مؤتمر وطني – الدولة والنظام – التسليم والاستلام

( مؤتمر وطني – الدولة والنظام – التسليم والاستلام )
صلاح بدرالدين

ينطبق المثل الدارج ” تمخض الجبل فولد فأرا ” على ( برنامج الاصلاح ! ) الذي أعلنه الصديق – رياض سيف – بعد توليه الرئاسة لاعادة الحياة الى – الائتلاف – باضافة ممثلين عن اثني عشر فصيل عسكري تحت بند ادعاء ضمان ( أوسع مشاركة في القرار الوطني السوري ) والصديق رياض سيف المشهود له بمعارضة نظام الاستبداد قبل الثورة يدرك جيدا أن الطريق الوحيد للاصلاح والتغيير يمر بالضرورة عبر المؤتمر الوطني الجامع باشراف لجنة تحضيرية تمثل مختلف المكونات والتيارات الوطنية الديموقراطية من خارج قيادات ( المجلس والائتلاف والهيئة التفاوضية ) التي تكرر فشلها منذ ستة أعوام ولاتملك الحق المشروع في اعادة انتاج نفسها من جديد لأنها ببساطة غير منتخبة من الشعب وليست مخولة من الثورة وكل مايبنى على باطل فهو باطل .
– 2 –
الرئيس الفرنسي وخلال استقبال ضيفه الرئيس الروسي في قصر فرساي بباريس لم يختلف معه حول ضرورة ( الحفاظ على الدولة السورية ) وبالمناسبة هناك خلط مقصود وتفسير متناقض بين مفهومي – الدولة والنظام – ولايمكن الفصل بينهما في مرحلة مابعد الثورة فالدولة السورية بمعناها القانوني والواقعي هي عبارة عن ( الشعب والأرض والسلطة الحاكمة ) والنظام هو السلطة ومؤسساتها الرئاسية والعسكرية والأمنية والادارية والحزبية وقاعدتها الاقتصادية – الاجتماعية وقد قامت الثورة لاستهداف سلطة النظام وليس ( الشعب والأرض ) والمعنييون بالملف السوري خصوصا ( المجتمع الدولي ) مدركون لهذه التفاصيل ولكنهم يتعامون عن ذلك حفاظا على مصالحهم وتسهيلا لعقد صفقاتهم مع ادارة الأزمة وللأمانة فان ( معارضاتنا من الائتلاف الى الهيئة التفاوضية ) سبقتهم في الالتزام بشعار الحفاظ على الدولة السورية الراهنة .
– 3 –
من الملفت أن بدايات ثورات الربيع شهدت ثلاثة عمليات ” تسليم واستلام ” بهدف اجهاضها ومهدت لقيام سلطات الأمر الواقع والردات المضادة الأولى في( القامشلي بجلب مسلحي – ب ك ك – و الثانية في صنعاء بافساح المجال لانقلاب مسلحي الحوثيين والثالثة في الموصل بتسهيل احتلال مقاتلي داعش ) ورغم الحرب على الأصناف الثلاث والضغوط يرفضون تسليم السلاح خشية العودة الى وضع ماقبل عملية التسليم والاستلام ويبحثون عن شرعية ما بضمانات اقليمية ودولية حتى لو كان الثمن باهظا وعلى حساب الكرامة الوطنية ومن الثابت وجود ايران ودورها المحوري من وراء الوقائع الثلاث علنا او مواربة والجميع يحاولون استنساخ تجربة حزب الله المصنوعة ايرانيا بادعاء وجوب بقاء السلاح لمقاومة ( الأعداء !؟) حتى لو كانوا وهميين .
– 4 –
بدعوة من ” منظمة مسار ” و” منتدى سوريا ” شاركت بورشة حوارية ( عبر السكايب ) بعنوان : ” القضية الكردية وتداعياتها المستقبلية من الانكار الى الاستحقاق ” وكانت الحلقة الأولى التي قدمتها بعنوان : ” القضية الكردية في سوريا منذ الاستقلال حتى الثورة السورية ” وستكون الأساس النظري والتاريخي للحلقتين التاليتين : رصد القضية الكردية في سياق الثورة والاحتمالات والمآلات المتوقعة والحلول وقد استمرت الندوة أكثر من ثلاث ساعات وكانت غنية بالنقاشات لم تخل من الحماوة طبعا ليس لدى السوريين سوى الحوار للتوصل الى التوافقات حول قضاياهم المستقبلية المصيرية وكم ستكون أكثر نجاحا ومثمرا لوكان المتحاورون على معرفة باتجاهات البعض الآخر مسبقا وملمون بمسائل النقاش ولو التزم الجميع بها بعيدا عن الشخصنة والتجريح والاصرارعلي القراءة الآيديولوجية المتزمتة مع شكري للصديقين نضال درويش وميشيل صطوف على الاستضافة .
– 5 –
قبل أن يجف حبر البيانات المشتركة لقمم الرياض الثلاثة حتى ( لحس الشيخ تميم ) أمير تلك ” الدولة العظمى قطر ” توقيعه في تصريح أمام حفل تخريج في امارته ليس لأنه معاد ( للامبريالية الأمريكية ) حيث امتدح العلاقة معها ودافع عن قاعدتها العسكرية الكبرى في ( العديد ) بل لأن المجتمعين وضعوا حركات ( الاخوان المسلمين ) في قائمة الارهاب الدولي وكذلك حركة ( حماس ) التي يعتبرها ( الأمير ) الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني كما جاء في نفس التصريح اضافة طبعا الى دفاعه المستميت عن النظام الايراني الموغل في الفتن والجرائم ومن الملفت أن منظر الامارة ( د عزمي بشارة ) قد سبق أميره بنشر تصريح مضلل مطول لوزير خارجية نظام ايران في صحيفته ( العربي الجديد ) والتفسير السريع لكل ذلك – كما أرى – هو مدى تضرر محور ( الممانعة ) وخطط جماعات الاسلام السياسي من ما حصل في الرياض .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here