” ماما أمريكا ” كانت ماماتكم أيضا أليس كذلك ؟!..

مهدي قاسم

إلى أصحاب الذاكرة المشوشة و الضعيفة :

” ماما أمريكا ” كانت ماماتكم أيضا أليس كذلك ؟!..

بعض الكتّاب الإسلاميين الشيعة وفي غمرة ” سيول ” كتاباتهم اليومية الجارفة ضد
النظام السعودي والوهابية والخ والخ ، قد رفعوا مؤخرا من وتيرة نبراتهم الهجومية أثناء و بعد زيارة ترامب إلى السعودية مطلقين عشرات صفات العمالة والخيانة على النظام السعودي دون أن نعرف ما هو الجديد في التحالف الأمريكي ــ السعودي التاريخي القائم منذ خمسينات من القرن الماضي و حتى الآن ..
أما بخصوص شراء وعقد صفقات أسلحة بين السعودية والشركات الأمريكية الكبرى فهي الآخرى ليست بجديدة ـــ و أن كانت ليست بهذا الحجم الحالي مؤخرا ــ :
إذ فما من سنة مرت دون أن يشتري النظام السعودي أسلحة و بصفقات ضخمة وكبيرة من الولايات المتحدة الأمريكية ومصانعها العسكرية الكبرى ..
و رجوعا للجانب السياسي من المسألة وإنعاشا لذاكرة هؤلاء الكتّاب فلا مهرب من تذكيرهم بدور أمريكا في غزو العراق
بهدف إسقاط النظام الديكتاتوري السابق و من ثم تسليم السلطة للأحزاب الشيعية وباقي أحزاب المحاصصة الطائفية والقومية الأخرى ، والتوقيع على الاتفاقية الاستراتيجية بين أمريكا و العراق والتي أعقبتها مغادرة قوات الغزو للعراق بعد ” إتمام العملية ” وعلى أحسن وجه !! ، من ناحية تعميق وترسيخ مظاهر ” الفوضى الخلاقة ” المتواصلة حتى هذه اللحظة ، ولا سيما على صعيد تسليم ثروات العراق لرهط من لصوص وحرامية طمّاعين و جشعين من ” مؤمنين أبرار ــ شيعة و سنة ” !!…
فيا ترى لماذا يحق للعراق الذي تقوده أحزاب ” شيعية ” عقد اتفاقيات استراتيجية مع الولايات المتحدة ، بينما ذلك لا يحق للنظام السعودي ؟! ..
بل حتى : ثمة صورة تجمع بول بريمر مع أحد رجال دين ” شيعي ” و هو يحتضن بريمر و يغرق وجهه برذاذ عناقه الطويل و الحميم ..
ومن ثم … أو بالأحرى :
بما إن السياسات بين البلدان متغيرة وقائمة على أسس من مصالح وفوائد فماذا سيحدث لو تصالح النظامان السعودي والإيراني المتشابهان ” إسلاميا ” بمصادرة الحريات و قمع المعارضين و قتلهم .
فهل سيواصل هؤلاء الكّتاب هجومهم اليومي ضد النظام السعودي آنذاك ، مثلما يفعلون الآن وبنفس النبرة الحالية : النظام السعودي والنظام الوهابي والسعودي والتكفيري والوهابي ،  و الوهابي والسعودي و التكفيري الخ …
في الوقت الذي يعاني  العراق  وشعبه المعذب  من ألف مشكلة ومشكلة :
أي من مشاكل أمنية و اقتصادية و اجتماعية و خدمية و معمارية و بيئية وتعليمية و صحية وتكنولوجية و زراعية وتصحرية زاحفة وديون متراكمة يوما بعد يوم ، ومن انعدام الإنتاج المحلي والاعتماد الكلي على استيراد البضائع  والسلع المختلفة  من الخارج لحد استيراد باقات من فجل و كراث وخس  وغيرها ..
بينما بالبلد برمته بطّال و عطّال ..
فأليس هذه المواضيع الملحة أكثر أهمية وضرورية بالتناول والتطرق إليها وتقديم رؤية لمعالجتها خدمة للمواطن ، بدلا من الهجوم اليومي على النظام السعودي بنفس المعنى المكرر  ؟!..
بالمناسبة أنا أيضا كتبتُ و سأكتب ضد النظام السعودي و كذلك ضد النظام الإٌيراني أيضا ــ لكوني لا أميز بينهما قطعا ــ غير أنني لا أفعل ذلك إلا عندما تقتضي الضرورة والمناسبة فحسب ..
ولكن ما العمل إذا كانت الببغاوات على أشكالها تقع ، تلقينا وترديدا و تكرارا مكررا !..
فليكن الله في عون هذه الببغاوات ” المؤمنة والمتدينة ” جدا وهي تغرّد دفاعا عن هذا الحزب الإسلامي الفاسد أو عن ذاك الزعيم أو القائد ” المقدس ” والفاسد حتى النخاع …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here