سياسات (ألفيس بوك) بين آلرّفض و آلقبول:

إلى جميع الأخوة و الأصدقاء ألمُحبّين و المتعلّقين و المُثقفين منهم بشكلٍ أخصّ, و آلذين طلبوا و يطلبون صداقتنا بإستمرار عبر شبكة (الفيس) العالمية؛
من المعروف أنّ شبكة (التواصل الأجتماعي) تُعتبر مجالاَ رحباً و واسعاً .. و ربما من أوسع الشبكات التي تربط الأصدقاء مع بعضهم حول العالم سلباً و إيجاباً في نفس اللحظة بآلصورة و الصوت و في السّر و العلن, لكن هناك مساؤى كبيرة ترافق هذه الأيجابية و تمسّ تطور الحياة الأنسانية الأجتماعية بآلصّميم, نودّ الأشارة لها في هذا المقال القصير, كجزء من السياسات الأعلامية التي تطرقنا لتفاصيلها الخطيرة في الحلقة السابقة من سلسلة مباحثنا الموسومة بـ: (محنة الفكر الأنساني)(1).

و قبل عرض التفاصيل .. أُعْلِمكم بأنّ نصابي الشّخصي في ضمّ الأصدقاء لصفحتيّ قد وصل حدّهُ المسموح به من قبل إدارة كَوكَل و قبل سبع سنوات.. و ما زال هناك الكثير من الّذين قدّموا طلبات صداقة من خلال صفحتنا قيد الأنتظار على أمل حدوث تغيير أو إنفتاح لضمّهم .. بسبب كثرة الطلبات التي تُعبّر عن عمق الأواصر الأنسانيّة النبيلة الكونيّة التي تربط أفكارنا و قلوبنا المُدماة في عالم الجشع و الفساد و الظلم و الطبقيّة بقيادة الظالمين المستكبرين الذين غيّروا ملامح العالم الأنسانيّة!

لذلك أعتذر سلفاً عن عدم إمكانيّة أضافتهم لقائمتي البريدية في الفيسبوك حاليّاً, علمأً أنّ إدارة كَوكل طلبتْ مني في وقت سابق تقديم سيرة لنتاجاتيّ الفلسفيّة و الفكريّة و الأعلاميّة – رغم إنّها تعرف كلّ شيئ عنيّ – كي تفتح مجالاً أوسع لقبول الأصدقاء بلا حدود و قيود .. لكنّ شروطها كانتْ مؤلمة و مجحفة بآلنسبة لي, فهناك خطوط حمراء لا تقبل الأدارة بتجاوزها من أيٍّ كان تمسّ مصالح ألحيتان الكبار الذين يسيطرون على (المنظمة الأقتصادية العالمية) و بآلتالي على دول و شعوب العالم, و كأنّها تطلب مني أن أتنازل عن مبادئ و أتناغم مع سياستها المعروفة التي تحدّثتُ عنها سابقاً في سلسلة طويلة من البّحوث و المقالات,  كشرط لقبول عضويتي كباحث عالميّ, و هم يعرفون حقاًّ وزن نتاجي و كتاباتي في الفكر الأنسانيّ الكونيّ الذي طرحته و لأوّل مرّة لتنوير ألطريق أمامَ آلبشريّة – كلّ البشريّة ألتي تتخبّط في وحل من المآسي و الفقر و المرض و الجهل الفكريّ و السّعي لأجل لقمة خبز و تسديد فواتير المتسلطين نهاية الشهر!

و بسبب جهادي الطويل في طريق ألفكر و المعرفة التي يعرفها أصحاب الأختصاص و كوارث للفكر و لخريطة المعرفة الأنسانيّة؛ فقد وصل عدد أصدقائي الطيّبين في الفيس و عبر تويتر و في صفحات أخرى كآلمنتدى الفكري إلى أكثر من عشرة آلاف صديقٍ مثقّف من الطراز الأول أكثرهم  علماء و أكاديميون و رؤوساء و وزراء و قادة يعرفون قيمة الفكر و المعرفة, و آلذين أفتخرُ بصداقتهم الفكرية قبل أية علاقات أخرى, بجانب خمسين مجموعة بريدية ترتبط بهم مئات آلآلاف  و بعضها ملايين الأعضاء من الأصدقاء و الناشطين الحقوقيين و الأعلاميين, على أمل تشكيل حركة فكريّة عالميّة مناهضة للعنصريّة و الطبقيّة و الحزبيّة و المذهبيّة و الحركات الشوفينيّة و العلمانيّة و الدّيمقراطيّة التوافقيّة المستهدفة بقيادة الولايات المتحدة و غيرها من الحكومات الملكيّة و الأميريّة و الجمهوريّة!

المهم .. أَ أْمل أنْ تفتح الدّولة الأسلاميّة صفحة إسلاميّة عالميّة كآلفيس بوك بلا قيود و شروط تتجاوز العنصريات و القوميات و الحزبيات و الّلوبيات و مصالح الشركات الكبرى المجرمة التي تسيطر على موارد الطاقة و الحكومات, للأنطلاق إلى كلّ الفضاء الأنسانيّ لتحقيق العدالة و المساواة بلا قيود و شروط و كما هو الحال اليوم مع الفيسبوك الذي دخلناهُ مُجبرين .. لأن إدارتها لا تسمح بقبول أكثر من خمسة آلاف صديق للمشترك الواحد .. خوفاً من تطور و توسع العلاقات الأنسانيّة النبيلة الهادفة, و التي ربما تكون صفحة عالمية تُهدّد أو تُعكّر أجواء و مصالح و أهداف الشركات الكبرى المجرمة التي تريد السيطرة على العالم عن طريق الأقتصاد الرأسماليّ الذي يُنَفّذُ بغباء مقدّس و مُفرط من قبل حكومات العالم – خصوصا في بلادنا المنكوبة – التي باتت لا تعرف قيمة أو معنىَ للأنسانيّة و العدالة و المساواة و الأخلاق الفاضلة .. بعد ما إمتلأت بطون حاكميها بآلمال الحرام بسبب سياسات ميكافيللي  و آدم سمث و فوكوياما الخبيثة اللعينة التي تجيز الكذب و النفاق و قتل الشّعوب لأجل الحكم و تنفيذ مصالح اللوبيات من قبل الأحزاب العميلة في الحكومات التي تنفذ سياساتها بكلّ فخرٍ و فرح و شوق, و كما هو الجاري الآن, و الله المعين و هو الكفيل و الناصر لأهل الحقّ المبين, و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.

عزيز الخزرجي

مُفكّر كونيّ
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) للتفاصيل راجع: البحوث المتكاملة بعنوان: (عصر ما بعد المعلومات).
و الفكر الأنساني(13) عبر:

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط

Read our Privacy Policy by clicking here