الرئاسات الثلاث ناقشت مع قادة الكتل حلّاً توافقيّاً لأزمـــة المفـوضـيــّة

بغداد / محمد صباح

خرج اجتماع تشاوري هو الأعلى من نوعه، الذي حضره ممثلون عن أبرز الاحزاب الكردية، باتفاق يلزم باستبدال مفوضية الانتخابات “توافيا”، وإجراء الانتخابات في موعدها بعد حل الخلافات بشأن قوانينها.
وبحسب ما تسرب من الاجتماع المغلق، فقد جرت مناقشة مقترح يدعو لاستقالة المفوضية قبل إنهاء ولايتها مقابل منح أعضائها حق التقاعد، كما رفض الاجتماع مشروعاً طرحته أطراف سنّية لتأجيل الانتخابات في مناطقها لحين تطبيع الاوضاع فيها.
كما ناقش الاجتماع العلاقة بين بغداد وإقليم كردستان إلى جانب المشاركة المتوقعة لرئيس الجمهورية في أعمال القمة العربية الإسلامية التي تقيمها السعودية على هامش زيارة الرئيس الامريكي إليها.
وكان لقاء تشاوري جمع بين الرئاسات الثلاث ورؤساء الكتل السياسية في قصر السلام يوم الإثنين الماضي، شدد على استكمال اختيار مجلس المفوضية العليا للانتخابات من قبل مجلس النواب وضرورة تهيئة القوانين ومستلزمات إجراء الانتخابات المقبلة .
وكان التحالف الوطني قد قرر، في اجتماع عقده مساء الأحد الماضي، رفض إقالة مفوضية الانتخابات ومنحها الوقت الكافي لإتمام مهامها حتى انتهاء ولايتها في أيلول المقبل.
ولم تتضح الأسباب التي دفعت التحالف الوطني لاتخاذ مثل هكذا قرار من شأنه تأزيم علاقته بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يتبنى مطلب إقالة المفوضية، وترشحت تسريبات، خلال لقاءاته الأخيرة بالحكيم والجبوري في النجف، عن قبوله بصفقة تأجيل طرح الثقة بالمفوضية مقابل الإسراع باختيار مجلس جديد.
وتتبنى كتلة الاحرار صفقة أبرمتها مع أطراف سياسية تقضي بإرجاء سحب الثقة عن مفوضية الانتخابات 45 يوما، لحين اختيار مفوضين جدد من قبل مجلس النواب لتفادي الفراغ الدستوري والقانوني ..
وصوّت مجلس النواب، على عدم القناعة بأجوبة مجلس مفوضية الانتخابات، في الاستجواب الذي تبنته النائبة ماجدة التميمي عن كتلة الأحرار.
وكانت دولة القانون قد استبعدت، في بداية الشهر الجاري، إقالة مجلس مفوضية الانتخابات رغم الصفقة التي تعمل على إبرامها كتلة الأحرار مع أطراف سنّية وكتلتي بدر والشهرستاني تقايض بموجبها التصويت ضد المفوضية مقابل سحبها استجوابين يتبناهما نوابها ضد وزيري التربية والزراعة التابعين لاتحاد القوى.
ويكشف مصدر مطلع في رئاسة الجمهورية ان “اجتماع القادة ركز على إيجاد حلول توافقية لأزمة مفوضية الانتخابات داخل مجلس النواب”، مبينا ان “المجتمعين ركزوا أيضا على ضرورة اختيار مجلس مفوضين جديد من قبل لجنة الخبراء البرلمانية في الفترات القادمة”.
واضاف المصدر، الذي تحدث لـ(المدى) شريطة عدم الكشف عن هويته، “هناك شبه إجماع بين الرئاسات الثلاث وزعماء الكتل السياسية على ضرورة إيجاد حل توافقي يقضي بنزع فتيل أزمة إقالة مفوضية الانتخابات التي تسببت بانقسام الكتل بين مؤيد ورافض لبقاء المفوضية”.
