شهر رمضان هدى للناس وفيه انجازات تسر النفوس

صادق غانم الاسدي

هو شهر عند الله من افضل الشهور فيه هدى للناس وبينات وانزِل القرآن الكريم في هذا الشهر وأمر الله عباده في السنة الثانية من الهجرة  الصوم وهو احد اركان الاسلام الذي فرضه على كل مسلم ومسلمة بالغ وحدد فيه شروط العمل والانقطاع لله .وقال في محكم كتابه (فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) ثم قال ( ياأيها الذين إمنو كتب عليكم الصيام ) فالصوم هو جنٌة من النار فالعبادات في شهر الله كثيرة ويستطيع المسلم ان يحققها مجانا دون ان يبذل اي مبلغ مادي الذهاب الى المسجد الوقوف بين يدي الله في البيت التسبيح الاستغفار وقراءة القرآن واستماع للمحاظرات الدينية لاتكلف المسلم اي مبلغ مادي سوى المتابعة والحرص على التنفيذ ,لهذا الشهر خصوصة كبيرة وفيه انجازات تسر النفوس وعظيمة على المستوى الاسلامي وفي تثبيت العقيدة منها غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية أطلق عليها القرآن الكريم يوم الفرقان وهي من المعارك المهمة في التاريخ الاسلامي واعطت الى المسلمين المعنويات وتزايد عدد الداخلين في الاسلام ,وفي العشرين من شهر رمضان السنة الثامنة تم فتح مكة وتهديم الاصنام وعفى رسول الله على من قاتله وشرده حينما قال اذهبوا فانتم الطلقاء  ,وفي السادس من شهر رمضان سنة 223هـ جهز الخليفة العباسي المعتصم جيشا لحرب الروم استجابة للصرخة الشهيرة لاحدى النساء المسلمات وامعتصماه  حيث حاصر عموريه الى ان سقطت ودخلها المسلمون في السابع عشر من رمضان ,  وفي 15 رمضان سنة 138 هـ  : شباط سنة 756 م أستطاع عبد الرحمن الداخل المعروف بصقر قريش الى دخول بلاد الاندلس بعد ان عبر البحر ليؤسس دولة اسلامية قوية تاركا الى ولاته من بعده لتستمر ثلاث  قرون , ومن المعارك القومية في هذا الشهر جرت معركة مهمة في العاشر منه الموافق السادس من تشرين الاول سنة 1973 كل من مصر وسوريا اعلان الحرب على اسرائيل وعبر الجيش المصري قناة السويس وتجاوز خط بارليف , ومن الاحداث المهمة يوم 24 / رمضان في 21  ـ اكتوبر سنة 1973 قامت كل من الكويت وقطر والبحرين ودبي باعلان وقف تصدير النفط نهائيا الى الولايات المتحدة الامريكية وهولندا وذلك تضامنا مع القوات المصرية والسورية اثناء الحرب , في هذا الشهر الفضيل  يخوض المسلم  صراع بين الملاذات ومابعده فالحرام قبل الفطور ايضا حرام بعد الفطور والحرام في رمضان حرام طول السنة ولايستطيع الفرد المسلم ان يحلل لنفسه المحرمات بعد انتهاء شهر الله الفضيل ,بعض النساء يتحجبن ويصومن شهر رمضان وهذا شيىء فيه خير وحال انتهاء شهر رمضان يرفعن الحجاب ليعودن الى طبيعتهن اما الاخريات يستمرن بذلك فشهر رمضان هو انطلاق لمفهوم التدين والاستغفار ومحطة ايمانية يتزود منها المؤمن بوقود الرحمة والاجر وفيه يحصن الانسان نفسه من ترك المعاصي والأثام ويتعود خلال ثلاثين يوما على التمسك بالطاعات  فالسعيد من يستثمر هذا الشهر ويستمر على منهج الخير والرحمة , في الجانب الاخر تتزايد في شهر رمضان الدراما العربية بتقديم انتاجها وتهتم على عرض افضل المسلسلات وتروج عنها قبل فترة لتحتل مكانه كبيرة وتتربع قلوب المشاهدين  لتشغل المسلم عن العبادات خلال الشهر الفضيل , انا لامانع ولا احث الناس على عدم المتابعة ولكني اتمنى ان تكون المتابعة مايرطب الفكر ويغني العقل ويرتقي به الى ثقافات تاريخية ودينية كون بعض المسلسلات هادفة وفيها متعة فكرية  يستطيع المشاهد ان يفهم الحقائق التاريخية ,في شهر رمضان يبدأ التسامح وتغلق صفحة الثائر والكراهية فالصيام ليس انقطاع عن الاكل والشرب طول اليوم فالصيام هو جهاد النفس في مواجهة تحديات العصر وما اصعبها واكثرها ,فالموظف والممرض والشرطي والفلاح عليهما جميعا ان يقضوا حوائج الناس مهما كانت ضمن القانون ودون الالتجاء للروتين والتأجيل فقضاء حاجة مسلم اثناء شهر رمضان تعادل اجر صائم وثوابها عظيم وتذكرنا بموقف حينما جاء رجل الى الامام الحسن عليه السلام  يطلب منه قضاء حاجة والامام كان يطوف بالكعبة  على اثرها ترك الطواف لقضاء حاجة مسلم وقال قضاء حاجة مسلم خيرا من طوافكم هذا حتى قالها اكثر من مرة , يؤسفني في هذا الشهر الفضيل  ان يطول الارهاب الذي لادين له ولامذهب بتفجر وقتل الابرياء في افضل شهر بدعم من بعض الدول الاسلامية وهي تجند مدارس فكرية لقتل الروافض المرتدين حسب ادعاء السديسي في صلاة التراويح وهو يبعد عن بيت الله حوالي ستة امتار امام ومسمع السلطات السعودية وينقل عبر شاشاتها الى كافة انحاء العالم , الا ان هذا لم يمانع ان يمارس العراقيين طقوسهم وان تستمر الحياة والتقدم والبناء رغم التحديات وفي الوقت الذي يحقق جيشنا وقواتنا الامنية بمختلف صنوفها وحشدنا المقدس اروع ملاحم البطولة والنصر في دك اوكار تنظيم داعش في مدينة الموصل لاستعادتها الى محافظاتنا الحبيبة وتنتهي صفحة سوداء اغرت العالم الاسلامي بالشعارات والتزيف الذي كان يمارسها ذلك التنظيم الارهابي الماسوني , فشهر رمضان هدى وبينات من الهدي فمن شهد الشهر وعاش رمضان فليصمه والله سيجزي ثوابه ويكون له درع وضل يوم القيامة ,

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here