سعد الحريري في حوار شامل مع الشرق : منتدى الدوحة يستخلص الحلول لأزمات المنطقة

أكد حرص لبنان على التشاور المستمر مع قطر

سعد الحريري في حوار شامل مع الشرق : منتدى الدوحة يستخلص الحلول لأزمات المنطقةمحليات   

السيد سعد الحريري متحدثا للزميل صادق العماري
  •   حاوره صادق محمد العماري

* رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في حوار شامل مع الشرق:

* منتدى الدوحة برعاية صاحب السمو فرصة لاستخلاص الحلول لأزمات الوطن العربي

* الدوحة أصبحت مركزاً مهماً للمؤتمرات والفعاليات العربية والعالمية

* قادرون على تجاوز الأزمة السياسية والوصول إلى حل يرضي الجميع قريباً

* القوى السياسية حريصة على الاتفاق وتجنب دخول لبنان في الفراغ الدستوري

* الوصول إلى قانون انتخاب توافقي ليس مستحيلاً وبات وشيكاً

* نجحنا في انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة بعيداً عن الصراعات الإقليمية

* حكومتي فاشلة إذا لم تنجز قانون انتخابات جديداً

* التحالفات السياسية لفريقي 8 و14 آذار انتهت ولم تعد قائمة

* منفتحون على التحالف مع أي فريق يتلاقى معنا على الثوابت الوطنية

* نعم تحالفنا مع جنبلاط وجعجع لم يعد كما كان في السابق

* قطعنا شوطاً مهماً في معالجة ملف المعتقلين الإسلاميين

* العلاقات اللبنانية – الخليجية ستشهد نقلة نوعية خلال الأشهر المقبلة

* زيارة رئيس الجمهورية إلى السعودية وقطر أعادت العلاقات إلى سابق عهدها

* حريصون على أفضل العلاقات مع دول الخليج والحفاظ عليها بعيداً عن التجاذبات

* مواقف حزب الله المعادية تضر بلبنان وتسيء لعلاقاتنا مع الأشقاء

* مصلحتنا تحييد لبنان عن الصراعات والمحاور والتحالفات الإقليمية

* نعمل على تحصين الوضع المصرفي من تداعيات أي عقوبات أمريكية ضد حزب الله

* لبنان لم يعد باستطاعته تحمل المزيد من أعباء النازحين السوريين

* اتخذنا إجراءات لتحديد العمالة السورية والتخفيف من وطأتها

* لدينا مخاوف من عمليات الفرز الديموغرافي والمذهبي في سوريا

* الأمن في لبنان مستتب وأدعو الأشقاء العرب للسياحة في لبنان هذا الصيف

عندما وقع لبنان في أزمة فراغ في رئاسة الجمهورية، وأُقفلت أبواب الحل بوجه اللبنانيين، أطل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بمبادرة فاجأت الجميع وأخرجت لبنان من أزمته، حيث تم انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وشكلت الحكومة وعادت دورة الحياة إلى المؤسسات الدستورية.

اليوم يقف لبنان أمام ملفات تستعصي على الحل، وأولها تعذر الاتفاق على قانون انتخابات جديد تجري على أساسه الانتخابات النيابية مما يضع لبنان على شفير هاوية الفراغ الدستوري في ظل اقتراب موعد نهاية صلاحية مجلس النواب، ولذلك يتطلع اللبنانيون إلى مبادرة إنقاذية يقدم عليها الرئيس الحريري، علما أن التحديات تفوق طاقة هذا الزعيم الشاب على الاحتمال، فالملفات اللبنانية الشائكة تتشابك مع الملفات الإقليمية الساخنة، بدءا من دور حزب الله المناهض للشرعية اللبنانية مرورا بأزمة النازحين السوريين الضاغطة اقتصادياً واجتماعياً وصولا إلى العقوبات الأمريكية المحتملة على حزب الله وأعوانه مما يشكل تهديدا للقطاع المصرفي، وانتهاء بأزمة الكهرباء وغيرها من الملفات.

الحريري: قطر لم تقصر أبداً في مساعدتنا ونحن على تشاور مستمر في جميع الملفات

الشرق اختارت أن تحاور الرئيس سعد الحريري عشية وصوله إلى الدوحة للمشاركة بمنتدى الدوحة وتفتح معه آفاق التحديات المصيرية التي يقف أمامها لبنان، ومن خلالها تطرح التساؤلات عن جميع الملفات الساخنة وكيف سيتعامل معها هذا الزعيم الشاب الذي يعتبر أصغر رئيس حكومة في تاريخ لبنان وأكثرهم حكمة واتزاناً في اتخاذ القرارات المصيرية.

