أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السّنةُ الرَّابِعَة (٣)

نــــــــــزار حيدر

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.

وأَنت تُصلح نفسكَ لا تنس أَهلكَ وأُسرتكَ، فهم أَقربُ النَّاسِ إِليك وأَحقَّهم بالاهتمامِ منك! {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} فاصلاحهُم من مسؤوليَّتك المُباشرة، وهُم نفسُك بمعنىً آخر! {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} ولذلك خصَّهم المشرِّع بمسؤوليَّة الاصلاح والتَّغيير مباشرةً بعد النَّفس [الذَّات]!.

وفِي الآيةِ المُباركةِ {قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي إِشارةٌ ظريفةٌ بهذا الخُصوص}.

للأَسف الشَّديد فانَّ الكثير منَّا ينشغل بالأَبعدين تاركاً وراء ظهرهِ الأَقربين! لينتبهً يوماً ما ليجد نَفْسَهُ في وسطِ أُسرةٍ ممزَّقةِ الأَوصال، الأَولاد متقاطِعون فيما بينهُم! وبينهُ وبين زوجتهِ جِبالٌ من المشاكلِ والأَزمات! لو أَنَّهُ انتبهَ لها مُبكِّراً ويوماً بيومٍ لتجاوزها بكلِّ يُسرٍ وسهولةٍ! إِلَّا أَنَّ غفلته عنها وعدم الانتباه لها راكمتها لتصلَ بهِ الحال أَن يردِّد المقولة المعروفة [إِتَّسع الخرقُ على الرَّاقع] عندما ظنَّ بادئ الأَمر بأَنَّها مجرَّد [سحابةُ صيفٍ عن قريبٍ تقشعُ]!.

في هذا الشَّهر الفضيل ينبغي على الوالدَين الانتباه أَكثر فأَكثر الى الأَبناء! وعدم إِغفالهم خاصَّةً وأَنَّهم اليوم يواجهون تحدِّيات عظيمة تستهدف عقائدهُم وأَخلاقهم وثوابتهُم وعلاقاتهم وكلَّ شيءٍ!.

إِنَّ سلوكيَّاتهم مُستهدفة! فبانتشار التطرُّف والعُنف قد يقودهُم الانفلات للانخراطِ في صفوفِ الجماعات الارهابيَّة والمتزمِّتة المتطرِّفة!.

وقد تقودهُم السلوكيَّات المنحرفة للانخراطِ في جماعات التَّضليل والدَّجل التي تتَّخذ من بعض الأَفكار السَّليمة مظلَّةً لانحرافاتها العقديَّة كما هو الحال للمدَّعين للمهدويَّة!.

في هذا الشَّهر الفضيل ينبغي على الوالدَين مصادقة أَولادهم للإصغاءِ إِليهم والحديثِ معهُم واصطحابهُم الى مجالس القرآن مثلاً، فالغفلةُ عنهم نتيجتها اكتشاف الأَبوَين أَنَّ إِبنهم مُجنَّدٌ في تنظيمٍ إِرهابيٍّ مثلاً وهما لا يعلَمان!.

هل يُعقلُ أَن تُشغل وسائل التَّواصل الاجتماعي الأَبوَين عن التَّواصل مع أَبنائهِم؟! هل يُعقلُ أَن تشغلَ الأُمُّ عن التَّواصل مع بنتها أَو الأَب عن التَّواصل مع إِبنهِ؟!.

إِنَّ هذه اللَّيالي والأَيام المُباركة فرصة للتَّواصل الأُسَري سواء بين الأَبوَين أَو بينهُما وبين الأَولاد، أَو حتَّى بين الأَولاد أَنفسهم!.

حاولي أَيَّتُها الأُم أَن تكتشفي بنتكِ من جديدٍ وتتعرَّفي على رغباتِها لتسعي لتحقيقها أَو بعضها على الأَقلّ!.

وأَنت أَيُّها الأَب، حاول كذلك أَن تكتشف إِبنك من جديد وتتعرَّف على رغباتهِ وآلامهِ وحاجاتهِ وتطلُّعاتهِ ومشاكلهِ!.

إِحذر أَن يجد في غيرِك ملاذاً يلجأُ إِليه للكشفِ عن أَسراره وحاجاتهِ!.

إِكتشف في هذه اللَّيالي والأَيَّام أَصدقاءهُ، لتعرف مع مَن يسهر اللَّيالي؟ ولمن [يُفضفضُ] بأَسرارهِ! وبمَن يتأَثَّر؟! وممَّن يأخذَ أَخلاقهُ وثقافاتهُ؟! ومَن هو نموذجهُ؟!.

إِكتشِفهُ اليوم قبلَ أَن تخسرهُ غَداً فتندم!.

٢٨ مايس (أَيار) ٢٠١٧

لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com

‏Face Book: Nazar Haidar

‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1

(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here