الدراما تشهد تدهوراً كبيراً,, الفضائيات العراقية خيّبت آمال الجمهور في رمضان

فراس الغضبان الحمداني

يلاحظ ان ما عرض حتى الآن لا يشكل تحولا نوعيا في المسلسلات التي كانت في السنوات السابقة تشد الأسرة العربية لتلك الأعمال الناضجة وفي مقدمتها الأعمال التي كان يكتبها الراحل أسامة أنور عكاشة مثل ( الشهد والدموع ، الرايا البيضاء ، ضمير ابلة حكمت ، امرأة في زمن الحب ، وقال البحر ، رحلة أبو العلا البشري وعشرات الأعمال الخالدة) ومازالت أجزاء مسلسل ليالي الحلمية تحتفظ فيها الذاكرة العراقية التي شارك فيها نجوم الساحة العربية وأعادوا المجد للشاشة الصغيرة والتي سحبت البساط من تحت أقدام الشاشة الكبيرة السينما .

 

لكن الملاحظ إن ميول المشاهد ما زالت مسحورة بالمسلسلات التركية مثــــــل ( مراد علم دار ، الأرض الطيبة ، سنوات الضياع ، مسلسل نور ) والعشرات من الأعمال التي تابعها الجمهور العراقي وتأثر بأبطالها وتفاصيلها ، مع الشعور بسخافة بعض الأعمال الكوميدية لهزالة الفكرة والسيناريو وافتعالها للكوميديا وخلطها بشكل غير مقنع بالسياسة وهذا ما فعلته منذ عامين إحدى القنوات العراقية حيث أنفقت أموالا طائلة على أعمال من دون ان نلمس منها هدفا اجتماعيا أو تربويا لهذه الكوميديا غير الهادفة وكذلك أصبحت برامج المسابقات شبه تقليدية لا تثير الاهتمام لضعف المعلومات ومجرد توزيع هدايا تعد بمثابة الدعاية للقناة الفضائية.

 

إما شبكة الإعلام العراقي وقناتها العراقية التي يفترض أنها تمثل الدولة العراقية فلم تخرج علينا بمسلسل يمتلك القدرة على هز الشارع العراقي وتستمد قضاياه من معاناة الناس اليومية ولذلك أسباب تتعلق بضعف التمويل والإهمال والعجز من إنتاج أعمال كبيرة تعيد الاعتبار لقناة العراقية .

 

خلاصة القول إن الإنتاج التلفزيوني لهذا العام وفي هذا الشهر .. شهر رمضان بالذات شهد تدهورا كبيرا وربما يعود ذلك كون المتحكم في ساحة إنتاج الدراما هم أصحاب شركات الإنتاج المصرية ويبدو إن الحوادث الأخيرة التي شهدتها مصر قد أثرت في هذه الحركة وتلك الاستعدادات فلم يظهر لنا عمل بمستوى الأعمال السابقة ولكننا نتوقع بأن رمضان القادم سيشهد أعمالا في غاية الأهمية حيث ستؤرخ الثورة المصرية معاناة الشعب المصري في ظل عمليات الارهاب و أعمال أخرى ستكون مثارا للاهتمام لأنها ستنتج في أجواء الحرية الكاملة التي انتزعها الشعب المصري.

 

وأخيرا نعبر عن أسفنا الشديد لعجز كتابنا ومنتجينا وفضائياتنا لعدم استثمار الحوادث الكبرى التي عاشها ويعيشها العراق ونقل الوقائع التاريخية واستثمارها في إنتاج مسلسلات وبرامج باستطاعتها التفوق على كل الأعمال العربية ونحن بانتظار مبادرات كهذه تؤرخ وتوثق تاريخنا الحديث وتشكل مصدرا للثقافة و المتعة للمواطن العراقي في شهر رمضان الكريم .

 

[email protected]

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here