لأنه عادل مراد

حسن حاتم المذكور

ـــ  عرفته زاملته راسلته قرأت عنه وله  فوجدت فيه ما لم اجده في غيره من سياسيي النكبة, تسلل من البقية المتبقية من اوائل جيل الوطنية العراقية بكل ما لها من تقاليد وقيم وبسالة, لا ينثني ولا ينكسر ولا تفقد اقدامه خطواتها على طريق الأخوة والمشتركات والتعايش بين مكونات مجتمعه العراقي, يوجعه تراجع الحق امام تمادي ضربات الباطل فينتفض صمته المعذب باللامعقول.

 

ـــ  للنزاهة والكفاءة والأستقامة والأيثار ضريبتها ولم يبخل عادل عن دفعها بكامل ثقلها, هو الفيلي البغدادي الرافديني والكردي رافضاً ان تشيد قضيته على خراب القضية العراقية ولا يرى انصافاً ان يكون خبز الملايين قاطرة لقوميته ومآساتهم وقودها, لا سكينة لروحه وهو يرى الحزب الذي كان من اوائل مؤسسيه ان تصبح قيادته جسراً لعبور جاهلية العشيرة او يذوب في صفقة خاسرة يقبض فضلاتها المرتشون من مكتبه التجاري فصار كلمة الحق والرفض الأخيرة لكوادر وقواعد وجماهير الأتحاد الوطني.

 

ـــ  الأنتهازيون والمرتشون قد يكسبون الجولة الأولى لصفقة الخذلان لكن ردة الفعل الشعبية ستقلب الطاولة عاجلاً ليتعرى المتعرون اكثر ويشرق عادل نجمة على غصن القضية الكردية واغنية التآخي (هربجي) تنشدها ثانية حناجر العراقيين, هو القومي الأكثر انتماءً والأوضح رؤيا لقضية شعبه والوطني الأكثر صدقاً مع القضايا العراقية وصديقاً يتسع قلبه لأجمل المشتركات الوطنية للمكونات المتآخية ولا غرابة اذا ما ادرك العراقيون انه ذلك الفيلي الباسل بكل ما للكلمة من صدق الأنتماء والولاء للأرض والأنسان.

 

ـــ  القيادة العشائرية للحزب الديمقراطيّ!! الكردستاني تحاصر حاضر ومستقبل القضية الكردية في مآزق اربيلي, طرحتها على طاولة الأطماع الدولية الأقليمية وسوف لن تستبقي منها سوى صفر في الذاكرة, جميع المؤشرات السياسية والأقتصادية والأجتماعية تؤكد ان حجم الكارثة مرعب وسيخسر الأقليم تجربته ومكاسبه الى جانب خسارته اصدقاء شعبه لتشمل الأنتكاسة كامل اجزاء التواجد الكردي, هنا على حركة التغيير (كوران) وكوادر وقواعد وجماهير الأتحاد الوطني ان يتداركوا الأمر ليجنبوا شعبهم الضربة القاضية لساطور الأنفلات العشائري.

 

ـــ  عادل مراد رجل الوطنية العراقية ورافعة لخيمة القضية الكردية لا سكينة له في بيئة الكيانات النفطية, مثاله القائد والمفكر والسياسي الكبير السجين عبد الله اوجلان حيث اكد في دفاعه”انه يحب تركيا ويناضل من اجل تحرير شعوبها من شمولية ودكتاتورية انظمتها”, هكذا هو عادل مراد لا يريد كيان دولة كردية مصنعة على انقاض الدولة العراقية او تتغذى على دماء المكونات الشقيقة للمجتمع العراقي لا وظيفة لها سوى خذلان وانهاك واذلال شعوب المنطقة ثم تُرمى الى الهاوية عندما تُستهلك وتفقد صلاحيتها.

 

ـــ  عادل مراد على يقين ان القضية الكردية لا طريق لها خلف المهربين والعشيرة لا تقود امة وقطاع الطرق لا يمثلون شعباً وان المصالح الشخصية والعائلية والحزبية مقبرة للضمائر وبيئة للخيانات ونفق لا نهاية له انها ادوات لعبة عابثة خادعة للمزايدات والأبتزازات والمساومات وتوقيتات للأبادات في محارق الفتنة والأقتتال الداخلي ولا قيمة لحاضر ومستقبل الأنسان اذا ما تعلق الأمر بالسلطة والثروات, ولأنه عادل مراد سوف لن تلتقي  سواقي مواقفه الوطنية مع مجاري التعفن الطائفي القومي ولا تهادن التلوث.

 

13 / 05 / 20

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here