كيف يسعي الحاكم في الإستمرار بحُكمه وسُلطته رغم فَشلُه؟!,,,

كيف يَصبح رب الشعب الأعلى، رغم بغض غالبية الشعب له؟!

@بهاء الدين الفضلي
مُقارنة بين أساليب صدام حسين وبين أساليب الأحزاب الحاكمة الآن.
عندما يفشَل الحاكم أو الأحزاب الحاكمة في حُكمهم وإدارتهم للدولة، ويكونوا تحت تهديد الإطاحة من شعبهم بسبب فشلُهم في خدمة شعبهم وتوفير حقوقهم الأساسية فيلجأوون إلى إستراتيجيات أخرى لكي يستمر حُكمهم وسُلطتهم رغم بغض الشعب لهم و رغم فشلهم في توفير حقوق مواطنيهم الأساسية، وهذا من خلال عدة طرق أهمها -:
– (الجهل)

نَشُر الجَهل والتخَلّف بين الشعب لكي يبقى الشعب يَعبدُ حاكِمُه دون وعي وتفكير، ولكي لا يبقى مصدر علمي و ثقافي موثوق إلا من مصادر ما يكتبه أقلام أتباع الحاكم، وهذا ما قام به صدام حسين خلال فترة حُكمه عندما منع الكثير من الكُتب والمؤلفات ومنعَ الإنترنت والقنوات الفضائية، وجعل في كل الكُتب الدراسية صورة لهُ وكلمات تُمجّده.
الأحزاب الحاكمة في العراق لا تستطيع اليوم تكرار هذه الطريقة لذلك لجؤوا إلى نشر الجهل والتخلّف عن طريق قنواتهم الفضائية وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي حيث ينشرون الجهل وسمومهم الهادفة لغسل أدمغة الشعب وجعلهم يُقدسونهم دون وعي وثقافة.
– (الخوف)

نشر الخوف في البلاد بطريقة الإستبداد والطغيان بشكل مباشر إلى الشعب من خلال القمع والإعدامات والتعذيب، وهذا ماقام به أيضاً صدام حسين خلال فترة حُكمه عندما مارس تلك الأفعال بحق شعبُه، بهدف السيطرة عليهم بالخوف، من أجل أن لا يُطالب الشعب منه أكثر من الأمان.
أما اليوم فلاتستطيع الأحزاب الحاكمة في العراق أن تُكرر ما قام به صدام وغيره من التهديد والإستبداد بشكل مباشر لذلك لجؤوا منهم إلى إستغلال الإرهاب والسماح للهجمات الإرهابية حتى لا يتجرأ الشعب بالمطالبة بأشياء أُخرى غير توفير الأمان لهم وحمايتهم من الإرهاب.
– (الجوع)

زرع الجوع والقحط للشعب لكي لا يَستطيع أن يُركّز ويُطالب أكثر من لقمة عيشه، ومن أجل السيطرة عليهم فيكون الحاكم هو المُعطي الوحيد للقمتهم، وهذا ماقام به صدام حسين خلال أواخر فترة حُكمه عندما زرع الجوع والقحط بسبب سياساته الخارجية المقصودة التي سببت في سنوات الحصار وسيطر على الشعب من خلال اللقمة التي يعطيها لهم وهي الحصة التموينية.
الأحزاب الحاكمة اليوم لا تستطيع تجويع شعبهم بنفس الطريقة السابقة، لهذا لجؤوا إلى التقصير المُتعمّد في عدم توفير الخدمات الأساسية للشعب وهي من الواجبات الطبيعية على أي حكومة أُخرى مثل الكهرباء والخدمات الصحية وغيرها، من أجل أن يضطر الشعب أن يُطالب الحكومة بواجباتها الأساسية البسيطة فقط وأن يُفكر ذلك الشعب في المطالبة بحقوقهم الصحيحة الكاملة حتى يخضع الشعب لهم وينتظر منهم واجباتهم أولاً.
– (التفرقة العنصرية)

وهي طريقة يلجأ إليها أغلب الحُكّام ليكسبوا الناس على أساس قومياتهم أو أديانهم ومذاهبهم المُختلفة، حيث يعرض الحاكم نفسه على إنه المُنقذ والمُقاتل والقائد الوحيد لذلك الدين أو تلك القومية، كما كان صدام حسين يُروج لنفسه باسم القومية العربية، وكذلك الزعيم النازي أدولف هتلر الذي أقنع الشعب الألماني على إنه المُقاتل المُدافع لقوميتهم، وغيرهم كذلك الكثير.
أما الأحزاب الحاكمة الآن فتقوم بإنتهاج التفرقة الطائفية على إنها السبيل الوحيد للدفاع عنهم على أساس طوائفهم المختلفة مما يجعل طائفة من الشعب لا يُطالب إلا بلإنتقام من الطائفة الأخرى ومن خلال هذا تهدف تلك الأحزاب في الإستمرار في حُكمهم وسلطتهم رغم فشلهم في إدارة الدولة وعدم توفير حقوق المواطنين الأساسية منها والترفيهية، وذلك بناءً على رغبة طائفة من الشعب التي نسيت حقوقها الأساسية من تلك الأحزاب وذهبت تبحث عن الإنتقام والصراعات الطائفية تحت إستغلال أحزابهم، وهذا لا ينطبق على العراق فقط بل كذلك على أغلب الحُكّام الفاشلين والمستبدين للدول العربية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here