارات المصادرة.

وتشير إحصاءات رسمية إلى أن الكرد الفيليين هم أكثر من صدرت بحقهم عقوبات وتقدر بنحو 85 قراراً، كما إن إحصاءات أخرى ووثائق المحاكم تشير إلى تهجير أكثر من نصف مليون منهم.

ويشكو ناشطون فيليون من أن الفيليين دفعوا الثمن مرتين ولم يلقوا اهتماماً من أحزاب المعارضة السابقة، سواء الأحزاب الشيعية أو الكردستانية، وأصبحوا ضحية المذهب والقومية، وتتزايد المطالبات من ممثلي هذه الشريحة لحل مشاكلهم العالقة مع كل مناسبة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here