واشنطن بوست: البنتاغون فشلت بتعقب اسلحة ومعدات عسكرية بمليار دولار تسلمها العراق

ترجمة: حامد أحمد

استنادا لتقرير تدقيق ومراجعة حسابات حكومية لعام 2016، فان الجيش الاميركي فشل في المحافظة على نظام متابعة وتحقق دقيق لاعداد ضخمة من المعدات العسكرية والاسلحة أرسلت الى العراق بقيمة تجاوزت المليار دولار واشتملت على مئات سيارات الهامفي وعشرات الآلاف من البنادق وقطع الاسلحة الاخرى كانت ستذهب لتسليح الجيش العراقي وقوات الحشد من المليشيات الشيعية وقوات البيشمركة الكردية.
وقال باترك ولكين، الباحث في مجال حقوق الانسان والحد من انتشار الاسلحة في منظمة العفو الدولية، في بيان له، إن “تقرير تدقيق الحسابات هذا يوضح لنا أمراً مقلقاً عن نظام سيطرة فاشل ربما خطر يتبعه الجيش الاميركي في السيطرة على تجهيزات عسكرية بملايين الدولارات والتحقق من مستخدمها النهائي تذهب لمنطقة على درجة عالية من عدم الاستقرار”.
وتعتبر عمليات نقل الاسلحة والمعدات جزءا من برنامج صندوق العراق للتدريب والتسليح خصص له اصلا مبلغ قدره 1.6 مليار دولار بتخويل من قانون الدفاع الوطني لعام 2015 لمساعدة القوات العراقية في مواجهة تهديدات تنظيم داعش. وخصص قانون الدفاع لعام 2017 مبلغ 919.5 مليون دولار لهذا الصندوق .
وكشف تقرير مراجعة وتدقيق الحسابات وجود سجل غير منظم ساهم في التوصل لهذه الاستنتاجات التي أوردها التقرير اشتملت على وجود جداول بيانات مستنسخة ووصولات مكتوبة بخط اليد والافتقار الى وجود قاعدة بيانات مركزية لمتابعة وتعقب نقل الاسلحة.
بالاضافة الى ذلك ورد في تقرير المراجعة انه وفقا لاحكام برنامج صندوق العراق للتدريب والتسليح فانه حال نقل المعدات الى الحكومة العراقية فان البنتاغون لم يعد يستوجب منه متابعة مصير المادة المسلمة طالما انها لم تعد ملكية تابعة للحكومة الاميركية.
وفي الوقت الذي لا تشكل فيه تجهيزات مثل ملابس عسكرية أو واقيات ضد الرصاص اي مشكلة، فان الافتقار الى وجود اي بيانات مساءلة لما بعد التسليم من اسلحة وذخيرة اميركية يوفر فرصاً باحتمالية تحويل مسار مصير هذه المعدات بشكل غير شرعي لاطراف غير معنية باستلامها.
وتغص منطقة الشرق الاوسط حاليا بالاسلحة والمعدات الاميركية ومع القرار التي اتخذه الرئيس ترامب بتجهيز القوات الكردية في سوريا بمزيد من الاسلحة فانه من غير الواضح فيما اذا تعلمت الولايات المتحدة اي درس من اخطائها السابقة في المنطقة.
وأضاف ولكين قائلا “الحاجة الى وجود سجل بيانات لما بعد التسليم يعد امراً حيويا. أي تراخٍ في متابعة سلسلة عملية تسليم الاسلحة تزيد من مخاطر انتقال الاسلحة لمجاميع غير منضبطة في منطقة حيث المجاميع المسلحة فيها ترتكب انتهاكات وتتسبب بمعاناة انسانية كبيرة”.
وجاء في تقرير مراجعة الحسابات انه عقب مخاوف أثارها المفتش العام للبنتاغون “فان ادارة صندوق التدريب والتسليح اقترحت خطة عمل تصحيحية ذات خطوتين لتنفيذ منظومة كشف ومحاسبة”.
ولم يعط التقرير تفاصيل ما قد تستوجبه خطة التصحيح. ومع ذلك فانها قد تشمل على صلاحية اشراف اكثر من قبل قسم البنتاغون المسؤول عن المتابعة والتحقق من المستخدم النهائي للاسلحة المرسلة، وهو قسم يتابع عملية نقل الاسلحة والمعدات التي تجهزها الولايات المتحدة لدول اخرى.
وكشف تقرير تدقيق ومراجعة حسابات برنامج صندوق العراق للتدريب والتسليح لعام 2015 عن نفس الفجوات في التقرير الحالي الذي اشتمل ايضا على عدم وجود اي سجل بيانات يذكر لما بعد التسليم في الجانب العراقي.
واستنادا لتقرير نشر في نيويورك تايمز فان الناشط البريطاني ايان اوفيرتون، الباحث في امور العنف المسلح والصحفي السابق لدى محطة بي بي سي قد حصل مع فريقه البحثي على عقود للبنتاغون على مدى 14 عاما كشف فيها بان الولايات المتحدة كانت قد جهزت مجاميع مسلحة متنوعة في العراق وافغانستان باسلحة نارية بلغت اعدادها اكثر من 1.45 مليون قطعة.
واشتملت تلك الاسلحة على اكثر من 978 ألف بندقية و 266 ألف مسدس ومايقارب من 112 ألف مدفع رشاش . وانه من غير المعلوم كم من هذه الاسلحة بقت بحوزة الاطراف الرسمية التي ارسلت لها هذه الاسلحة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here