للنكبات مؤسساتها…

حسن حاتم المذكور

ـــ  للنكبات مؤسساتها, احزابها سياسييها مثقفيها ولها دينها مذاهبها طوائفها عشائرها سماحاتها ولها مليشياتها وغوغائييها وما تتركه للذاكرة الوطنية من ضحايا ومقابر جماعية, ابشع نكبتان عصفتا خراباً ودماراً في المصير العراق هما: الأنقلاب الأمريكي في 08 / شباط / 1963 وكانت احزاب الفكر القومي ادواتها المحلية “امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة” وبعد ان اُستهلكت مرحلتها استبدلتها (امريكا) باحزاب الأسلام السياسي فكانت حوافر الطائفية تصهل اسم الله والدين والمذاهب.

 

ـــ  البعث ترك العراق مشلولاً ومرر على اضلاعه نوائب القمع والحروب والحصارات وانجز لأمريكا اقذر ملفات مشروعها واورث المتبقي لأحزاب الأسلام السياسي لأكمال انهاك وتفكيك الدولة والمجتمع ثم التجزئة والتقسيم, كانت احزاب الأسلام السياسي اكثر ديناميكية وقسوة في انجاز وظيفتها وعجلت لأمريكا ان تضع نقطة نهايتها في آخر سطر لمرحلتها.

 

ـــ  نقطة الضعف العراقي تتلخص في الغياب التام للتيار الوطني, بهذا الغياب المر فقد المشروع العراقي ادواته الفكرية والسياسية والتنظيمية, ما يظهر هنا وهناك من انفعالات فوقية لحراك ديمقراطي مدني ما هي الا بقايا نعش تآكل وعلى العراق ان يرميه عن كتفيه ليفتح الأبواب الى ولادة تيار شبابي جديد بوعيه وتجاربه وارادته وانتمائه لتراث اوائله ويقطع انتسابه للعبة اليانصيب في احداث المتغيرات من خارج المعاناة العراقية.

 

ـــ  الفساد لا يحمي وطن واللصوصية لا تحترم سيادة والجهل لا ينتج قيم والشعوذة رمد في عيون الحقيقة, تلك هي هوية وماهية مجاهدي احزاب الأسلام السياسي ومثلما تعفن البعث في ايديولوجيته القومية يكتمل الآن تآكل شرائع وعقائد احزاب الأسلام السياسي, فساد اخلاقي واجتماعي اكمل اسباب انهيار مرحلتها وآن لها ان تنصرف, الطغاة أغبى من ان يدركوا توقيت نهايتهم وموعد سقوطهم.

 

ـــ  لا حركة وطنية ولا طليعة جماهيرية ولا تيار مدني اذا كانت المواقف مسكونة بماض لم ولن يمضي وتاريخ افرغت الأنتكاسات مضمونه, كيانات رخوة سهلة الأنحدار مع مجاري المكرمات ووهم اصطياد المكاسب المريحة في مستنقع رجل دين مليشياتي, الحركة الوطنية الفاعلة والطليعة المتفاعلة هما اللتان تمتلكان شجاعة التمرد على خراب الذات ونهج الأنتكاسات والمتبقي من شيخوخة القيادات لتولد حراك  شبابي قادر على صياغة رأي عام يتنفس برئة المشروع الوطني العراقي لا غير.

 

ـــ  انها مواجهات وعي وعلى الطليعة ان تولد من صفر المعاناة ولا ضرر ان تبدأ نزيفاً من جراحات نكبة الأمة, ان تعيد تقويم نهجها وترصين مواقفها وترشيد مسيرتها لتصبح قادرة على حصار من يحاصرها, من يحاول خداع الرأي العام او المساومة على عفوية ومبدئية الحراك الشعبي ثم يستعجل المنافع الحزبية والشخصية عبر خذلان المشروع الوطني العراقي فلا يمكن التعويل عليه والأخذ بشعاراته ومنطلقاته وتحالفاته, ان عملة الأنتماء والولاء والأقتداء بالأرث الوطني لا يمكن التخلي عنها واعتماد الغش والتزوير والأنهزامية والتآكل المعنوي بديلاً.

 

30 / 05 / 2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here