الفاتح دونالد ترامب!

ساهر عريبي

الفاتح خير لقب يستحقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد ان نجح في غزو المسلمين في عقر دارهم وفي الديار المقدّسة التي سقطت في قبضة امريكا بمعية أكثر من خمسين بلد اسلامي حضر زعماؤها صاغرون الى الرياض ليستمعوا الى خطاب الفتح الذي يلقيه على مسامعهم الكاوبوي الأمريكي.
إنها لحظة فتح العالم الإسلامي الذي لم يعد يملك قراره, وأما من يدافع عن استقلاليته وحرية قراره فجزاؤه العقوبات وشن الحروب وحتى يركع مع الراكعين أمام ملك الروم الجديد الذي لا يقبل بأقل من دفع الأتاوة وبعدم الخروج عن طاعة البيت الأبيض وبالتعهد بتأجيج نار الحروب داخل العالم الإسلامي وليس خارجه سواء في اليمن او سوريا او العراق أو العوامية!
فمصانع السلاح الأمريكية ستعمل بكامل طاقتها بعد هذه الزيارة التاريخية الى الرياض التي وقّع خلالها ترامب عقودا مع السعودية بقيمة 360 مليار دولار ومنها عقود آنية لشراء الأسلحة بأكثر من 100 مليار دولار فيما يتوقع أن ترتفع صادرات الأسلحة الأمريكية الى السعودية الى اكثر من 300 مليار دولار خلال العشر سنوات المقبلة, أسلحة مصنعة بشرط واحد وهو أن يستخدمها العرب والمسلمون لقتل بعضهم الآخر وتدمير بلدانهم.
وفى ترامب بوعده الذي قطعه  خلال حملته الإنتخابية  عندما تعهّد بإفراغ الخزائن السعودية مقابل حماية نظام حكم عائلة آل سعود وهذا هو اول الغيث الذي سينهمر وحتى شراء شركة أرامكو النفطية وحينها سيصبح النفط ملكا لحفنة من التجار في أمريكا. وبعد هذه الزيارة ستتسارع وتيرة تطبيع العلاقات العلنية بين السعودية وباقي دول الخليج مع اسرائيل  وستتضح يوما بعد آخر معالم التحالف  الخليجيالإسرائيلي  وبمشاركة دول عربية واسلامية.
ولم يعد لحكام الخليج ولا للعديد من حكام الدول العربية والإسلامية  بعد هذه الزيارة من عذر للخروج عن طاعة السيد الأمريكي الذي قدّموا له فروض الطاعة والولاء خلال هذه الزيارة التاريخية.وبعد كل هذا أليس من حق ترامب أن يرقص في السعودية بعد أن أسقط العالم الإسلامي في قبضة يده؟
ولذا فلا غرابة أن تكون وجهة ترامب التالية بعد الرياض هي اسرائيل التي سيضع امام أنظار قادتها الإنجازات التي لم يحققها رئيس امريكي من قبل  وإن كانت لن ترضيهم طالما بقي أحد في العالم الإسلامي يرفع شعار مقاومتهم.
لقد ولّى ذلك الزمن الذي كان فيه هارون الرشيد ينظر فيه الى الغيمة قائلا أينما تمطرين فسيأتيني خراجك , وجاء الزمن الذي يقول فيه دونالد ترامب إن أي قطرة نفط تخرج من أرض شبه الجزيرة العربية ستصب عائداتها في الخزانة الأمريكية وستتحول الى سلاح يفتك به العرب والمسلمون بعضهم البعض فيما يتفرج عليهم العالم المتحضّر مستهزئا ولسان حاله يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here