الدول المُصلمة؟!!

الدول المُصلمة؟!!

الإصلام : القطع والإستئصال

والدول المُصلمة: الدول المتقاطعة أو التي تسعى لتقطيع بعضها بعضا.

والعجيب في الدول التي تسمي نفسها دولا مسلمةأو (إسلامية) , أنها لا تمثل روح وجوهر الإسلام الذي تدّعيه وتتبجح على أنها تمثله وتحميه , فالمنطقة العربية محاطة بقوى كبيرة لمجتمعات مسلمة , تتصرف بأساليب وسياسات معادية للقيم والمعايير التي جاء بها الإسلام , ووضع أسسها المبنية على الرحمة والتعاون والتآزر والتجاور , وقد رفع من قيمة الجار وأهميته وضرورته للحياة الطيبة السعيدة , حتى كاد الجار أن يكون وريثا.

فالواقع العربي تجاوره دولتان تدينان بالإسلام , هما تركيا وإيران , والعلاقة بين هاتين الدولتين والعرب في أسوأ الأحوال وما عبّرت عن قيمة واحدة من قيم الإسلام , فالتقاطع والتآمر والتفاعل السلبي هو العنوان السائد والمهيمن على طبيعة العلاقات , مما يتسبب بتداعيات مريرة وقاسية خصوصا في المنطقة العربية , التي صار فيها العربي المسلم عدو العربي المسلم.

ترى لماذا لا يمكن لمجتمعات تدين بدين واحد أن تتآلف وتتوافق في تفاعلاتها وتنظر في مصالحها جميعا , بدلا من التوهم بأنها تتصارع وتتكتل للنيل من بعضها البعض , والجميع خاسر ومُسخّر لتحقيق ما ينفع الآخرين.

فما هي الفائدة من تعادي هذه المجتمعات وتصارعها وتحالفها مع قوى أجنبية ضد بعضها؟!

ماذا ستربح أية دولة في المنطقة بتحالفها مع الآخرين ضد دولة مسلمة وجارة , أيا كانت تلك الدولة؟!

إن اللوم يقع على جميع الدول المسلمة في المنطقة وبلا إستثناء , فجميعها ترتكب خطيئة جسيمة بحق دينها وتأريخها وأجيالها , وتساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة بتحقيق مصالح الآخرين وبرامجهم ومشاريعهم البعيدة المدى.

كما أنها تستنزف ثرواتها وطاقاتها في توفير ما يدمرها ويهلك مواطنيها , وفقا لدعاوى هذيانية تسمى عقائدية أو مذهبية أو دينية أو فئوية أو إن شئت طائفية , يتلذذ بها المدمنون على سفك الدماء والقتل المباح.

ويبدو كأن جميعها تابعة قابعة ومأسورة الإرادة والمصير , وتمضي على سكة المسموح به , وهو التعادي والتقاتل والإحتراب والدمار , وتأبى أن تكون أمة واحدة ذات قدرات إعتصامية بمعاني وقيم الإسلام , ويأتي في مقدمتها حق الجيرة وأسسها وأهميتها في بناء الحياة الأقوى والأفضل.

فلماذا يتبادل الجار المسلم العداء مع جاره المسلم؟!!

أ ليس في ذلك خدمة مجانية لاعداء الجميع؟!!

دصادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here