المتحدث باسم الجبهة التركمانية: حلمنا جعل كركوك إقليماً مستقلاً

شالاو محمد

يتحدث مسؤول الجبهة التركمانية التي تتكون من ستة أحزاب تركمانية عراقية علي مهدي بانفتاح كبير عن ملفات عدة في مقابلة مع “نقاش” منها قضية رفع علم كردستان فوق المؤسسات الحكومية في كركوك وانتخابات مجلس المحافظة والعلاقات مع الأحزاب الكردستانية.

نقاش: قلت في تصريحات صحافية عدة في المدة الماضية ان التركمان مستهدفون منذ ستة أشهر ماذا كنت تقصد بكلامك؟

علي مهدي: لم يجر استهداف التركمان خاصة في كركوك في الأشهر الستة الماضية فحسب وانما منذ عام 2003 للاستهداف ويدفعون ثمن آرائهم السياسية.

نقاش: ولكن الطرف المقابل يقول إنكم تخلقون الخلافات في كركوك لكسب مشاعر الناس فحسب، ما رأيكم؟

علي مهدي: كلا، الأمر ليس كذلك. توجد في كركوك أحزاب وأطراف تريد الحاق المدينة بكردستان ونحن نرفض ذلك لأننا نفضل مشروع اقليم كركوك، وخططنا هي تطبيع أوضاع المدينة وعودة سكانها النازحين ولكن الأمر لم يقبل ويعاد النازحون الكرد فقط، لقد تم حتى الآن احتلال مليون دونم من الأراضي الزراعية للتركمان من أصحابها ولم تتم إعادتها إليهم والسبب في ذلك يعود الى ضعف الحكومة المركزية وسوء علاقاتها مع إدارة محافظة كركوك.

نقاش: ما هو الحل الذي تملكه الجبهة التركمانية لقضية التركمان في كركوك؟

علي مهدي: يجب اولا حماية كركوك وجميع مكوناتها من الحرب ضد الإرهاب وهو في مقدور قوات الشرطة والجيش التي ستشكل من مكونات المدينة بنسبة 32 في المئة لكل من الكرد والتركمان والعرب ونسبة أربعة في المئة للمسيحيين. وقد طرحنا ذلك في عام 2006 كما طالبنا بتقاسم مناصب الدوائر حسب النسبة نفسها ولكن هناك عقلية دكتاتورية ترفض آراءنا.

نقاش: لم تذكر قوات البيشمركة ضمن حلكم المقترح في حين يقول الكرد إن الملف الأمني في كركوك يخضع لسلطة البيشمركة؟

علي مهدي: يجب إدارة الملف الأمني في كركوك بشكل مشترك، حتى أن هناك خلافات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين (الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي) ولم يتوصلا حتى الآن الى اتفاق بين أجهزتهم الأمنية.

نقاش: لكن الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي يصران على بقاء قوات البيشمركة في كركوك؟

علي مهدي: لكل قوة عسكرية حدودها ومهمتها المحددة ومهمة قوات البيشمركة هي حماية حدود إقليم كردستان وكركوك منطقة متنازع عليها وليست جزءا من تلك الحدود المحددة.

نقاش: تفيد المعلومات بأن القوى التركمانية اتفقت على تحويل قضاءي تلعفر وطوزخورماتو الى محافظتين وذلك كاستعداد لإعلان الإقليم التركماني، ما مدى صحة ذلك؟

علي مهدي: لكل قومية مشروعها الخاص وما نخطط له منذ عشر سنوات ونسعى الى تحقيقه هو تحويل تلعفر وطوزخورماتو الى محافظتين وجعل كركوك إقليما مستقلا وهذا هو حلم تركمان العراق حتى نتمكن من حكم أنفسنا بأنفسنا وفق الدستور العراقي الذي منحنا حق تشكيل الاقاليم وتحويل الأقضية الى محافظات كما يحلم إخواننا الكرد بتشكيل كردستان الكبرى ويسعى العرب السنة إلى انشاء اقليم سني.

نقاش: ألا يؤدي تشكيل إقليم خاص بالتركمان إلى إثارة خلافات بين التركمان السنة والشيعة؟

علي مهدي: هناك تركمان سنة وشيعة داخل قيادة الجبهة التركمانية العراقية ومجلس محافظة كركوك وعندما دخلنا الانتخابات شاركنا باسم قائمة الجبهة التركمانية العراقية ويتكون أعضاؤنا من الشيعة والسنة، ونقيم في المدن جنبا الى جنب، ولكن مع ذلك يمكنني ان أقول إن هناك أطرافا تريد خلق الخلافات المذهبية بين التركمان وقد أوصلت هذه الخلافات المذهبية العراق الى الوضع الخطير الحالي ولا يزال غارقا في ازمة عميقة ليس بإمكانه التخلص منها.