في الحوار يتحدث الرئيس الحريري بشغف وتقدير عن علاقات لبنان وقطر، ويقول: إن قطر لم تقصر يوما في مد يد المساعدة للبنان للخروج من أزماته، ولذلك فإن الحكومة اللبنانية حريصة على التشاور المستمر مع قطر في جميع الملفات، ويؤكد أن لبنان حريص على أفضل العلاقات مع دول الخليج بعيداً عن التجاذبات الإقليمية، معربا عن أسفه لأن مواقف حزب الله المعادية تضر بلبنان وتسيء لعلاقات لبنان مع أشقائه.

وقد حرص الرئيس الحريري على أن يزف بشرى للبنانيين عبر الشرق وهي أن الوصول إلى قانون انتخابات توافقي بإجماع الأطراف السياسية بات وشيكاً، معلنا بصراحة وجرأة أنه يعتبر حكومته فاشلة إذا لم تنجز قانون الانتخابات.

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري

وفيما يلي نص الحوار:

* ما هي كلمتكم بمناسبة زيارتكم لدولة قطر ومشاركتكم بمنتدى الدوحة؟

– زيارتي لدولة قطر الشقيقة تأتي هذه المرة تلبية لدعوة كريمة من دولة قطر للمشاركة في “منتدى الدوحة”، الذي يلتئم هذه المرة تحت عنوان “التنمية والاستقرار واللاجئين”، وهي مسائل وقضايا مهمة تطرح في ظروف صعبة ومعقدة يمر بها العالم العربي حاليا، وكلها تهم لبنان كما العديد من الدول العربية، لترابطها مع المشاكل والتداعيات التي نعاني منها حاليا.

ولا شك أن انعقاد هذا المنتدى برعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، يكتسب أهمية سياسية، خصوصا وأن الدوحة أصبحت مركزا للعديد من المؤتمرات والمناسبات العربية والدولية، ويشكل هذا المنتدى مناسبة مهمة كونه يستقطب نخبة من كبار المسؤولين والسياسيين ورجال الاختصاص والخبراء من العالم العربي والعالم، ويتم من خلاله التلاقي وتبادل الأفكار والخروج بخلاصات يمكن أن تساعد في إيجاد الحلول للأزمات والمشاكل التي يعاني منها الوطن العربي.

وفي هذه المناسبة لابد لنا أن نتوجه بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو أمير البلاد وإلى معالي رئيس الحكومة وسائر المسؤولين، ونثني على جهودهم الحثيثة لإقامة هذا المنتدى وحرصهم على اختيار المشاكل والقضايا التي تهم العالم العربي وطرحها على بساط المعالجة وإيجاد الحلول الممكنة لها.

تشاور دائم مع قطر

* هل تتطلعون إلى مبادرة سياسية قطرية تساهم في إخراج لبنان من أزمته؟

– دولة قطر الشقيقة لم تقصر أبدا في مد يد المساعدة للبنان باستمرار للخروج من أزماته أو مساعدته ودعمه لتجاوز الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرض لها في نهاية القرن الماضي أو خلال عدوان تموز في صيف العام 2006.

ويذكر اللبنانيون بكثير من الامتنان مسارعة المسؤولين في دولة قطر لمد يد المساعدة للبنان واحتضان مؤتمر الدوحة الذي جمع القادة السياسيين في شهر أيار من العام 2007 لوضع حد للأحداث الدموية المؤسفة التي استهدفت العاصمة والخروج بما سمي بـ”اتفاق الدوحة” الذي أنهى الأزمة السياسية والأمنية وسهّل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات النيابية.

نحن في لبنان على تشاور مستمر مع الإخوة في قطر حول جميع التطورات ونطلب مساعدتهم عند الحاجة، ولكن الأزمة التي نعاني منها حاليا لا تقاس بالأزمات السابقة التي مررنا بها سابقا، بالرغم من تعثر حلها حتى الآن، وكلنا على ثقة بأننا قادرون على تجاوزها خلال الأسابيع المقبلة والوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف.

