حمى الخلافات إلى أين؟

تزايدت حمّى الخلافات التي نراها اليوم بين اتحاد كرة القدم العراقي المركزي ووزارة الشباب والرياضة وبات أي أمر ومهما كان صغيراً يطفو على السطح ويكبر ويتنامى وكأن من آثروا الخلاف لا يعلمون أننا نترقب رفعاً كاملاً للحظر المفروض على كرتنا العراقية..
جميع الأطراف من وزارة إلى اتحاد وحتى أولمبية وجهات ساندة مدعوون للجلوس خلف طاولة حوار يكون معمّقاً وصريحاً تصل من خلاله جميع الرؤى التي نراها تخدم مسيرة الرياضة العراقية بشكل عامٍ والكرة بشكل خاصٍ.. كلهم ملزمون بإيجاد تفاهمات مشتركةٍ يبنون ويؤسسون عليها.. الكل يعلم أن الوزارة قامت بدورها في عملية رفع الحظر ونجاح احتضان المباراة الأولى.. لماذا نبخس الآخرين أشياءهم؟ على الاتحاد ومن معه التوحّد مع الوزارة التي وقفت معهم وأنجحت مهمتهم وأن يبتعدوا عن نشر الغسيل القذر في أماكن لايرتاح لها أحد، لأن الإعلام العراقي وبكافة فروعه لن يسكت على من سيؤثّرون على قضية رفع الحظر الكلي التي نسعى جميعاً لطي ملفها الذي نراه صعباً في ظل وجود التقاطعات بين وزارة تمثّل الحكومة واتحاد يعتقد نفسه الأقوى حتى من الحكومة أو من يمثلها!.. وكل الذي يحدث نجد سكوتاً عليه من قبل جهة لا تقل أهمية عن الطرفين المتصارعين اليوم ونقصد اللجنة الأولمبية التي نأت بنفسها عن أي ملف ساخنٍ ليس حبّا بالرياضة كما يعتقد، وإنما خشية من أن تصاب بالنيران التي يمكن لها أن تحرقها وتحيل كل ما فيها إلى رماد!.. الصراعات التي تأججت وجدت لها صدى لدى عديد المتابعين خارجياً وهذا ما نخشاه، كون الدول الراغبة بإعانتنا للخروج من فقرة الحظر الجزئي والذهاب إلى رفع كامل للحظر، ستصدم حين ترى فرقة أبناء البلد وهذا لن يشجعها لكي تقف معنا بكل جهودها.. بل ستتندر علينا وتقول.. إن ما قام به هؤلاء لم يكن حبّاً لوطنهم وإنما لغايات أخرى وما أن تحقق لهم الجزء اليسير حتى تعالت نبرات التعالي على بعضهم..
يجب أن يسموا الجميع على خلافاتهم وتقاطعاتهم إن وجدت وأن يتركوها إلى حين على الأقل حتى الوصول إلى تحقيق ما بات مطلباً شعبياً وهو رفع الحظر الكلي، لأن الفرح الذي رأيناه على وجوه العراقيين يتطلب ويحتّم على المتخاصمين أن يكونوا متحدين لا متشرذمين لكي يتحقق حلم يعادل الكثير من الإنجازات عند أهل الكرة والرياضة!.. ولن نقبل أن يبقى رئيس اللجنة الأولمبية مبتعداً عن المشهد الكروي وكأنه ليس ذلك النجم ابن اللعبة التي يفكر الجميع بتحريرها من ظلم الحظر ورفعه كلياً..
هذا نداء للوزارة واللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم أن إجلسوا مع بعضكم ورتبوا أوضاعكم ولا بأس أن يتنازل هذا الطرف لذاك ويشعر الكبير بمكانته الكبيرة ويحترمه الصغير ويتفقوا على إيجاد خيمة يلجأ إليها جميع الأطراف وتكون هذه الخيمة للتنفيس عن ما يجوش بالصدور، بدلاً من التلويح بالإستعانة بالخارج أو تدويل القضايا الرياضية العراقية عبر نبرة ونغمة، ربما تفقدنا الكثير..
العالم ينظر إليكم ولا نريده أن يندهش من شجاركم، بل دعوه يندهش من وحدتكم وتفكيركم الجدي بإبعاد ذوي المصالح الشخصية ونحن كإعلام لن نسكت على أولئك الذين لا هم لهم سوى إثارة المشاكل والتغذي عليها، لأنّهم من دونها لن يكون لهم مكان ليعرفوا فيه..

جعفر العلوجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here