نقاش: تطالب قيادة حزب تركمان ايلي بإقليم تلعفر فقط ألا يعني ذلك أن هناك اختلافا حتى حول كيفية إنشاء إقليمكم؟

علي مهدي : لكل حزب رأيه ووجهة نظره، هم يقولون انهم سيجعلون تلعفر مركزا للإقليم، ونحن نحترم وجهة نظرهم هذه ولكن في النهاية لابد أن يتفق جميع الأطراف على مشروع واحد فقط وهو جعل كركوك إقليما مستقلا.

نقاش: يرتبط مصير كركوك بالمادة 140 من الدستور، من هو المسؤول عن عدم تطبيق تلك المادة؟

علي مهدي: كلنا مع اختلاف القومية والدين مسؤولون عن عدم تطبيق المادة 140، ففي حال تطبيقها بعدالة سينتفع منها التركمان والكرد معا ولكن عدم فهم مضمون المادة من قبل الاخوة الكرد ادى الى ان يعتبروها في مصلحتهم.

نقاش: أجلت الخلافات بين الاطراف إجراء انتخابات مجلس محافظة كركوك، هل تتوقعون تأجيلها مرة اخرى؟

علي مهدي: نعم هناك احتمال لتأجيلها، نحن نطالب بإجراء انتخابات مجلس محافظة كركوك حسب قانون خاص الى ان يتم تحديث سجل الناخبين وتحرير قضاء الحويجة وتتم إعادة المناصب الى التركمان، حينها سنرحب بإجراء الانتخابات.

نقاش: بعد انتخاب حسن طوران لعضوية البرلمان العراقي لم تتم إعادة منصب رئيس مجلس محافظة كركوك الى التركمان ويقال ان هذا كان بسبب الخلافات بين الاعضاء التركمان في مجلس محافظة كركوك؟

علي مهدي: لقد وجهنا العديد من الكتب والطلبات الى رئيس مجلس محافظة كركوك وكالة ورشحنا فيها اسما مصادقا عليه من قبل سبعة من الاعضاء التركمان في المجلس من مجموع الاعضاء الثمانية، الا ان رئيس المجلس وكالة وهو من حزب الاتحاد الاسلامي في كردستان لم يدرج اسم المرشح ضمن جدول اعمال المجلس للمصادقة عليه بحجة عدم موافقة الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي وقد زرنا رؤساء جميع الاحزاب الذين اعتبروا ذلك من حقنا ولكننا رأينا العكس بعد عودتنا.

نقاش: اجتمع التركمان مع بينالي يلدرم رئيس الوزراء التركي خلال زيارته الاخيرة الى العراق، ماذا كان الهدف من الاجتماع؟

علي مهدي: لا استطيع ان أنكر ان التركمان يدعمون من تركيا أكثر من جميع المكونات والأطراف الاخرى، وقد طالبنا الحكومة التركية دوما بأن يكون لها دور في التطورات واستقرار الامن والتنمية ومساعدة العراق وان تكرر النموذج الذي قدمته في اربيل في جميع انحاء العراق، حيث لم تكن اربيل قبل عام 2003 كما هي اليوم ولكنها تشهد تطورا وازدهارا عمرانيا بدعم من تركيا، كان هذا مضمون الاجتماع.

نقاش: كيف هي علاقاتكم مع الأحزاب الكردستانية في كركوك؟

علي مهدي: علاقاتنا سيئة، سعينا منذ عام 2003 للعمل معا ولكن الأحزاب الكردية لم تلتزم بذلك ولدينا الدليل حول ذلك ولاسيما الاتحاد الوطني الكردستاني الذي لا يؤمن كثيرا بالحياة المشتركة والإخوة بين الكرد والتركمان.

نقاش: ما يلاحظ هو برودة علاقاتكم مع محافظ كركوك؟

علي مهدي: نعم هذا صحيح ولا نخفيه، كان يجب على محافظ كركوك ان يكون محافظا لجميع القوميات ولكنه لم يكن محافظ جميع القوميات في موضوع رفع علم كردستان، كان يجب عليه ان يستشيرنا كما استشار العرب في المدينة، وعند سماعنا بالامر ابلغنا المحافظ ان يتم تأجيل الموضع من اجل إجراء المزيد من النقاش حوله الا ان المحافظ لم يستمع لدعوتنا وجعل موضوع علم كردستان امرا واقعا في حين ينص الدستور على عدم قانونيته.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here