في شلالات الموصل.. عراقيون يتذوقون مباهج الحياة بعد طرد تنظيم الدولة

عراقيون يلتقطون صورا ويتنزهون في منطقة شلالات في شرق الموصل بشمال العراق يوم الجمعة. تصوير محمد حامد – رويترز.

 

تدفقت حشود من العراقيين على منطقة شلالات تقع في شرق الموصل يوم الجمعة للاستمتاع بحريات بسيطة مثل الرقص وارتداء ملابس زاهية الألوان وهي أمور كانت محظورة خلال ما يقرب من ثلاث سنوات تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية.

وصدحت الموسيقى من مكبرات صوت ضخمة وضعت على شاحنات. وقفز الأطفال بصخب في المياه في حي الشلالات أو قادوا دراجاتهم أو ركبوا الخيول والحمير في المتنزه المجاور.

وكان المشهد مثل نزهة جماعية ضمت نحو ألفي شخص يستمتعون بأشعة الشمس فيما تتواصل المعارك بين القوات التي تدعمها الولايات المتحدة والدولة الإسلامية على بعد 20 كيلومترا فحسب على الضفة الغربية لنهر دجلة.

وقال مؤيد أحمد الذي خرج للتنزه في المنطقة الواقعة على أحد روافد دجلة شمالي المدينة مع زوجته وابنته “كنا محاصرين. نحن سعداء الآن فالأسر بإمكانها أن تخرج. كان الجميع قابعين في منازلهم قبل ذلك”.

وأضاف “كانوا يسألوننا عن أشياء وسلبيات لا معنى لها” في إشارة للدولة الإسلامية التي سيطرت على الموصل في 2014 وطردت من شرق الموصل في يناير كانون الثاني.

وفرض التنظيم تفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية خلال فترة سيطرته على المدينة بما يشمل إجبار الرجال على إطلاق لحاهم والنساء على ارتداء النقاب وتعرض كل من خالف القواعد لعقاب صارم.

لكن تلك الأجواء اختفت يوم الجمعة حيث زغردت النساء في سعادة وهن ترتدين الملابس زاهية الألوان بدلا من الملابس السوداء التي فرضها مقاتلو الدولة الإسلامية. وتناثرت زجاجات الجعة والويسكي على الأرض.

وقال محمد أبو قاسم “كل شيء عظيم الآن. لم نكن لنستطيع أن نفعل ذلك تحت حكم الدولة الإسلامية. وقتها كل شيء كان ممنوعا. يسألون الرجال عن طول لحاهم والنساء عن نقابهن. الآن الكل سعداء”.

وقال “كنا نأتي ويمنعوننا من التنزه. ويقولون غطوا وجوهكم هذا ممنوع ..هذا حرام ..هذا حلال”.

وقالت زوجته أم قاسم وهي ترتدي حجابا وردي اللون “كانوا يضايقوننا بشأن طول بناطيل الرجال واللحى وغطاء الوجه” وصاح ابنها الصغير مقاطعا و”الجلد”.

وتابعت قائلة “نحن في نعيم الآن. كنا في جحيم تحت حكم الدولة الإسلامية”.

وحتى في متنزه الشلالات لم تكن آثار الحرب بعيدة. كانت هناك سيارات محترقة على طول الطريق المؤدي إلى المكان.

وأقام جنود عراقيون نقاط تفتيش على جسر مؤد للمتنزه ونفذوا دوريات في المنطقة لضمان سلامة المتنزهين الذين التقطوا لأنفسهم صورا ذاتية (سيلفي) ودخنوا النرجيلة واصطفوا لشراء الشاورمة والدجاج المشوي.

وقال مثنى أرشد الذي أطال شعره وارتدى سلسلة ذهبية تحمل علامة الدولار قبل أن يكمل الرقص مع أصدقائه “نحن سعداء جدا جدا لأننا تخلصنا من الدولة الإسلامية. لثلاث سنوات دمرونا لم نستطع ارتداء ملابس عصرية… دمروا الشباب والعائلات. قتلوا اثنين من أشقائي”.

(إعداد سلمى نجم – تحرير أحمد حسن)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here