مشروع تأمين واستثمار الطريق الدولي يطلق “حرب تهديدات” بين ممثلي الأنبار

أثار تعاقد الحكومة العراقية مع شركة أميركية لتأمين واستثمار طريق الأنبار الدولي الرابط بين بغداد وعمان عبر منفذ طريبيل الحدودي، خلافات حادة بين القيادات السياسية في المحافظة التي لا تخلو من الانقسامات والصراعات.

وتدور الخلافات بين طرفين محليين، يضم الأول محافظ الأنبار صهيب الراوي ومجموعة داعميه من أعضاء مجلس المحافظة، فيما يضم الثاني حركة الحل بزعامة جمال الكربولي وائتلاف الوفاء للأنبار بزعامة وزير الكهرباء قاسم الفهداوي. ويسعى الكربولي والفهداوي إلى سحب الثقة من محافظ الأنبار، الذي لجأ إلى عدد من عشائر الأنبار الكبيرة للحصول على الدعم.

وفي خطوة ربما تزيد التوتر بين الطرفين، قرر مجلس المحافظة، إغلاق مكتب قناة دجلة، المملوكة للكربولي، في الأنبار، بعد عرضها تقارير عن مزاعم فساد بحق محافظ الأنبار.

وأبلغ عضو مجلس محافظة الأنبار، طه عبد الغني، الذي يدعم بقاء الراوي في منصبه بأنه تلقى تهديدا مباشرا من وزير الكهرباء قاسم الفهداوي،على خلفية وقوفه ضد منح أحزاب متنفذة في المحافظة حصصا مالية من عوائد استثمار الطريق الدولي، على حد قوله.

وقال عبد الغني، إن “الفهداوي أرسل لي رسالة تهديد، وقال إنه سيعمل على تخليص الأنبار مني”، موضحا أن “حركة الحل بزعامة جمال الكربولي، وائتلاف الوفاء للأنبار بزعامة الفهداوي، يحاولان إجبار المحافظة على أن تدفع لهما 10% من العوائد المتوقعة لاستثمار الطريق الدولي”.

لكن محمد فتحي، وهو المستشار الإعلامي لوزير الكهرباء، قلل من أهمية مزاعم عبد الغني، مشيرا إلى أن الفهداوي هو من تبنى طرح مشروع اعمار وتأمين الطريق الدولي في خلال جلسات مجلس الوزراء.

وقال فتحي في تصريح إن “وزير الكهرباء يركز جهوده في دعم مشروع الطريق الدولي، وكان له دور فاعل في إنجاحه، لأنه سيخدم محافظة الانبار ويقلل نفقات الحكومة المركزية على حماية وصيانة هذا الطريق”. ونفى فتحى ان تكون لدى وزير الكهرباء اي نوايا للمشاركة في هذا الاستثمار، موضحا أن “الفهداوي مسؤول تنفيذي وعمل مع الحكومة المركزية لمنح هذا العقد لشركة رصينة قادرة على حماية الطريق الدولي الرابط بين الانبار والاردن، لأنه طريق ستراتيجي يخدم العراق واقتصاده”.

وكان عضو اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار، راجح بركات العيفان، أبلغ بأن مجلس المحافظة هو جهة مستفيدة من مشروع تأمين الطريق الدولي السريع الذي ستشرف عليه شركة أمنية أميركية، والحكومة المركزية هي المسؤولة عن الجزء الأمني في العقد مع الشركة، مبينا أن المجلس ليس طرفا رئيسيا في عملية التفاوض مع الشركة الأمنية الأميركية.

وأضاف أن ما يهم مجلس المحافظة هو تأمين الطريق الدولي المار بأراضي الأنبار بما يعود بالفائدة على أبنائها ، لافتا إلى أن الحكومة المركزية هي المسؤولة عن التفاوض مع الجهة التي ستقوم باستثمار الطريق السريع.

وشدد العيفان بأنه منذ بدء الحديث عن قيام شركة أميركية لتأمين الطريق الدولي ومنفذ طريبيل، بدأت أطراف عدة باستهداف المشروع وتعرض الطريق السريع لهجمات عدة. يشار إلى أن نحو 5 آلاف مقاتل متطوع من أبناء العشائر سيشاركون ضمن مشروع تأمين وتأهيل الطريق الدولي الذي يربط الأنبار والعراق مع الدول المجاورة بالمشاركة مع الشركة الأميركية المشرفة على المشروع.

وكان تنظيم داعش سيطر على الطريق الدولي بين العراق والدول المجاورة في العام 2014، حيث قام بفرض ضرائب على أصحاب الشاحنات الداخلية عبر منفذ طريبيل مع الأردن مما دفع الحكومة العراقية إلى إغلاق المنفذ نهائيا في عام 2015.

من نبيل عزامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here