لا ديمقراطية في ظل قداسة الرموز

عباس العزاوي

قبل ايام استمعت لاحد اتباع الاحزاب وهو يذود عن قائده بصفاقة لاتوصف وكاد ان يقول عنه ،لا اله الا هو وحده لاشريك له،لانه اكبر من الحزب واكبر من التحالفات واكبر من الكتل, فهو رمز! ولكنه مع ذلك رب ديمقراطي “قرص” لايمانع ان ناقشه العبيد او خالفوا امره احيانا، قبل هذا المُتيم بهوى رمزه قالت احدى السيدات عن رمزها حين اراد الاعلامي مقارنته باحد قادة الشيعة..لا..لا..لا رجاءاً..هذا يختلف,هذا رمز ليس كفلان وفلان!! وكادت ان تختنق بعبرتها المسكينة،اي ليس كمثله شئ.. وجراوي البعث قالوا اكثر من هذاعن مقبورهم صاحب اقذر مؤسسة دموية لاقامة المقابر الجماعية.
الرموز بدأت تتكاثر وتتوالد وبشكل مقلق وطبيعي ان يتكاثر معها الاتباع والمريدين الذين سيتحركون باشارات منهم وسيتحول ــ اي الرمزــ قوله وفعله واقراره بل وحتى صمته الى قوانين مقدسة وخارطة طريق لن نضل بعدها ابدا!! وستُرسم معها الخطوط الحمراء وهالات النور الالهية ومعها تنتشر الاساطير والخرافات فهذا مسدد من السماء وذاك زاره الامام المهدي (عج) وشرب الشاي معه وهذا يمتلك سر الله الاعظم! وذاك اجداده كانوا من اصول نبيلة وعوائل عريقة ومناضلة…وهكذا!!.
اذن لافائدة مما نقول او ما نفكر به لمستقبل بلدنا والاجيال القادمة، فليس من المنطق بمكان وفق هذه المتبنيات المعقدة ان يكون لرأي الشعب ـ الذي قال عنه احدهم بانه فاقد الاهلية ويحتاج لوصايه ـ اي قيمة او اعتبار مقابل مايراه القائد العظيم اوالرمز المقدس لهذه الجهة او تلك!!! اقول لافائدة فقد وضع كل شئ سلفاً او تم الاتفاق عليه ضمناً ولايمكن تغييره، تماما كقوانين الفيزياء التي لايمكن خرقها او تعطيلها الا بمعجزة من السماء!!.
ناهيك عن ان الاختلاف مع اي من هذه الرموز ضمن آليات الديمقراطية العراقية ” الفلته ” هو خروج عن جادة الصواب والضلال بعينه ، لذلك اعتقد بان الديمقراطية اصبحت مادة للسخرية ولابأس من تطبيقها في حقول اخرى غير حكم البلاد كانتخاب مختار المحلة مثلا اوحارسها الليلي او ربما جايجي راس الشارع ان كان تكنقراطا طبعا والحرية ستكون ايضا مجرد ترف فكري لاضرورة لها الا في تغير الفضائيات او في اختيار الملابس الداخلية دون حذر الوقوع في المحظورات او ربما يمكننا التمادي قليلا لنمارس الحرية باكثر جرأة في اختيار لون النظارة الشمسية او نوع القبعة التي نعتمرها ان لم تعارض الاعراف والتقاليد العراقية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here