دولة المليشيات باقية بعون الله

 المليشيات الطائفية المسلحة , هي الوجه الاخر الحقيقي للاحزاب الحاكمة , تستخدمها لغايات شتى متنوعة , كمطية تركبها وقت الحاجة والضرورة , منها . الابتزاز السياسي , او المزايدات على المناصب ومراكز النفوذ  , او التهديدات بالويل والثبور اذا لم تأخذ حصتها من العلس والحواسم  , او لغايات تخويف المواطنين وارعابهم في تكميم الافواه بالترهيب ,حتى عدم التعرض لهذه الاحزاب الحاكمة , حتى في النقد البسيط , وكذلك تستخدمها جباية لجمع الاموال , عن طريق السطو والسرقات واختطاف المواطنين , ومقايضتهم بالفدية المالية , , وكذلك في اثبات الوجود لهذه الاحزاب في الشارع . وهذه المليشيات هي التي تعطي اكسير الحياة لاحزابها القائمة , والتي تشترك في الحكومة والبرلمان , وهذه الاحزاب بدون هذه المليشيات المسلحة , تموت تلقائياً , وترمى في براميل الازبال والقمامة . لذا فهي تتباهى في زعرانها المراهقين , في التخويف والترهيب , الى حد البطش والتنكيل , لكل من يقف في طريقها . وحتى لها حصة مالية  من الصفقات والعقود والمشاريع , وهم يستلمون الرواتب الشهرية الضخمة , بحجج كثيرة بما انزل الله بها , منها كمستشارين , او جيوش فضائية , موزعين على مؤسسات الدولة المختلفة , كفضائيين ليس لهم وجود سوى في استلام الرواتب , او يحصلون على منح حكومية بقيمة مالية ضخمة . لذلك بهذا الاسلوب النشاز , الذي يهين ويمزق هيبة ومكانة الدولة , وتحويلها الى مليشيات من الزعران , لا تضع اية قيمة  وهيبة وكرامة وحرمة الى مواطن اواي  مؤسسة في الدولة  , وحتى انتهاك حرم الجامعة , او التدخل في شؤون مؤسسات الدولة , فهي فوق القانون والدستور  والمواطن , تفعل ما تشاء وما تريد , فهي هذه المليشيات منفلة وغير منضبطة , في انتهاك الحريات العامة والخاصة , دون رقيب وحسيب , ضمن الفوضى السائدة في الوضع السياسي الهش والمشلول , واخر انتهاك من التصرفات الشاذة المستمرة , هو اقتحام حرم الجامعة القادسية , مدججين بالسلاح والعنجهية الصلفة في الاستهتار . ان هذا السلوك الشائن في انتهاك حرم الجامعة , والاعتداء على الطلبة وتهديدهم بالسلاح , في اطلاق النار ,  وضرب الطلبة واعتقالهم , لانهم احتجوا على هذه التصرفات الصيبانية الشاذة  من المراهقين المسلحين . كأن لا وجود للدولة والحكومة والبرلمان , وحتى عدم احترام لعمادة ورئاسة الجامعة . هذا الانتهاك الخطير , كان اولى      بالحكومة ان تقف الى جانب الطلبة المعتدى عليهم . لكن ضمن الدولة القرقوشية , في سلوكها وتصرفها تقف مع الزعران المسلحين , الذين انتهكوا القانون والدستور , ثم فصل الطلبة المحتجين على هذه التصرفات الشاذة , واصدرت قرار بفصل الطلبة المحتجين لمدة سنة دراسية واحدة , بحجة مضحكة الاساءة الى الانضباط الجامعي , حسب المادة الخامسة من قانون المؤسسات التعليمية في وزارة التعليم . بدلاً من توجيه التهم التي ترتقي الى جرائم بحق المؤسسة العلمية والتعليمة , وقامت هذه المليشيات بالانتهاكات الفادحة :
1 – انتهاك حرمة الحرم الجامعي بالسلاح والتهديد به .
2 – اطلاق النار على الطلبة المحتجين والاعتداء عليهم بالضرب وكيل الاهانات والشتائم
3 – اعتقال الطلبة المحتجين والتهديد بالقتل .
 هكذا وقفت الحكومة الى جانب المعتدين الذين انتهكوا القانون بشكل صلف وبكل استهتار وغطرسة . وليس الوقوف الى جانب الضحايا المعتدى عليهم . ان هذا القرار الظالم والمجحف في فصل الطلبة وحرمانهم من الدراسة الجامعية والوقف ضد مستقبلهم , حتى الاحكام القرقوشية , لم تصل الى هذه التفاهة والسخافة والخساسة والغطرسة المستهترة , وهي تؤكد غياب وضعف الحكومة في حماية المواطن والمؤسسات الدولة , وان وجدت هذه الحكومة , فأنها ( ضرطة في سوق الصفافير ) , ان اطلاق العنان بالاستهتار لهذه المليشيات المنفلة وغير المنضبطة , تشكل خطورة جسيمة على الوضع الامني , في زيادة انفلاته في الفوضى والتدهور  , لان لا احد يستطيع ان يردع ويحاسب هذه الزعران المستهترة , انها عار على احزابهم وعلى الحكومة والبرلمان , وكل الخوف ان يتحول العراق , الى دولة المليشيات الصبيانية , التي تضع القانون والدستور والمواطن تحت ( بساطيلها ) ……………   والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here