الحشد على بعد 40 كم من مركز البعاج بعد تحرير القيروان و30 قرية

بغداد / وائل نعمة

لم تصل مفاوضات بغداد وأربيل، حول تحرير شريط من المناطق الإيزيدية في جنوب سنجار، الى نهاية واضحة حتى الآن.
ويؤكد نائب كردي، قريب من كواليس المفاوضات، عدم وجود اتفاق على تحرير تلك المناطق، مشيرا الى ان الحشد الشعبي حرر مركز ناحية القيروان و30 قرية.
لكنه اشار الى ان الحشد سيفسح المجال لتشكيل قوة مشتركة من الجيش العراقي والبيشمركة لادارة تلك المنطقة.
وأعلن هادي العامري، زعيم منظمة بدر، يوم الثلاثاء الماضي، تحرير ناحية القيروان بعملية “سريعة وخاطفة”.
واندلعت ازمة بين الحشد والبيشمركة في الحدود الشمالية لناحية القيروان، بعد 5 ايام من انطلاق الحملة العسكرية التي انطلقت لتحرير غرب تلعفر.
واكد مسؤولون من نينوى، آنذاك، بان قوات التحالف الدولي تدخلت لفضّ نزاع كاد يندلع بين الطرفين، بسبب دخول قوات الحشد الى قرى ومجمعات سكنية في القيروان، تعتبرها حكومة إقليم كردستان من ضمن مهمات البيشمركة.
ونفى رئيس الوزراء، قبل اسبوعين، حدوث اشتباكات بين الحشد الشعبي والبيشمركة، مبينا أن القوتين “عراقية وعدوها عدو مشترك”، لكنه اعترف ضمنا بوجود خلافات بين الطرفين، مؤكدا ارساله وفداً الى إقليم كردستان لتسوية الازمة.
ويقطن تلك المناطق (المختلف حولها) التي تمتد لمسافة 16 كم، غالبية من المكون الإيزيدي، فيما تحطيها قرى عربية بضمنها مناطق شيعية. وتحدثت جهات الكردية، مؤخرا، عن أن الاتفاق الذي سبق عملية تحرير نينوى، تضمن ان يقوم الجيش وليس الحشد بتحرير القيروان.
وتتهم أطراف كردية حكومة بغداد بخرق الاتفاق العسكري الذي سمح بانطلاق عمليات تحرير نينوى بمشاركة البيشمركة، لأول مرة الى جانب قوات الجيش.

