اليوم نجدد العهد لصاحب العهد

أمل الياسري

هناك شعوب على الأرض، قد تجمعها لغة واحدة، أو حدود وطن واحد، أو تأريخ واحد، أو مصالح واحدة، ولكن أن تتجمع هذه الروابط وغيرها كثير، فالحديث عندئذ يلتقي حول كلمة واحدة، حجبها الباريء عن الناس وهي (الحسين)، إنها كلمة توسع للفرد ثقافته، وتثري عاطفته، وتجدد روحه وحريته، وتثبت معرفته بالخالق عز وجل، وتتسع دائرة العشق العلوي الفاطمي، لتشمل ولادة الأقمار المحمدية الثلاثة أبطال كربلاء: (الحسين، والعباس، والسجاد عليهم السلام أجمعين).
يوم الزينة بولادة السبط الثاني، الحسين (عليه السلام) في ( 3/ شعبان المعظم/4للهجرة)، أحبه نبي الرحمة محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، الذي بدمه أُرخت البطولة، والحرية، والكرامة، وفي (4/ شعبان/26 للهجرة) ولد صاحب اللواء، أبو الفضل العباس (عليه السلام)، حيث الشجاعة، والوفاء، والذوبان في عشق أخيه الحسين الشهيد، وفي (5/شعبان/38 للهجرة) أطل الحفيد العلوي، الإمام علي السجاد (عليه السلام)، فعرف بالعبادة، والزهد، والتهجد، فمبارك ولادة أقمار الهداية وأنوار الولاية.
ولادات شهر شعبان المعظم للأئمة الأطهار، من آل البيت(عليهم السلام)،وصولاً للنصف منه، حيث ولادة صاحب العصر والزمان، الحجة المنتظر(أرواحنا لمقدمه الفداء)،مواليد لها خصوصية كبيرة، إنهم رجال كانوا وما زالوا، من التأريخ عظماؤه، وفي الدين الإسلامي أبطاله، كيف لا وهم من سلالة سيد الأنبياء والمرسلين محمد، وصلب سيد الوصيين علي(عليهم أفضل والصلاة والسلام)،وفي كل شعبان يهل علينا، نجدد العهد لصاحب العهد، قائم آل محمد المهدي الموعود، الطالب بدم المقتول في كربلاء.
خطوات ولادة ميمونة، تبدأ بعناوين الشهادة والفداء حفظاً لأركان الدين، فمؤمن مَنْ يواليهم بأن الذي يجدُّ، ويلحّ، ويمضي في طلب المجد يظفر بما يريد، فكيف إذا كان كل واحد منهم(عليهم السلام)،لايقول كلمته الأخيرة إلا بمداد دمه، ليشرب من كأس جده الأوفى على نهر الكوثر، إنها شهادات تتأملها الأجيال، وماتزال أياديهم الطاهرة تهطل علينا، بالعطايا الجزيلة والهدايا الثمينة، فحين يتكلم الطف يستمع الجسد لبكاء، يفيض بدمع الألم وفرح الأمل، إنه الإنتصار الشعباني الخالد.
أهم ما يميز مواليد شهر شعبان المعظم، من الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، أن ولاداتهم مزجت القول بالفعل، فقد إرتبط الإمام الحسين، والعباس، والسجاد، بواقعة عاشوراء الخالدة، وجسد كلٌّ منهم المثال الحي، والفاعل في تأدية الدور الإلهي المناط به، ليكونوا مصادر الإلهام الولائي، والإعلام الكربلائي، والتعريف بالقضية الحسينية، وقيمها العقائدية والإنسانية، التي تميزت بالخلود والبقاء، ونشر مبادئ الحرية، فسلام عليكم في أيام مواليدكم، وسنبقى على العهد ونجدده لكم ولصاحبه، حتى يوم تبعثون. 
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here