(المتقاعدون الدمج قد خذلو احزابهم)

منذ سقوط النظام البعثي عام 2003م، بدأت الأحزاب المعارضة بتقديم التعويضات المادية والمعنوية لأتباعها ولمن أيّدها بحق وباطل، ناهيك عن توزيعها للمناصب العالية لأشخاص غير جديرين بها، وكانت تلك الأفعال قد جرّت على ابناء العراق الويلات تلوِ الويلات، وأهم الافعال التي قامت بها  تلك الأحزاب هو تنصيب الشخص غير الكفوء لمنصب لا يستحقه على حساب العراقيين من المستضعفين والشهداء وعوائلهم وغيرهم من ضحايا النظام البعثي المجرم، وكان من بين الممارسات الخاطئة التي عملتها الأحزاب هو القيام بتعويض من كانوا معهم في بلاد المهجر واعطائهم رتباً عسكرية في الجيش وغيره، ومن ثم اعطائهم مرتبات كانوا يحلمون بها، وكان ذلك تحت مسمّى (تعويض الجهاد) او غيره من المُسَمّيات، ولست أدري هل احصى هؤلاء جميع من جاهد وناضل ضد نظام البعث وأعطوهم ما يستحقون ؟
أم ان الإنتمائات الحزبية التي كانت في الخارج هي وحدها التي طغت على حالة التعويضات؟
أم ان الواسطات والرشاوي كانت هي اللاعب الأساسي في ذلك القرار وتقييد تلك الأعداد؟
أو لانّ الخدمة التي قُدّمت لهؤلاء(المندمجين) هي أُعطيت مقابل موقف او مواقف تخطط لها الاحزاب مستقبلاً ؟
أو ربّما تكون لمصلحة انتخابية مستقبلة ؟
أو ربّما تكون تلك العملية هي لزرعهم في دول المهجر ومحافظات العراق لكي يشرعنوا لكل ما تقوم به تلك الاحزاب من فعل حق او باطل ؟
أو انهم ادّخروهم لكي ينتصروا بهم فيما لو اضطر البلد الى الحرب كما حصل خلال السنتين الاخيرتين في الحرب ضد داعش الكفر، وذلك حينما سيطرت داعش على ما يقارب ربع مساحة العراق ؟
( النتيجة)
والنتيجة المستحصلة من عملية الدمج الحزبية، وهي عملية اعطاء مراتب في الجيش(لأتباع الاحزاب) ثم احالتهم على التقاعد، وقد بلغت اعداد أؤلئك عشرات الالاف من الاتباع، مع صرف لهم مرتبات تتناسب مع الرتبة التقاعدية التي اعطيت لهم، ثم قيام اؤلئك وهم في جميع اماكنهم باستلام مرتباتهم وهم اما في الخارج منعّمون، او في الداخل وهم مكرّمون، مع مالهم من علاقات يستطيعون خلالها ان ينجزوا اصعب المعاملات بكل سهولة، لأنهم يمتلكون العلاقات القديمة التي تسهل لهم كل شيء( هذا عراق اهل البيت ع).
وفي الختام وبعدما تلَذّذ هؤلاء بتلك المرتبات والموارد، فقد جاء دورهم لاسترداد الجميل الذي منحته إيّاهم الاحزاب الحاكمة ، وقد جاء وقتهم لكي يدافعوا عن احزابهم التي منحتهم جميع تلك الامتيازات( لا اقول ليدافعوا عن العراق بل اقول يدافعوا عن احزابهم) وذلك حينما سقطت الموصل والمحافظات الغربية، وذلك اثناء حكومة الاحزاب التي منحتهم تلك الامتيازات.
والسؤال : ماذا قدّم أؤلئك المندمجون لأحزابهم وهم بتلك الاعداد الهائلة ؟
الجواب : انه الخذلان، فقد كان المندمجون قد إتّكأوا على مرتباتهم وامتيازاتهم وتركوا العراق لإبن الوسط والجنوب، وبقي إبن الخايبة يدافع عن تلك الاحزاب التي فرّطت بالعراق وبأهله…
واكتفى كل حزب بما يمتلك من جماهير ومؤيدين، ومن المفترض وبموجب العقد المبرم بين الاحزاب وبين المندمجين ان يعود المندمجون الى العراق ليقاتلوا ويدافعوا عن العراق بكل ما أُوتُوا من قوّة، ولكنهم خذلوا احزابهم فضلاً عن خذلانهم للعراق واهله.
وقد خاب امل الاحزاب التي منحتهم تلك المراتب وتلك الامتيازات، ومن العدل ان نقول ليس جميع المندمجون قد خذلوا احزابهم، بل وُجد هناك ثلة مؤمنة (من المندمجين) قد شعرت بمسؤوليتها الشرعية والاخلاقية وعادوا الى العراق ليدافعوا عن مقدساتهم ليحللوا ما قد حصلوا عليه من امتيازات ومرتبات .
وبالنتيجة فإن الغالبية التي حصلت على تلك الامتيازات والمراتب لازال قسم كبير منهم في الخارج ومرتباته جارية وهم لم يحركوا ساكناً، ولست أدري ماذا قدّم هؤلاء المندمجون للعراق قبل سقوط النظام البعثي، حتى يقدموا اليوم ما تنتظره الاحزاب منهم ؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here