المتباكون على اطلال الكره العراقيه ……

ناصر الياسري

في مطلع عام 2011 تقرر ان يقوم الحراك الشعبي المدني بحركة احتجاجات سلميه للمطالبة بتحسين واقع الخدمات ومحاسبة الفاسدين واتفقنا على ان يكون الخامس والعشرون من شباط  2011 موعدا لانطلق تظاهراتنا وبالفعل تجمع في ذلك اليوم  الشيب والشباب والنساء في ساحة التحرير يتقدمهم مجموعه من قيادات الحراك الذين اجتمعوا من قبل لهذا الامر واقسموا ان لا يهادنوا او يقدموا التنازلات  او يجتمعوا مع أي جهة حكوميه لحين تحقيق كافة المطالب .

ومضت اول جمعه للاحتجاجات وكانت مؤثره جدا وأثارت حفيظة الحكومة والبرلمان والذين سرعان ما احسوا بالخطر الحادق بهم فحاولوا التأثير عليها ومحاولة شق صفوف المتظاهرين والمحتجين بكل السبل !!

وبالفعل فلقد نجحت خطة الحكومة والبرلمان وإذا بمجموعه من قيادات الاحتجاج قد اختفت في الجمعه التاليه وبعدها اختفت مجموعه اخرى وهكذا دواليك حتى خلت التظاهرات من معظم قياداتها  بعد اقل من شهر من انطلاقها !

وعندما تسألنا  نحن الباقون على العهد عن سبب غياب تلك القيادات فكانت الاجوبة  والاسباب متعددة فمنهم من قال انهم تعرضوا للتهديد ومنهم من قال ان التظاهرات تم اختراقها  قبل اجهزة استخبارات دول الجوار ففضلوا الانسحاب ومنهم من قال ان الحكومة قد طلب منهم مهلة 100 يوم لتلبيه مطالبيهم ومن هم من اغلق هاتفه وآخرين لم يردوا على اتصالاتنا والبعض الاخر فضل السفر خارج العراق !!

وعندما تمعنا في البحث والتمحيص تبين ان معظم المنسحبين كانوا قد تم اغوائهم بالمال او اوعدوا بمراكز وظيفية  فيما البعض الاخر لم يتحمل التهديد ففضل الانسحاب او الاختفاء او الهروب خارج العراق !

والأنكى  من كل هذا وذك هو ان البعض منهم اصبحوا وكلاء ومخبرين سريين للحكومة وأجهزتها الامنية  وعلى اقرانهم المتظاهرين ..!!

اسوق هذه المقدمه الطويلة وانا اتابع ما وصل اليه حال المتظاهرون الذين اعلنوا اعتصاما تهم امام مقر الاتحاد العراقي لكره القدم مطالبين اعضاء الاتحاد بالاستقالة ومحاسبة المتسببين بخروج منتخبنا من تصفيات كاس العالم بكره القدم بخفيً حنين !

وبالفعل فلقد كانت تلك التظاهرات منظمه بشكل جيد وقد اشترك فيها قيادات رياضيه يشاد لها بالبنان بالإضافة الى جموع المتظاهرين الرياضيين الذين قدموا من باقي المحافظات فيما هددت بعض قيادات التظاهر بأنهم سيقدمون على حرق انفسهم اما عدسات القنوات الفضائيه في حالة عدم تلبية مطالبيهم فيما راح البعض بالبكاء والعويل على ما  آل اليه حال الكره العراقيه فيما ذهب البعض باتجاه المرجعيات الدينيه يشكون لهم الامر طالبين منهم  التدخل ودعمهم في حراكهم هذا ..!!

وهنا دخل الوزير عبطان على خط ألازمه وطلب من المتظاهرين ايقاف الاحتجاجات حتى يمر موضوع ملف رفع الحضر بسلام لان هذا الملف له ابعاد سياسيه وانتخابيه قادمة للسيد الوزير وكتلته !

اما  اعضاء الاتحاد فلقد اصابهم الارتباك والتخبط في معالجة  هذا الموضوع مما اضطرهم الى اعفاء الكادر التدريبي للمنتخب بالرغم من ان الاتحاد كان قبل ايام قد اعلن تمسكهم بالمدرب وبكادره لغاية انتهاء العقد وعدم التفريط بهم مهما تطلب الامر !

ولم يقف الاتحاد عند هذا الامر بل قام بفتح عدة قنوات اتصال مع مدربين اجانب بغية التعاقد مع احدهم لقيادة المنتخب للاستحقاقات القادمة ومن اجل امتصاص نقمه المتظاهرين ولو لحين . وبالفعل نجحت خطه السيد الوزير ومجموعه الاتحاد في تهدئة المحتجين  وأسفرت تلك القرارات عن زيارة سريه قام بها مجموعه من قيادات التظاهرات الى مدينه اربيل ليتم بيع ( جمل ) التظاهرات بما حمل بثمن بخس ليبدأ بعدها انحسار تدريجي لذلك المد الجماهيري الغاضب  فيما فضل البعض من القيادات الشريفه اعلان انسحابهم نتيجة خيانة اقرانهم لأهداف التظاهرات وتفضيلهم مصالحهم الشخصيه على مصلحة الكره العراقيه وكانت خاتمتها هو ذلك اللقاء الحميم الذي جمع قبل ايام بين عبد الخالق مسعود و مجموعه القيادات التي كانت بالأمس القريب قد بكت بمرارة  امام شاشات التلفاز ولطمت على الخدود وهددت بلبس الاحزمة الناسفه واقتحام مقر الاتحاد لتفجيره بمن فيه  ….. !!

ولكن كان المال والسحت الحرام  وشراء الضمائر هو الذي ادار بوصلة قادة بعض تلكالاحتجاجات 180 درجه !!

وللحديث بقيه ……

[email protected]

ناصر الياسري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here