السيد سعد الحريري يتحدث للزميل صادق العماري

قانون الانتخابات

* تشهد الساحة أزمة سياسية خطيرة بسبب قانون الانتخابات، هل لبنان على شفير فراغ دستوري؟

– صحيح أن لبنان يعيش أزمة سياسية بسبب الخلافات حول مشروع قانون الانتخابات الجديد، ولكن هناك حرص من كافة الأطراف على معالجة هذه الأزمة والتوصل إلى اتفاق يجنب لبنان الدخول في أي فراغ دستوري من أي نوع كان، لأن مثل هذا الفراغ سيضر الجميع والبلد كله ولن يكون في صالح هذا الطرف أو ذاك.

وفي اعتقادي أن المواقف التي عبّر عنها كافة الأطراف في اللقاءات الأخيرة تؤكد حرصهم على التوصل إلى قانون انتخابات جديد، وهذا الأمر ليس مستحيلا.

* هناك من يطالب بالعودة إلى قانون الستين كمخرج، فهل ترى ذلك أفضل الحلول؟

– قانون الستين مرفوض من معظم الأطراف الأساسية وكان خارج النقاشات في المشاورات واللقاءات المطروحة، ولا أعتقد أنه من أفضل الحلول مع العلم أنه ما يزال ساري المفعول حتى اليوم.

الحل الأمثل هو بالتوصل إلى قانون توافقي وهو ما نعمل على تحقيقه.

* طرحت في لبنان أفكار عديدة لقانون الانتخاب، هل يعقل أن كل هذه الأفكار غير صالحة؟

– كلا ليست كل الأفكار التي طرحت غير صالحة، فيها الإيجابي والمقبول وفيها المرفوض، والمشكلة أن كل طرف لديه رؤية وهواجس وتصورات ومطالب تتعارض مع الطرف الآخر، وليس ممكنا فرض هذه الأفكار فرضا وخصوصا بقانون الانتخاب.

ولذلك نحن نحاول قدر الإمكان الجمع بين الإيجابيات، من هنا وهناك لتشكيل نواة القانون المطلوب، وهو بالطبع يجب أن يكون توافقيا ويعالج هواجس المعترضين ويبدد قلقهم، لأي طرف أو جهة سياسية انتموا.

السيد سعد الحريري مع الزميل صادق العماري

الانتخابات والصراعات الإقليمية

* هناك من يرجح بقاء الانتخابات البرلمانية مجمدة حتى تتبلور نتائج الصراعات الإقليمية، فما رأيك؟

– قيل كثير من مثل هذا الكلام خلال أزمة الفراغ الرئاسي التي عاشها لبنان من قبل، ولقد نجحنا في النهاية بحل هذه الأزمة وانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة من دون انتظار مسار الصراعات الإقليمية التي ما تزال متواصلة، وأنا على قناعة بأننا قادرون على حل مسألة قانون الانتخابات وإجراء هذا الاستحقاق ضمن المهل الدستورية المتبقية بتضامن وتكاتف كل الأطراف السياسية.

* كنتم صاحب مبادرة أخرجت لبنان من أزمة الفراغ الرئاسي، فهل سنشهد مبادرة تنقذ لبنان من أزمة الفراغ البرلماني؟

– ما زالت هناك فرصة أمامنا لتجنب الدخول في أزمة الفراغ البرلماني وغيره لا سمح الله، ونحن نستغل كل لحظة لتضييق شقة الخلافات وتقريب وجهات النظر بين الأطراف كافة. وأريد هنا أن أؤكد أن هناك إيجابيات يمكن البناء عليها في سبيل التوصل إلى قانون انتخاب تتوافق عليه الأطراف في النهاية.

الفشل والبيان الوزاري

* هل يمكن القول إن الحكومة اللبنانية أخفقت في إنجاز المهمة التي تشكلت من أجلها وفق البيان الوزاري؟

– لقد قلت مرارا إنه إذا لم نستطع إنجاز قانون جديد ضمن المهلة الدستورية المتبقية، فأنا أعتبر أن الحكومة قد فشلت وهذا ليس سرا.

* ما هو مصير الاصطفافات السياسية وهل نحن أمام تشكل تحالفات سياسية على أنقاض فريقي 8 و14 آذار؟

– التحالفات السياسية تتشكل باستمرار على وقع الأحداث والمتغيرات السياسية وغيرها، وهذا ما حصل في لبنان بفعل المستجدات الداخلية التي تأثرت إلى حد بعيد بالأزمات والحروب الإقليمية ولا سيما منها الحرب في سوريا التي ما تزال ترخي بتداعياتها وآثارها على لبنان.

