ساحة التحرير رمزأ للتحرير

في البدء … تحية نضالية خاصة الى كل من شارك وساهم وتحمل عبأ المسافات وتجاوز الطرق وخطورة الموقف .. ووقف متحديا الفاسدين وحيتان العملية السياسية في ساحة التحرير .
منذ عامين وشويه  يشهد ذلك المربع أو المستطيل سميه ما شئت في قلب العاصمة بغداد , كل يوم جمعة مظاهرات تزداد أو تقل أعدادها أرتباطأ ببعض تطورات البلد السياسية وتداعيات الشارع والاوضاع الامنية . والتظاهرات حق مكفول للشعوب متى ما شعروا بسلب حقوقهم ومصادرة أرائهم . أذن هي شكل من أشكال التعبير عن أراء الشارع ومطاليبه . بدأت تلك المظاهرات على يد قلة من المدنيين وبمبادرة من  الشيوعيين العراقيين لمسؤليتهم الوطنية والطبقية تجاه شعبهم , تحركوا باعداد قليلة وما لبثت ببعض الانعطافات أزدادوا عددا وأمتدت الى بعض المحافظات العراقية  , لكن بقت مطاليبهم محصورة وضيقة أمام قمع وتشويه حكومي وأغتيالات سياسية وخطف وتشويه أعلامي  . التحول التي شهدته تلك التظاهرات في الاونة الاخيرة هو دخول التيار الصدري على الخط مما وسع من مشاركتها الجماهيرية , لكن بدون تحقيق مطاليب تذكر من جانب الحكومة أو البرلمان ولا أدنى أستجابة أصلاحية , لانها بقيت محصورة مطاليبها في الاصلاحات وباتت روتينية أكثر من الروتين حتى الاعضاء الفاسدين في البرلمان وقادة كتل وأحزاب وأمراء طوائف يساهمون ويشيدون بها في تصريحاتهم اليومية  . ماركس العظيم أعتبر الانتفاضة فنأ من أحراز النجاح الاول , ثم المضي من نجاح الى نجاح دون توقف وبتصاعد , وعدم وقف الهجوم على السلطة وأستغلال بلبلته من أجل أستنهاض الجماهير . وهذا ما حدث في الحراك المدني العراقي , عندما أقتحموا البرلمان والبلبلة التي وقعت لم يتم أستغلالها بالطريقة التي تتم تحقيق هدفها المنشود بالتغيرات الجذرية كقوة طليعية .
الحكومة الفاسدة في المنطقة الخضراء بكل عناوينها بدأت تراهن عليها أنه وجه البلد الحضاري والديمقراطي في أحترام الناس بالتعبير عن أرائهم أمام منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان بعد أن شعرت بعدم خطورتها على مصالحها وكراسيها , أنه أسبوع روتيني ومظهر من مظاهر الدولة المدنية ( الديمقراطية الخلاقة ) . تلك الحراك الشعبي فقد ديمومته بعد فترة من بدئه لانه لم يتحول الى فعل مؤثر في الشارع العراقي . كان يجب أن تتصاعد وتيرته بحجم الانتهاكات اليومية في العراق بحق الوطن والمواطن , الخروج من المأزق الوحيد الذي طوق الحراك المدني هو يأخذ طريقه الى الاعتصام المدني والاضراب العام الشامل لشل مؤسسات الدولة بالكامل أن وجدت تلك المؤسسات .
السيد مقتدى الصدر وأوامره (( الى الامام سر والى الوراء در )) أفقد فعالية وضيع قوة وهيبة الحراك الشعبي , عندما يدعو الملايين من أنصاره وتابعيه , لكن بعد سويعات معدودة يدعوهم الى الانسحاب بدون تحقيق أي هدف فعلي في هز أركان الفساد الحكومي ولاحتى أطلاق سراح متظاهر مختطف .
واليوم الحراك الشعبي غير قادر على تغير مفوضية الانتخابات والتي هي متخمة بالشبهات والفساد والتزوير . فللذين يتظاهرون اليوم ويعقدون الاجتماعات تلو الاجتماعات مع سماحة السيد مقتدى لا تخلوا من ( الجعجعة بدون طحن ). كل تجارب العالم في المظاهرات والانتفاضات لها بارومتر قياسي في تحريك الجماهير والارتقاء بها الى مستوى التغير الفعلي حتى وأن كان جزئي في التغير أو الاصلاحات . تجربة مصر في التغير والمشاركة الجماهيرية الشعبية قلبت نظام كامل . نعم قد يكون للجيش دور وطني ومهم في مساندته للجماهير , وهذا ما أفتقدناه في الحراك العراقي قد يرجع واحده من أسبابه هو انحصار الحراك المدني ضمن مكانه المحدد وضعف فعله وبلبلة خطابه  .
الحراك الشعبي في العراق بات بين قوسين أو أدنى , أما ان يموت تماما وهذا المتوقع ضمن التحليلات والمتابعات اليومية , حتى بات محصورا في العاصمة بغداد بعدما شمل محافظات عدة في بداية أنطلاقه . التيار الصدري يدعوا الى الاصلاحات ومحاربة الفساد وهو جزء من فساد العملية السياسية بثقليه البرلماني والمؤسساتي . لكي تتحول المظاهرات الى فعل ثوري من خلال توسيع قاعدتها الشعبية فلابد من خطوات فعلية مؤثرة في دك معاقل السلطة الفاسدة . واليوم باتت ضروريا الدراسة النقدية والسلوك الموضوعي وفق متطلبات الشارع العراقي أن تخرج من أطاره المطلبي بالاحتجاج  الى فعل جماهيري وشعبي لتطيح بأركان الفساد والفاسدين.
محمد السعدي .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here