الحكيم يتبنى “مشروعا للتسوية” بين الولايات المتحدة والخليج وإيران

يتبنى زعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم، مشروع تسوية إقليمية ودولية، تشمل الولايات المتحدة والخليج وإيران، بالتزامن مع تسوية كان طرحها لتصفير مشاكل الداخل العراقي، وفقا لمصادر سياسية مطلعة.

وعاد التوتر في العلاقة الأميركية الإيرانية إلى الساحة الدولية مرة أخرى، فور انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

ومنذ أن رشح نفسه لرئاسة أميركا، أكد دونالد ترمب أنه سيعمل على إعادة فتح باب التفاوض بخصوص البرنامج النووي الإيراني، حيث يعتقد أن الاتفاق أعطى إيران ما لا تستحق، لذا يسعى لمنع أية مكتسبات قد تحصل عليها إيران من هذا الاتفاق، وهو ما يختلف عن تصور باراك أوباما الذي كان متعاطفاً مع إيران وانتهج أسلوب الحوار وكسر الحواجز المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني.

ويعتقد الحكيم، أن تهدئة التوترات بين القطب الأكبر في العالم، والجارة الشرقية، هو شرط لاستقرار العراق.

وينطلق الحكيم، من ان مشروع التسوية الذي يتبناه في الداخل، لا يمكن تحقيقه بلا “تسوية أكبر” تشترك فيها دول التوتر في المنطقة، فضلا عن الولايات المتحدة.

ويتمتع الحكيم بعلاقات وثيقة مع مكتب المرشد الأعلى في إيران، على الخامنئي، كما ربطته صلات قوية بالرؤساء الإيرانيين المتعاقبين، في حين حافظ على تواصل ثابت مع الإدارة الأميركية، بغض النظر عن المسؤول الأعلى فيها.

ويسعى الحكيم، الى استغلال مقبوليته لدى الطرفين، من أجل الشروع في وساطة ربما تقود إلى تقريب وجهات النظر بينهما.

وتكشف مصادر أن “الحكيم، يسعى الى جس نبض لمواقف الأطراف الإيرانية من وساطته مع الإدراة الأميركية”، قبل “الشروع فيها”.

وتزامنت أخبار هذه الوساطة، مع سلسلة تصريحات أدلى بها الحكيم، بشأن ضرورة استيعاب إيران في اي ترتيبات أمنية إقليمية.

وبعد زيارة الرئيس الاميركي، دونالد ترمب، للسعودية قبل إسبوعين من الان، حذر الحكيم، من “استبعاد أي دولة في الفضاء الإقليمي عن الحوار ومؤتمرات القمة”، في اشارة الى عدم دعوة ايران لحضور القمة الاسلامية الاميركية في السعودية.

وإعتبر الحكيم أن مثل هذا الإجراء “يؤدي الى اتساع فجوة الانقسام ويرتد سلبا على جميع الدول”، مشيرا إلى ان “العالم اليوم هو عالم العلاقات المتوازنة مع الجميع وليس عالم التأزيم في العلاقات الإقليمية والدولية”.

ويرى مراقبون، أن “تصريحات الحكيم هذه، لا يمكن أن تخرجه من دائرة التوازن في علاقاته السياسية، الى دائرة الانخراط في محور ضد آخر”، مضيفين، أن “راس المال السياسي للحكيم، هو توازنه، وصلاته المستقرة بجميع الأطراف المؤثرة في المشهد العراقي، بالرغم من التقاطعات الحادة بينها”.

وفقا للمصادر، فإن “الحكيم، يدرك صعوبة مهمة الوساطة في ملف العلاقات الأميركية الإيرانية، فهو ليس ملفا ثنائيا على اية حال”.

وكان الحكيم، دعا منتصف الشهر الجاري، الى عقد مؤتمر إقليمي يجمع تركيا ومصر والسعودية وايران والعراق من اجل مناقشة كل القضايا الخلافية والوصول الى الحد الأدنى من التوافق، وبعكسه فان الجميع سيكون خاسراً وقبلهم شعوب المنطقة التي تتطلع للامن والاستقرار والتنمية.

وقال الحكيم، خلال تجمع في مكتبه بشأن الحريات الصحفية، ان “العراق جزء حيوي في منطقة إقليمية مهمة ونسمع ارتفاع نبرة التهديد والوعيد بين دول المنطقة ونقولها بصراحة مهما كانت الأسباب فان الحروب دمار للأوطان وليس فيها رابح مهما بدت الانتصارات عظيمة”.

وأضاف، أنه “في الوقت الذي تتعاون دول العالم فيما بينها وتركز على التنمية والتجارة المفتوحة فان في منطقتنا تدق طبول الحرب وتنتشر رائحة البارود”.

وتابع، “انتهز هذه الفرصة لأجدد الدعوة لعقد مؤتمر إقليمي يجمع تركيا ومصر والسعودية وايران والعراق من اجل مناقشة كل القضايا الخلافية والوصول الى الحد الأدنى من التوافق”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here