نساء على دكة القضاء

فراس الغضبان الحمداني

للمراة العراقية حضور كبير في ميادين ما يزال البعض غافلا عنها وغير مدرك لطبيعتها وحجمها حيث أخذت منزلتها بقوة برغم ما يعترضها من تحديات فهي رائدة في مجالات الادب والثقافة والفن والرياضة والسياسة وتبوأت مختلف المناصب الادارية وكانت كفوءة شجاعة متحدية منتجة ومثابرة ومخلصة في أداء الواجب .

 

اليوم وعلى دكة القضاء تتألق نساء عراقيات شجاعات يرفضن ان يتراجعن أو ان يثنيهن وضع سياسي أو ضغط إقتصادي أو مجتمعي عن موقفهن النبيل في إصدار الاحكام القضائية التي لا تتأثر بالوجدانيات والعواطف بل تعتمد الآليات القانونية الواضحة والحقيقية التي لا ترضخ سوى للإعتبارات المهنية الحقيقية .

 

ولان القضاء مهنة شاقة وقد قيل قديما ان من تولى القضاء فقد ذبح من غير سكين فإن التحدي الاكبر هو العيش في بلد مثل العراق مضطرب سياسيا وامنيا وإقتصاديا وهو يمر بظروف ضاغطة وتحدث فيه تجاوزات وجرائم تحتاج الى قرارات حاسمة وشجاعة وغير مترددة لمنع تكرار الجرائم وإضعاف قدرة المجرمين على التجاوز على القانون وخاصة في المرحلة التي تصاعدت فيها العمليات الارهابية .

 

القاضية في العراق نوع مبهر من النساء فهي تتصرف بعزيمة مختلفة وتواجه جيشا من المجرمين قد يكون معظمهم من الرجال الذين ماتت قلوبهم وبردت اعصابهم ولم يعودوا ينظروا إلا في إتجاه واحد هو طريق القتل والسرقة والإبتزاز والجريمة المنظمة والخروج على سلطة القانون .

 

قاضية شجاعة قال لها صحفي يوما إن بعض القضاة يرضخون للضغوط فقالت هذا غير صحيح فنحن وبرغم كل التحديات لا نستسلم للضغوط ونصدر احكامنا وفق ضوابط قانون ومواد قانونية لاتقبل التأويل والتسويف والتزييف وهدفنا هو إرساء العدالة الاجتماعية ولم نتردد في ردع المجرمين والقتلة والارهابيين ولم تسجل علينا حالة من حالات التراجع او التردد أبدا لان هدفنا هو حماية المجتمع من مخاطر الجريمة المنظمة ورد ضعاف النفوس ومنعهم من تمرير مآربهم الشريرة فالمجتمع أمانة في رقاب المخلصين من أبنائه .

 

هذه المرحلة من تاريخ العراق تشكل تحولا كبيرا في مفاهيم العمل خاصة في المهن التي تعودنا ان يكون الرجل متحكما فيها وكذلك لإصرار البعض على إعتبار ان القضاء للرجال وليس للنساء وان المرأة لا تصلح لمثل هذه المسؤولية الصعبة .

 

[email protected]

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here