لندن عاصمة داعش ترحب بكم

هادي جلو مرعي

تستحوذ عاصمة الضباب على إهتمام العالم ليس لخروجها من منظومة الإتحاد الاوربي وحسب، ولا لأنها تجري إنتخابات فاصلة، ولا لأن أسكتلندا تشتغل على إجراء المزيد من الإستفتاءات بغية الإنفصال عن المملكة المتحدة التي تقول تيريزا ماي ،إن الوحدة والتكاتف هما السبيلان لحمايتها من الخطر، هذه المرة تحولت لندن الى قبلة للجماعات الإرهابية التي تتخذ من الإسلام شعارا ودثارا، وهو بريء من تلكم الجماعات، ولايمت بصلة لها على الإطلاق فهو دين متسامح ومعتدل للغاية، وقد ترك لنا موروثا حضاريا لافتا عن سيرة أعظم شخصية بشرية هو النبي محمد، وكذلك الفيلسوف العظيم علي، ومعما خيرة الصحابة كأبي بكر وعمر،  والدين الذين تحيط به عناية محمد وعلي ومثل هذين الصحابيين الجليلين لايمكن أن يكون إرهابيا، أو يدعو الى الإرهاب، وكل ماقيل ويقال محض إفتراء وقذف وباطل، وحتى الآيات القرآنية وبعض الأحاديث والحوادث التي نقلت لنا عبر التاريخ والسير، إنما تمثل مرحلة من مراحل صعود الإسلام وعند إنطلاق حركته وتتصل بقضايا محكومة بواقع معين ومقيدة بأحكام وضرورات، وهي لاتمثل المرحلة الحالية بالضرورة، ومايبقى من الإسلام ومايمثله هو فكر الإعتدال والتسامح والمحبة والإنسانية العالية.

هذه المرة كانت وجهة عملاء المخابرات الإسرائيلية الأمريكية والحكومات العميلة هي لندن عاصمة المملكة المتحدة بغية إستمرار الصدام بين الحضارتين المسيحية والإسلامية ليبقى الصهاينة في الواجهة متسيدين المشهد، ومحركين للحكومات الغربية الغبية، ومهيمنين على العالم العربي من خلال نشر الفرقة والعداوة والمذهبية التي تداعى مسلمون كثر ليكونوا أدوات لها وضحايا أيضا، وتنقلوا بين باريس وبرلين ولندن ليضربوا هنا وهناك ويفجروا ويقتلوا ويذبحوا، والغريب إن تلك العواصم فتحت أبوابها للمتشددين وللحركات الدينية التي تروج للعنف والقتل، وخير شاهد على ذلك سياسة الإعلام الغربي والحكومات الغربية التي ومن أجل المال وتوريد الأسلحة تترك الحديث عن حقوق الإنسان وظلم الحكومات وتواطيء أجهزة الأمن ومؤسسات حكومية مع مجموعات إرهابية.

تنظيم الدولة الإسلامية الداعشي يخترق لندن. وبإعتراف الحكومة البريطانية فإن آلاف المتعاطفين مع التنظيم والمنتمين له يعيشون في بريطانيا ولديهم أفكار متطرفة وهم يهددون الأمن هناك، كما إن العديد من المجرمين لايخضعون للمراقبة، ولايوجد مايثير الخوف لديهم فيتحركون بطريقة هادئة، ولاتقوم السلطات بواجبها بشكل كامل تجاه هولاء المتطرفين الذين لايمكن أن يتم ردعهم بالكلمات، أو الحكايات ووسائل الإعلام، بل بالقوة والردع المباشر لأن هدف هولاء هو القتل والتفجير، وليس الكلام والحوار، فغايتهم معلنة وهي نشر تعاليم دينية مشوهة لاتمت للإسلام بصلة ولا لأي دين آخر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here