في عامك السبعين

…… في عامك السبعين …..
الى أستاذي الكبير عدنان عبد النبي البلداوي
عدي عدنان البلداوي
أبا قلمي ..
أبا آمالي ..
أبتي ..
يا صديق عمرٍ بكامله..
جئت أبتهلُ الى حلمكَ وصبركَ وعفة كلماتكَ وطهر الحبر في شرايين قلمك وانت تبلغ السبعين ، في زمنٍ تلوثت أنفاسه ومسَّه (طائفٌ من الشيطان) (1) فهوى ولم يتعظ من كل سنواته التي خلت ، فتعثرت حياتنا فيه وعثّرنا بوطنٍ (يبقى الأديب به) (2) غريباً يلازمه الإحساس النابض بالمسؤولية تجاه مجتمعه وبلده وأدبه ، فكان منه أن حدّثتك النفس قائلة ــــ وقد غزاك المشيب : كيف أعددت للجهاد الكفائي ــــ فأجبتها: إن (بين الضلوع نبض شبابٍ في سويدائه ربيع إبائي) (3)..
في صباي وانا أتنقل بين رفوف مكتبتك وأستمع الى مقالاتك ، كنتُ أتساءل عن معنى الطود ، حتى كبرتُ ورأيتك تنأى عن عمودٍ أعدّوه لك في صحف النظام بعدما قرأوا لك في جريدة العراق ، ولكن المبدئية شخصت فيك فاعتزلت النشر والتزمت الصمت وفيك ينبوع أدب كاد يُبدي بك لولا مجالس بغداد الثقافية التي تهيأت لتسكب فيها فيضك محاضراً ومناقشاً ، وآليت إن لا تفرط بلقبك (البلداوي) في أجواء كانوا يبغضونه فيها ، فما راعك  ذلك ، وبقيت تكتب بلقبك هذا في مجلة (الكوثر) التي كانت محط أنظار أجهزة الأمن  ..
 ولما بدأ عهدٌ جديد كنت لا تزال فيه غريباً ، حتى الحَّ عليك أرقكَ المقفى (4) فاستنهضت الحرف وكتبت للوطن قوافيك مجاهداً بيراعك تحملُ بأس الشباب في عامك السبعين ، فاسمح لي يا سيدي أن أقول فيك ما قاله عبد الرزاق عبد الواحد في الجواهري :
علمتني مذ شراييني برت قلمي
كيف الأديب يلاقي موته حرِبا
وكيف يجعل من أعصابه نذرا حينا
وحـينا نـذورا كـلما وجـبا..
1-  آية (201) سورة الأعراف
2-    من قصيدة (شيخ شعري)  للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
3-   من قصيدة (سألتني) للشاعر عدنان عبد النبي البلداوي
4-   إشارة الى المجموعة الشعرية (الأرق المقفى)
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here