ياعشاق الرقي بولاية بطيخ استيقظوا فأن العاقول قادم !!

احمد الحاج

مؤلم أن تحار وتحفو بحثا عن أجوية ﻷسئلة مؤرقة وتساؤلات حائرة لتأتيك أجاباتها مسلفنة ولكن بعد خراب البصرة ، فلطالما سألت نفسي أيام الحصار الجائر ” 1990 – 2003 ” والذي اسفر عن وفاة مليون وربع المليون عراقي معظمهم من الاطفال وكبار السن والذي انتهى بأحتلال العراق وتدميره بالكامل ، لماذا أشغل شباب المساجد انفسهم أنذاك بحركة اﻷصبع اثناء التشهد في الصلاة اكثر من انشغالهم بمتابعة تحرك القوات الاميركية وسط المحيطات والبحار ..في الفيافي والقفار لغزو بلادهم وسرقة ثرواتهم ﻻحقا وقد كان ؟!!
لماذا كانت هيئة وضع اليد في الصلاة – فوق السرة او تحتها او عند الصدر – أهم عندهم من متابعة وضعية البلاد في حال احتلالها وتحركات دول الجوار الاقليمي لمحو الهوية واحداث التغيير الديمغرافي لصالحها وقد كان !؟!
لماذا كانوا منشغلين بقضية تلبس الجن بالانس اكثر من تحركات شياطين الانس والجن لتخريب بلادهم وقلب عاليها واطيها واقعا على اﻷرض وقد كان ولعل كتاب ( حوار صحفي مع جني مسلم ) أعجبها ، اذ بيعت من هذا الكتاب على حد علمي اﻻف النسخ في شارع المتنبي، اسوة بكتاب ( البشارة
في شذوذ تحريك الأصبع في التشهد وثبوت الإشارة ) ، يليهما كتاب ” بدائع الزهور في وقائع الدهور ” .
لماذا كانت محاضرات وكتيبات وكراسات واشرطة كاسيت الدشداشة القصيرة واللحية الطويلة اكثر من محاضرات النظرة الطويلة ونفاذ البصيرة في المؤامرات الحقيرة التي تحاك بحق شعب جالس من الفقر والجوع على الخازوق وفوق ..الحصيرة ؟!!
لماذا باتت فوائد الحبة السوداء وعشرات الكتيبات بل قل الكتب التي ألفت بشأنها أهم عندنا من مضار الحقبة السوداء والمؤامرات الخرقاء في الليلة الدهماء وقصفنا بصواريخ كروز وتوماهوك من البر والبحر ومن السماء ، ونوم ايتامنا واراملنا بلا طعام وﻻ فرش وﻻغطاء ،ومبيت فقرائنا بلا ماء صالح للشرب وﻻ كهرباء، ورقود مرضانا بلا مستشفيات وﻻ اجهزة طبية وﻻ دواء ؟
لماذا كان الجدل والمراء العقيم على اوجهما بمسألة الصلاة الجهرية على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الاذان حتى انها غطت على كل الصيحات السرية والجهرية في اروقة الامم المتحدة ومجلس الامن الداعية الى غزو العراق وقد كان ؟ !
لماذا كانت النقاشات الحامية في حرمة او حلية التسابيح والاذكار الجماعية عقب الصلوات المكتوبة اكثر من النقاشات في اهمية التراحم والتكافل ، بصورة فردية او جماعية ، حتى ان المتناحرين كانا ﻻيجدان غير – فتات صدقات ولحوم اضاحي وسلال رمضان – المنظمات الدولية ﻷطعامهما قبل وبعد النقاشات الدامية !!
حتى اولئك الذين تنبهوا لخطر شق الصف الواحد واثارة الفتن والقلاقل داخل المسجد الواحد كانت معالجاتهم سطحية وموضعية تعالج ظاهر المشكلة من دون سبر اغوارها ، وكشف كنهها ، واماطة اللثام عن مسعريها و البحث في اساسها لإقتلاعها من جذورها ، اذ سرعان ماكانت تنمو ثانية كالاشواك والحشائش الضارة لنواجه بفتنة اخرى جديدة صادمة كسابقاتها ، فتن تدور حول مستحبات الاعمال ﻻ حول فرائضها وﻻ حول  الكبائر والمحرمات ، حول الفروع ﻻ الاصول ، ولن انسى ابدا العطور الزيتية واليشامغ الحمراء التي تحولت بين عشية وضحاها الى عقيدة ﻻيكتمل علم المرء وﻻ ايمانه وﻻورعه إﻻ بها ! قاتل الله التجارة حين تدخل في صلب الدين فتصرف بضاعتها وتقبض الثمن ولو بإثارة الفتن بين ابناء الملة الواحدة والمحن !
لقد شغلونا – بخطة محكمة وضعها خبراء في علم النفس والاجتماع والسياسة – بما لاينفعنا بتاتا عن متابعة واصلاح مايضرنا تماما فكانت الصدمة القاتلة التي ولدت صدمات اصبح الحليم فيها حيران اسفا والى يومنا …انهم يواصلون خداعنا حاليا ولكن بطرق جديدة ومازلنا منشغلين – بـ الطماطة – اكثر من انشغالنا بحرق البساتين وتجريف الاراضي الزراعية وتحويل ملكيتها وجنسها من زراعية الى سكنية وتهجير اهلها منها وإستبدالهم بآخرين !!
ياعشاق الرقي في ولاية بطيخ استيقظوا …فأن الشوك والعاقول قادم ؟؟؟ اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here