انسحاب الحشد
ويقول النائب شاخوان عبد الله، عضو كتلة الديمقراطي الكردستاني، “لايوجد اتفاق حتى الآن على المناطق التي يسكنها اغلبية ايزيدية في القيروان”.
واضاف عبدالله، في تصريح لـ(المدى) امس، “كذلك لاتوجد حالياً اي خطة لتحرير تلك المناطق. والحشد الشعبي لم يصل الى تلك المناطق”.
وكان هادي العامري قد اكد، في وقت اندلاع الازمة مع البيشمركة، ان قوات الحشد ستحرر جميع الاراضي التي احتلها داعش بغض النظرعن سكانها. وقال العامري، لعدد من وسائل الاعلام، “نقول للجميع بأننا لن نأخذ الاذن من احد لتحرير بلادنا وارضنا، ومهمتنا الاساسية هي تحرير كل الارض العراقية بغض النظر عن سكانها”.
واشار النائب الكردي، وهو عضو في لجنة الامن البرلمانية، الى ان “الحشد الشعبي لم يتوسع عن حدود العملية السابقة، وحرر مركز القيروان و30 قرية حولها”.
وأكد عضو كتلة الديمقراطي الكردستاني ان “بغداد واربيل اتفقتا على انسحاب الحشد من تلك المناطق المحررة، وتشكيل قوة مشتركة من الجيش والبيشمركة لمسك الارض”.
بدوره قال احمد يوسف، قائممقام البعاج في اتصال مع (المدى) امس، “هناك فوج من الايزيديين (فوج لالش) يشاركون مع قوات الحشد الشعبي في عملية تحرير المناطق القريبة من سنجار”.
ويرجح المسؤول المحلي ان “تلك المجاميع المقاتلة من الايزيديين قد انشقت عن البيشمركة”، لكنه رفض اعطاء مزيد من التفاصيل حول هذه القوة.
وكان قائممقام سنجار محما خليل، الذي قاد التفاوض ممثلا عن الجانب الكردي مع بغداد، قال لـ(المدى) بأن “الاتفاق كان يتضمن عدم دخول مناطق تل قصب وبعض القرى والمجمعات الإيزيدية من قبل قوات الجيش، وإنما تترك للبيشمركة”. واضاف بان “الاتفاق كان ينص على ان يدخل الجيش لمركز القيروان وليس الحشد”.
وبعد تحرير القيروان، قال ابو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد، انه “خلال الساعات القادمة ستشرع قواتنا بالصفحة الثانية من عمليات (محمد رسول الله الثانية) لتحقيق أهدافها المرسومة غرب الموصل”.
ويؤكد قائممقام البعاج ان “قوات الحشد الشعبي تبتعد مسافة 40 كم عن مركز القضاء”، لافتا الى ان “داعش هرب من القيروان الى البعاج، بعد ان اجبر بعض السكان على الانسحاب معه”.
وقدر مسؤول في نينوى، قبل ايام، عدد المختطفين في القيروان بـ4 آلاف شخص، دفعهم داعش باتجاه الحدود.
عودة الفقراء
وفي ساحل الموصل الايمن، فضل الفقراء هناك العودة وسط الحطام وركام المنازل، التي حررت للتو من سيطرة “داعش”، على البقاء في مخيمات النازحين.
وفر اكثر من 600 الف شخص من غرب الموصل، خلال الاشهر الثلاثة الفائتة، اغلبهم انتقلوا الى الساحل الايسر بعد ان امتلأت المخيمات بالنازحين.
ويقول حسام العبار، عضو مجلس نينوى لـ(المدى)، ان “من يملك منزلا في الضفة المحررة من الموصل، لن يعود الى الساحل الايمن قبل عدة اشهر”.
وتقدر نسبة الدمار في الساحل الايمن للموصل، باكثر من 70%، هذا ماأكده احد نواب نينوى. وتجري عمليات اولوية، لإعادة المياه الى المناطق المحررة، فيما تتطلب عملية اعادة البناء تدخلاً دولياً، بحسب العبار. وما حدث في المناطق المحررة في الساحل الايمن، يعطي تصوراً لما سيجري في المدينة القديمة، المطوقة منذ آذار الماضي.
ويؤكد المسؤولون في نينوى ان سقوط صاروخ في الازقة الضيقة سيؤدي الى انهيار المنازل على بعضها كأحجار الدومينو.
ويرجح العبار ان الهجوم الجديد على المدينة القديمة، الذي ستشترك فيه قوات مكافحة الارهاب، سينفذ مطلع شهر رمضان.
وكانت قيادات عسكرية في نينوى قد قالت، قبل ايام، بان عملية تحرير الموصل ستنتهي قبل رمضان، ولكنه وقت شككت فيه اطراف مدنية. وكان مسؤولون في الموصل رجحوا اعتماد الخطة العسكرية لتحرير المدينة القديمة، على الاقتحامات الفردية لقوات النخبة واصطياد المسلحين. لكن هذا الاجراء سيتطلب وقتا أطول مما تقدره القيادات الامنية، لاسيما مع توقع ان يزيد داعش من مقاومته بعد إحكام محاصرته. ويؤكد العبار ان “اكثر المسلحين الآن في المدينة القديمة من الجنسيات الاجنبية والعربية”. واضاف “لامجال لتأخير التحرير لما بعد رمضان، فالسكان يعانون من اوضاع انسانية سيئة للغاية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here