شكرا لداعش العربي الاشتراكي

قبل أن تغضب من العنوان .. ارجوك تأمل معي قليلا هذا المشهد ، لو أن البعث الداعشي استمر منذ 2004 ليومنا هذا بذبح ابناء الشعب العراقي – وعلى البارد- في كل خطوط التماس والمناطق والمحافظات المختلطة وبقي يفجر السيارات في الاسواق والاحياء السكنية باريحية عالية ويجلب الحمير الوهابية المفخخة من ” إخواننا ” العرب مع توفر الغطاء ” الوطني” الثمين، الذي كان يدعو الى عدم الانجرار الى حرب طائفية او اهلية يدفع باتجاهها العدو ” الشبح ” .
اقول.. لو انه استمر على هذا المنوال ولم يرتكب أخطاء غبية لم يفكر بها جيدا ساهمت وبشكل قسري على ايقاظ ساستنا ورجال ديننا وعموم الشيعة من سباتهم العميق، فتصور كم سيكون اعداد الضحايا من الابرياء.
الخطأ الأول كان تفجير الإمامين العسكريين والذي الهب مشاعر الشيعة وساعد على اخراج الوحش المذهبي ـ  المخدر لسنوات بشعارات خادعة ـ الى العلن وردود افعاله العفوية ولكن بألية توحش تنسجم وستراتيجية البعث القاعدي ـ الداعشي لاحقا ـ ورغم سقوط ابرياء لاذنب لهم في ردة الفعل هذه ولكنها استطاعت وبفترة قياسية مذهلة من تنظيف بغداد وضواحيها من قاذورات البعثوهابية وهشم حاجز الخوف والتردد حيال ماحدث ويحدث بحجة محاربة المحتل رغم وضوح الرؤية لكل ذي بصيرة بأن المستهدف الاول والاخير كان الشعب الشيعي الفطير.
الخطأ الثاني هو اجتياح الموصل وبتواطىء محلي وإقليمي وعالمي ولم يكن في حسابات هؤلاء الحمقى انهم ارتكبوا هذه المرة خطأ أشد غباءا من الاول فسقوط مدينة سنية كبيرة تعداد سكانها أكثر من مليوني نسمة يعني أن الخطر سوف يمتد تلقائياً إلى باقي المحافظات العراقية سيما وأن الحواضن كانت أكثر من أن تعد أو تحصى في المحافظات الملتهبة منذ سقوط البعث، فكانت ردة الفعل هذه المرة على اعلى المستويات، فجاءت بمستوى الخطر القادم من هناك بصدور فتوى الجهاد الكفائي من زعيم الحوزة العلمية السيد علي السيستاني وبعد ثلاثة ايام من الاجتياح.
لهذه الاسباب وغيرها اشعر بالامتنان لداعش لانها ارتكبت هذه الاخطاء لتقدم لنا فرصة ثمينة وعلى طبق من ذهب لمقاتلتها وسحقها بالبساطيل وبشكل قانوني ودستوري لاغبار عليه ولننقل المعركة الى ملعبهم لتكون مباراة الذهاب هي الحاسمة وعلى اراضيهم وامام جمهورهم!! والدرس الاقسى لهم ولكل من يفكر ان يحول حياة العراقيين الى كابوس رعب وخوف دائم.
ورغم كل المطبلين من عواهر الاعلام ودواعش البرلمان وصراخ منظمات المجتمع المدني المنافق، الا اننا حصلنا على الصك الشرعي لردع صعاليك البعث ومن بقي يتلصص منهم  بين الازقة على امل العودة لحكم العراق. والا قل لي بربك كيف كان يمكن ان يحدث ماحدث لولا هذه الاخطاء القاتلة.
عباس العزاوي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here