لِفَضائِيَّتَي [الامام الحُسين (ع)] و [الكوثَر] ولإذاعةِ [الشَّمس]؛ترامْب في الرِّياض..بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا!

                                نـــــــــزار حيدر

   ١/ لقد فضحت الزِّيارة نوايا الرَّئيس الأَميركي ترامب فلم يعُد بامكانهِ أَن يقنعَ أَحداً بأَنَّهُ يحمل ذرَّةً من الجديَّة في الحَرْبِ على الارْهابِ!.
   فعلى الرَّغمِ من يقينهِ بأَنَّ نِظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيَّة هو منبع الارهاب في العالم، وهو الحاضِنة الاساسيَّة لَهُ، ومع ذلك يعلنُ عن تأسيس مركزٍ في الرِّياض لمحاربةِ الارهاب! فهل عاقلٌ يفعل ذلك؟!.
   ٢/ كما أَنَّها فضحت قادة العالمَين العربي والإسلامي الذين تعامل معهُم الرَّئيس ترامب كقطيعٍ من الأَغنام يأمرهُم فيطيعون ويوجِّههم فيُلبُّون! حشَّدتهم الرِّياض بالبترودولار لتستعرض بهِم قوَّتها الوهميَّة.
   لقد مرُّوا بأَحقر وأَذلِّ ساعات عمرهُم وهم يتحلَّقون حول الرَّئيس ترامب وأُسرتهِ! يصغونَ اليه وهو يتَّهمهم بالارهاب من طرفٍ خفيٍّ ثم يدعهُم وشأنهُم وكأَنَّهُ يقول لهم إِذهبوا وقاتلوا الارهاب وَنَحْنُ هنا قاعدون نتفرَّج عليكم!.
   ٣/ مشكلةُ هذا القطيع من الزُّعماء هي أَنَّهم يستجدون القوَّة من واشنطن لتدعيمِ سلطتهِم ضدَّ شعوبهم! ولذلك تعامل معهُم الرَّئيس ترامب بحقارةٍ وإِذلالٍ! وهو يعرف جيِّداً نقطة ضعفهِم، ولقد أَشار اليها قبل سفرهِ الى الرِّياض بقولهِ [أَنَّهم لا شيء من دونِنا ولذلك يجب عليهم أَن يدفعوا لنحميهم! فلا شيء غير المال يمتلك هؤلاء] في إشارةٍ الى نُظُم القبائل الفاسدة التي تحكم في دُوَل الخليج!.
   وللمزيدِ من التَّخويف والارهاب والارعابِ هوَّل من الخطر الإيراني لابتزازهم! وبذلكَ عبَّدَ الطريق أَمام طهران لتقود المنطقة في المرحلةِ الجديدةِ القادِمة!. 
   ٤/ وفي اللَّحظةِ التَّاريخيَّة التي كان فيها قطيعُ الحُكَّام يحنُون ظهورهُم ليمتطيها الرَّئيس ترامب وأُسرتهِ! في نَفْسِ اللَّحظة كان الايرانيُّون يشمخُون بأُنوفهِم في أَروعَ صُوَر العزِّ والاباء والكرامة وهم يُشاركون في إِنتخاباتٍ تاريخيَّةٍ جدَّدوا فيها الثِّقة بالرَّئيس روحاني وبالنِّظام السِّياسي برُمَّتهِ!.
   حقّاً لقد كانت مفارقةً تاريخيَّةً، أَظهرت الفارق الكبير والواضح بين الذُّلِّ والمسكنة والعبوديَّة التي مثَّلتها [قُمَّة الرِّياض] وبين العزِّ والأَنفة والكرامة التي مثَّلتها الانتخابات الرِّئاسيَّة في إِيران!.
   ٥/ لقد وفى الرَّئيس ترامب بوعدهِ عندما نجحَ في زيارتهِ للرِّياض في حلْب البقرة واستدرارِ الأَموال الطَّائلة منها!.
   إِنَّهُ قبضَ فيها رُبع القيمة المقرَّرة [٢ ترليون دولار] وسيتكفَّل قانون جاستا بالقيمةِ المتبقِّية!.  
   إِنَّ صفقة السِّلاح الضَّخمة ليست أَكثر من صفقةٍ وهميَّةٍ تذهب جلُّ أَموالها الى جيوبِ الأَميركان! رشاوى وهدايا لتدعيمِ الاقتصاد الأَميركي! وكذلك حال بقيَّة الصَّفَقات التي وصفها ترامب نَفْسَهُ بقولهِ إِنَّها عبارةً عن المزيدِ من فرَص العمل للأَميركان!.
   إِنَّ نِظامَ آل سَعود الارهابي الفاسد لم يخُض طُوال عُمرهِ أَيَّة حربٍ جديَّةٍ فلماذا كلَّ هذا الإنفاق على السِّلاح؟! وعلى حدِّ قول أَحد الظُّرفاء فانَّ آخر حربٍ خاضها هذا النِّظام كانت حرب الأَحزاب لصالحِ المشركين! أَمَّا حربهُ الحاليَّة ضدَّ اليمن فلم تكن أَكثر من عمليَّاتِ قصفٍ عشوائيٍّ لبلدٍ مُسالمٍ لم تُغيِّر من الواقعِ شيئاً!. 
   ٦/ لقد سعت الرِّياض الى إِستدراج واشنطن لمستنقعِ حروبها الفاشلة في المنطقة! فحاولت الاحتماء بها للتَّعويض عن الخسائر الفادحة التي مُنيت بها في أَكثر من ملفٍّ، وتحديداً في الْعِراقِ وسوريا واليمن وغيرِها! إِلَّا أَنّ ترامب خيَّب أَملها عندما رفض حروب النِّيابة ونأى بنفسهِ عن التورُّط بأَيَّةِ حربٍ مُحتملةٍ تدورُ في مخيَّلة الرِّياض المريضة! بما في ذلك الحَرْب مع طهران التي ابتعدت كثيراً عن مرمى واشنطن!.
   ٢٢ مايس (أَيار) ٢٠١٧
                       لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920 
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here