مقترح لاصلاح’وتطوير الانظمة الديموقراطية

مازن الشيخ

 لا بد من القول إن النظام الديمقراطي ساهم بشكل كبيرفي تطورالفكرالإنساني ونظم العلاقات الاجتماعية وأدى إلى الاستقرارالسياسي في الدول التي طبق فيها بشكل جيد،
لكن الخطأ الكبير كان في محاولة تعميم تلك التجربة، والأسلوب الحضاري المتطورعلى المجتمعات الإسلامية والعربية،
حيث إن الموروث الثقافي يتقاطع بشدة مع ذلك المفهوم إلى حد اعتباره من المحرمات لدى بعض التيارات الدينية الناشطة،والمؤثرة بقوة على ثقافة واعلام المجتمع
كما أن الجهل بأصول الحكم والأمية السياسية أصبحتا سببا في وصول بعض الانتهازيين والمحتالين إلى سدة الحكم’واستغلوا الانتخابات الديموقراطية’ومشاركة ابناء الشعب من بسطاء الناس في انتخاب’ممثليهم’وقدموا انفسهم على انهم المنقذين
وجلهم من رجال الدين’الذين استغلوا الجهل والامية’وخوف الانسان البسيط من تقلبات الدهر’ومصيره بعد الموت,وزعموا بانهم قادرين على بيع المستقبل والامان للشعب’في العالم الاخر’لقاء تنازلهم عن الدنيا الفانية’
ولعل اكبر مثال على ذلك هوتطبيق النظام الديموقراطي في العراق’تلك التجربة المريرة التي ادت الى عواقب كارثية’لازالت تبعاتها وتداعياتها نفتك بالعراق شعبا وارضا
واثبتت بشكل قاطع خطل كل من تصور ان الشعب العراقي ,وبعد خمسة عقود من الحكم الديكتاتوري والدولة البوليسية التي كممت الافواه والعقول’سيتسامى فجأة ويتحول الى شعب ديموقراطي!ويتمكن من اختار ممثليه في البرلمان و,يتداول السلطة بسلاسة وشفافية!
لذلك’ارى انه توجب الان إعادة دراسة أساليب وطرق تطبيق تلك الأنظمة،
ليس في مجتمعاتنا فقط
بل في العالم أجمع،
حيث اني’وبعد عدة عقود من السنين عشتها في بلد ديموقراطي حقيقي’لمست اخيرا مللا وتشكيكا من قبل قطاعات واسعة من الجماهير
’الذين اصبحوا يشككون في جدوى تلك الطريقة في اختيارالحكومات’
وتفضيلهم حصرالامربيد المتخصصين في مجال العمل السياسي ومن القادرين على اختيار الافضل لحكم البلد,منطلقين من مفهوم اساسه’
أن كل جديد لا بد أن يصبح قديما يوما،
وأن الوقت قد حان لإعادة النظر في مبادئ وأساليب الأنظمة الديمقراطية التقليدية، لاختبار مدى صلاحيتها في الوقت الحاضر،
ثم للبحث عن أسلوب جديد يعتمد على أسس تلك المبادئ مع دراسة الأسباب التي أدت إلى حدوث أخطاء في عملية التطبيق
ومن أجل الخروج بهيكل أو أطرعامة يمكن أن تكون بديلا فاعلا ومناسبا،
واعتقد أن تلك أصبحت اليوم مسألة ضرورية ومستعجلة، وذلك من أجل إنقاذ المسيرة الإنسانية من احتمال حصول ردة حضارية خطيرة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here