ولا شك أن تحالفاتنا السياسية السابقة لم تعد قائمة كما كانت من قبل، ولكن هذا لا يمنع من التعاون وحتى التحالف مع أي طرف أو حليف سابق يتلاقى معنا بتوجهاته وثوابته الوطنية بالمرحلة الحالية والمقبلة.

الحريري والسفير اللبناني ورئيس التحرير

* هل تصدعت تحالفاتكم مع زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية بسبب أطروحاتهم السياسية الجديدة؟

– التحالف السابق مع زعيم الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية لم يعد قائما كما كان سابقا وهذا معروف. ولكن كما قلت، نحن نتلاقى ونتحالف مع أي طرف أو تيار أو حزب سياسي انطلاقا من تلاقي توجهاتنا السياسية والوطنية ولما فيه المصلحة اللبنانية العامة.

ملف المعتقلين الإسلاميين

* كيف ستتم معالجة ملف المعتقلين الإسلاميين، وهل توافقون على عفو عام يصدره رئيس الجمهورية يشمل فيه المطلوبين من أبناء البقاع؟

– منذ تشكيل حكومتنا ونحن نولي هذه القضية اهتمامنا اللازم، لأنه لا يجوز أن تستمر هكذا وبدون إيجاد حل عادل لها.

لقد قطعنا شوطا لا بأس به مع الجهات المختصة والمعنيين لوضع أسس حل هذه القضية انطلاقا من تحديد نوعية الجرائم والتهم المنسوبة لهؤلاء الموقوفين، بحيث يستثنى منهم مرتكبو الجرائم الإرهابية والجنائية وتجار المخدرات. ونأمل أن يستكمل حل هذه القضية في غضون الأشهر المقبلة.

أزمة الكهرباء

* ملف الكهرباء أثار انشقاقات سياسية. ما رؤيتكم لإيجاد حل ينقذ اللبنانيين من هذا الكابوس؟

– ملف الكهرباء بات مشكلة مزمنة ومعقدة تثقل كاهل اللبنانيين منذ سنوات عديدة. الحكومة أقرت خطة لمعالجة هذه المشكلة على مراحل انطلاقا من قناعتنا بأنه لم يعد جائزا ترك المواطنين يعانون من سوء التغذية بالتيار ودفع فاتورتين ثمنا لكهرباء.

هناك وجهات نظر متعددة بخصوص المعالجة المطروحة، بعض الملاحظات المطروحة لا يمكن تجاهلها وتتطلب دراستها والأخذ بما هو مفيد منها، ولكن بالإجمال جميع الأطراف متفقون على ضرورة المباشرة بحل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن.

العلاقات مع دول الخليج

* كيف تنظر إلى علاقات لبنان مع دول الخليج العربية وهل تلمسون ارتياحا سعوديا وخليجيا تجاه مجريات الأمور في لبنان؟

– العلاقات اللبنانية مع دول الخليج عادت إلى طبيعتها والحمد لله، وقد ساهمت زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى المملكة العربية السعودية ودولة قطر في تجاوز ما حصل في المرحلة السابقة وتم توضيح الأمور وأتت بعد ذلك زيارة الموفدين الخليجيين إلى لبنان للتأكيد على عمق العلاقة التي تربطها مع اللبنانيين. وإن شاء الله ستشهد هذه العلاقات نقلة نوعية في الأشهر المقبلة، إن كان من خلال عقد اتفاقيات اقتصادية وتجارية وغيرها، أو عبر تفعيل الاتفاقيات السابقة، وهذا سيكون لمصلحة الطرفين معا.

لا شك أن انتهاء أزمة الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة وحدة وطنية في لبنان قد أحدث ارتياحا لدى دول الخليج التي عبرت بصدق عن غبطتها لخروج لبنان من أزمته وعودة الأمور إلى طبيعتها.

السيد سعد الحريري متحدثا للزميل صادق العماري

مواقف حزب الله مسيئة

* هل يمكن إيجاد ضوابط لحزب الله وسائر الفرقاء في الحكم لعدم التعرض لدول الخليج؟

– نحن في الحكومة حريصون على الحفاظ على أفضل العلاقات مع دول الخليج الشقيقة والسعي قدر الإمكان لإبعاد هذه العلاقات عن التجاذبات والصراعات الإقليمية، هذا ما نعمل عليه منذ تشكيل هذه الحكومة وبالتفاهم مع فخامة رئيس الجمهورية، لأنه ليس من مصلحة لبنان والشعب اللبناني تعريض هذه العلاقات لأي اهتزازات من أي نوع كان. والمواقف المعادية التي تصدر من حزب الله تجاه الأشقاء في الخليج ليست في مصلحة لبنان بل هي تعرّض مصالح لبنان لأضرار خطيرة وتسيء لعلاقاتنا مع الأشقاء العرب.

