من هو الضابط العراقي الذي وصفته غولدا مائير بالنمر الاحمر ؟

في اقبية التاريخ   وملفاته حكايا وقصص كثيرة لاتعد ولاتحصى منها المؤلمة ومنها المفرحة ومنها ذات الاثر الكبير الذي غير مسارات حياة لدول وشعوب كثيرة ومنها يمر مرور الكرام يذكر لمرة واحدة وينسى ,واليوم حكايتنا مع احد الابطال الاشاوس الذين لقنوا العدو الصهيوني درسا بالغا في الشجاعة والاقدام وكان له الدور المؤثر في مسار حرب تشرين عام 1973 ,وانا اذكر القصة اريد ان اعرف العالم بمعنى الانسان العراقي المدافع عن ارضه ومبدئه وعقيدته وايضا لاري العالم كله اين يكمن سر شجاعة الرجال وليعرف ابناء العراق (المبتلين بطبقة سياسية فوضية  جعلتهم ينسون واجبهم بالقراءة ومتابعة تاريخ بلادهم)ليعرفوا ابناءهم ومافعلوه على مر التاريخ .ابتدات حرب تشرين في السادس من تشرين اول عام 1973 واستمرت ستة عشر يوما بعدها اوقف اطلاق النار وفض الاشتباك بين القوات ولكن خلال هذه الفترة سطرت ملاحم من الشجاعة والاباء والتضحية في سبيل الوطن ولما كانت سوريا ومصر هما المعنيتان بالقتال والعراق بعيد عن ساحة المعركة صدر قرار عراقي جريء بالمشاركة رغم ان العراق لم يدعى للمعركة رسميا فاشترك الجيش العراقي وساهم ببطولة كبيرة في اركاع الصهاينة ولقنهم درسا لاينسونه طول حياتهم وحمى الجيش العراقي الباسل دمشق من السقوط والاحتلال بيد الصهاينة وهذه  بحد ذاتها معركةاعتبرت من ضرب الاعجاز والخيال واصبحت مادة دسمة تدرس في الكليات والاكاديميات العسكرية العالمية وليومنا هذا فقد تصدى لواء مدرع واحد ناقص فوج لثلاثة الوية مدرعة صهيونية كاملة التجهيز وخاض اللواء العراقي معركة نادرة جدا وقاسية اوقف زحف الجيش الصهيوني ثم شن عليه هجوما مضادا ارجعه من حيث اتى مكبدا اياه خسائر جسيمة في العدة والعدد ,عندها ايقنت قيادة الصهاينة ان العراقي هو نفسه الذي قاتلهم عام 1948 وتسبب في دمار جهدهم كله لولا قرار وقف النار في حينها لكان وضع المنطقة اليوم غير وضعها الحالي ,هنا اكملت قوات المشاة العراقية مافعله اللواء المدرع وتابعت فلول العدو المنهزمة حتى وصل الامر بالنخبة ان تقاتل في اماكن داخل فلسطين جنبا الى جنب مع فصائل المقاومة الفلسطينية ,واستمر القتال حتى اوقفت النار يوم 22/10 ,وعند مراجعة الفعاليت العسكرية وحجم التاثير والضرر الذي لحق بالقوات الاسرائيلية وقتها وكانت رئيسة الوزراء ابان الحرب غولدا مائير وبعد ان تبين ان قوات المشاة العراقية هي التي تسببت في اخراج القوة العسكرية الصهيونية من الحرب بالتفافها عليها ومقاتلتها قتال الشوارع ثم متابعتها داخل الاراضي الفلسطينية وايضا خططها الناجحة في التصدي والهجوم والمناورة هنا سالت مائير عن الرجل الذي يقود قوات المشاة والذي اسمته دون ان تعرفه (red tiger)اي النمر الاحمر اخبروها انه الفريق الركن سعيد حمو رحمه الله تعالى ,قالت انه يستحق منا التقدير والاحترام وان خططه العسرية لابد ان تدرس لدى قواتنا لنستفيد منها .

نعم انه المرحوم سعيد حمو الرجل الذي لم يوالي احدا طيلة حياته سوى شرفه العسكري وارض وطنه الغالية لقد كان مثالا للجندية الباسلة الحقيقية وكان رمزا عراقيا ونخلة شامخة باسقة اعطت ثمارها لابناء بلدها وكان رحمه الله عنوانا للعطاء فهو رغم احالته على التقاعد مرات كثيرة كان يلبي نداء الواجب ويكون مع اخوته في الصفوف الامامية ,كان زاهدا الى درجة البخل رغم امكاناته المادية فقد كان يتصرف باموال الجيش للاستحقاقات فقط ولايزيد عنها وكان يحب الجندي حبا كثيرا ويعتبر كل الجنود ابناءه لانه يقول هم عماد الجيش وسر قوته علينا محبتهم وعدم اهمالهم .

هذا رمز من رموز ابناء الوطن المخلصين والذي حفر اسمه بالتاريخ العسكري بدمه وعمره لذا وجب علينا ذكره والترحم عليه وان نجعله مثالا للعسكرية العراقية الحقيقية لتتعلم منه الاجيال حب الواجب والوطن .اقول هنا خير الذكر ذكر العدو لك وهو ماحصل .تحية للعراق وابناءه وتحية لقواته المسلحة الباسلة وهي تدك اليوم اوكار الشر من داعش ومن والاها .

قاسم محمد الحساني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here