وتابع المصدر المطلع قائلا “هناك شبه اتفاق توصل إليه المجتمعون يقضي بتقديم أعضاء مفوضية الانتخابات استقالاتهم قبل نهاية ولايتهم مع إلزام مجلس لنواب باختيار مجلس مفوضين جديد قبل شهر أيلول المقبل”، مشيرا الى ان “المجتمعين أصروا على إجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة وعدم تأجيلها”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تؤكد فيها رئاسة الجمهورية على الالتزام بمواعيد الانتخابات من دون تأجيل. ففي مطلع أيار الجاري أكدت على لزوم إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في موعدها الدستوري، وضرورة توفير المتطلبات القانونية والآليات التنفيذية لضمان إجراء الانتخابات.
وكشفت (المدى)، في وقت سابق، عن مقترح تتدارسه أطراف بهدف تأجيل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في العشرين من نيسان ٢٠١٨.
ويؤكد المصدر في رئاسة الجمهورية ان “المجتمعين اتفقوا على إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد وعدم تأجيلها”، لافتا إلى “وجود توجهات لدى أطراف سياسية تعمل بإصرار على تأجيل الانتخابات البرلمانية إلى ما بعد نيسان المقبل”.
وأشار المصدر المطلع الى أن “الاجتماع ناقش أيضا موضوع الدعوة التي تلقاها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم من العاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز، والمواضيع التي ستتم مناقشتها وطرحها في هذه القمة التي سيحضرها الرئيس الأمريكي ترامب”.
وأعلنت رئاسة الجمهورية، الاسبوع الماضي، تسلم الرئيس فؤاد معصوم دعوة رسمية من ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لحضور قمة عربية إسلامية – أميركية مقرر عقدها نهاية الشهر الجاري.
كما اتفقت الرئاسات الثلاث وقادة الكتل، بحسب المصدر، على “ضرورة تمرير كل القرارات في مجلس النواب بشكل توافقي”، لافتا الى ان “هذه اللقاءات بين قادة الكتل ورؤساء الرئاسات الثلاث ستستمر لحين حل مشكلة قانون الانتخابات وتنظيم العلاقة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان وغيرها من المشاكل والخلافات”.
وشدد اللقاء، الذي حضره رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، ونوري المالكي، وسكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني، وعضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني عدنان المفتي، ورئيس ائتلاف العربية صالح المطلك، على ضرورة دعم الحكومة في إجراءاتها ضد أي انتهاك لسلطة القانون.
ومن جانبها تؤكد كتلة الحوار برئاسة صالح المطلك “وجود أطراف سياسية ترغب بتأجيل الانتخابات البرلمانية لحين عودة النازحين وإنهاء التركة الثقيلة التي خلفها داعش في المدن الغربية”.
وقال حيدر الملا، في تصريح لـ(المدى)، ان “اجتماع الرئاسات الثلاث ورؤساء الكتل ناقش موضوع المفوضية والتوافقات السياسية التي تصر على اختيار مجلس مفوضين جديد خلال الفترات القليلة المقبلة”.
وكان اتفاق بين كتلة الأحرار وأطراف برلمانية متعددة يقضي بتأجيل جلسة سحب الثقة عن مفوضية الانتخابات لمدة 45 يوما على أن تحسم الكتل السياسية ولجنة الخبراء، خلال هذه الفترة، أسماء المرشحين لمجلس المفوضية الجديد شريطة عدم ترشيح أعضاء المفوضية الحالية إلى المجلس الجديد.
بدوره اوضح النائب يونادم كنا، رئيس كتلة الرافدين النيابية، ان “اجتماع الرئاسات الثلاث ألزم بإجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة”، لافتا إلى وجود مساعٍ لدمج الانتخابات المحلية بالبرلمانية.
واضاف كنا، في تصريح لـ(المدى)، أن “هذه اللقاءات طبيعية ودورية بين رؤساء الكتل والرئاسات الثلاث لبحث قوانين الانتخابات والمحكمة الاتحادية وإمكانية تمريرها في مجلس النواب”، مؤكدا “وجود حراك سياسي لتوحيد الرؤى والمواقف لحل كل المشاكل والتحديات”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here