بالطبع، ليس بالإمكان إيجاد ضوابط لحزب الله وغيره لعدم التعرض لدول الخليج، ولكن مصلحة اللبنانيين تحتم على الجميع تحييد لبنان عن الصراعات والمحاور والتحالفات لأنها ليست في صالحه على الإطلاق.

الالتزام بالقرارات الدولية

* بعد زيارتكم إلى الجنوب ردا على الجولة الإعلامية لحزب الله، هل لدى الحكومة آلية لمنع حزب الله من توريط لبنان في حرب جديدة؟

– زيارتنا إلى الجنوب برفقة وزير الدفاع وقائد الجيش هي للتأكيد على أن الحكومة والدولة اللبنانية هي وحدها المرجعية السياسية والأمنية على الأراضي اللبنانية، وأن الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية هي المسؤولة عن حماية لبنان ومواجهة أي تهديدات يتعرض لها من إسرائيل أو غيرها.

ولا شك أن هذه الزيارة، بما تحمله من مضامين، هي من أهم الآليات الحكومية لتأكيد التزام الدولة بأمن اللبنانيين ومنع أي تفلت أمني من أي جهة كان ولمواجهة أي تهديدات أو اعتداءات إسرائيلية ولإعطاء تأكيدات بالتزام الحكومة بكل قرارات الشرعية الدولية، ولا سيما ما يتعلق منها بالوضع في جنوب لبنان.

حماية القطاع المصرفي

* في حال فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات مالية جديدة على حزب الله، كيف سيتم التعامل معها لحماية القطاع المصرفي من التبعات؟

– منذ مدة ونسمع مثل هذه الأخبار والشائعات التي تتردد وتزداد وتيرتها بالتزامن مع التطورات في المنطقة. الحكومة حريصة كل الحرص على تحصين الوضع المصرفي من أي تداعيات أو إجراءات محتملة والتزامها باحترام أسس النظام المصرفي العالمي. وفي السابق تعاملنا مع مثل هذه الإجراءات بأقل الأضرار الممكنة.

ملف النازحين السوريين

* ما خطتكم للتصدي لملف النازحين السوريين خصوصا وأن بعض المناطق اللبنانية بدأت تجاهر باحتجاجها على العمالة السورية؟

– هذا الملف كان الشغل الشاغل للحكومة منذ تأليفها، وتم تعيين وزير مختص بشؤون اللاجئين لهذه الغاية، وقد وضعنا خطة متكاملة للتعاطي مع هذا الملف ضمناه كل جوانب هذه القضية الإنسانية المعقدة التي باتت تضغط على لبنان اقتصاديا واجتماعيا وعرضناها على مؤتمر بروكسيل وطلبنا مساعدة المجتمع الدولي لهذه الغاية، لأن لبنان لم يعد باستطاعته التحمل أكثر مما تحمله حتى الآن، وهناك متابعة لهذا المؤتمر لجهة زيادة الدعم المادي لتوفير التمويل لكل متطلبات النزوح السوري في لبنان.

وبالتزامن، اتخذنا عدة إجراءات عملية لتحديد العمالة السورية وأوجه الاستثمار للتخفيف من وطأة هذه العمالة على اليد العاملة اللبنانية وقوننتها قدر المستطاع.

تقسيم سوريا

* بعد اتفاق استانة، هل تخشى من بدء تقاسم وتقسيم سوريا وهل تخشى من انتقال العدوى إلى لبنان؟

– ما يحصل في سوريا وبخصوصها أصبح بين يدي الدولتين العظميين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ويتجاوز الدول والأطراف المنخرطة في الحرب الدائرة بسوريا.

لاشك أن هناك مخاوف وتساؤلات حول ما يجري في سوريا وخصوصا في ضوء تحديد مناطق جغرافية معينة لنفوذ جهات وأطراف عرقية ودينية، وسياسة الفرز الديموغرافي المذهبي التي تجري على قدم وساق.

دعوة السياح العرب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here