عزيزي الملياردير ترامب ..ممكن مكونات ” الخبطة ” الجديدة ؟ !!

احمد الحاج
مستر ترامب، السلام عليكم بالعربي ،Hello بالانجليزي ، !Guten Tag بالالماني ، كونك من اصول المانية ،وﻻحاجة لتحايا اميركا اللاتينية و افريقيا ممن تناصبهما العداء وتنظر اليهما بإستعلاء طبقيا وعرقيا على خطى الفيلسوف نيتشه ، وﻻ مجاملات اوربا التي تقاسمها من خيراتنا الرداء والغطاء ، في البر والبحر والسماء ، دعني اقدم لك نفسي أوﻻ ، أنا مواطن عراقي- ازعم بانني صحفي – ﻻيوجد شبر في جسدي الا وفيه اصابة بايولوجية او سايكولوجية ، تذكرني بحرب ما مرت من هاهنا حتى لم يعد فيه مكان لجرح جديد غائر بمهلكة مقبلة تصنع من خلف الكواليس بل ومن امامها ايضا في مطابخكم الانجلو ساكسونية ، مواطن اسكن منذ فجر التاريخ شأني شأن 10 ملايين عراقي تحت خط الفقر في بيوت صفيح او بلوك مستأجرة او في خيام النازحين والمهجرين او في كامبات اللاجئين وﻻ املك في بلادي- التي احبها كثيرا – شبرا واحدا برغم طوفان النفط والغاز والكبريت والفوسفات الممزوجة بالدم والتي تنتهي عائداتها في الاعم الاغلب بعد الفتات الذي يرمى لنا من بعيد ، الى جيوبكم وخزائنكم العامرة وقصوركم الفارهة لتستمتعوا بها وانتم بأحضان صديقاتكم ، عشيقاتكم ، زوجاتكم ، تتناولون البوب كورن والكوكا كولا امام الشاشات لتتابعوا عن كثب وانتم تتصببون عرقا حين يرتفع مستوى الادرينالين في اجسادكم المكتنزة – قراصنة الكاريبي والمستذئبين والمتحولين وسلسلة زامي التي ﻻتنتهي ومغامرات العجوز رامبو بصوته الاجش وخلفية كارديشيان ، وصدر بينوسيه وسيقان ججي حديد ، وشرايين مادونا البارزة وقوام ليدي غاغا ، التي لم أعلم يقينا حتى اﻻن ، أرجل هي أم إمرأة ، مصداقا لقول العرب :

لقد رأيتك عرياناً ومؤتزراً … فما علمت أأنثى أنت أم ذكر ؟!

وﻻ ينوبنا منها الا النار والدخان وووالدموع والحرب بأسلحة – خردة – تصدرونها الينا بأضعاف اسعارها وعلى دفعات وبمدد زمنية بعيدة المدى لنقتل بها بعضنا بعضا بتحريض وتخطيط منكم ، حتى المترين من الارض التي ندفن فيها وأحبتنا ﻻحقا بعد عمر – قصير – ليست ملكا لنا بل هي ملك ﻷمانة العاصمة ان كانت المقبرة التي تتوسع بالانشطار وبأضطراد ﻻ ولن يتوقف في بغداد والى مجالس المحافظات ان كانت خارجها ، منذ نعومة اظافري وانا اعشق المزج بين السياسة والمطبخ فكلاهما يتطلب شيفا وحنكة ومهارة ومكونات متعددة لصناعة وجبة دسمة قد يستسيغها البعض وقد يعافها الاخر وقد يموت بفعلها اخرون وددت ان اسألك عن – طبختك – الاخيرة ،التي وضعت فيها الف عقدة امام منشار واحد والف عصا في دوﻻب عربتها المضعضعة السائرة الى الهاوية ، اذ ان الذي علمته منك بأنك تريد محاربة الارهاب والقضاء عليه والحد من جموح ايران في المنطقة والعالم على حد وصفك وتريد من العرب والمسلمين السنة ان يساندونك في مسعاك في طول العالمين العربي والاسلامي – – منتاز – كما يقول البغادة اﻻ ان الذي حيرني وأصابني في مقتل هو تقديمك لنا طبقين متناقضين ﻻ ثالث لهما الاول مليء بالملح والبهارات ما افسده والاخر ماسخ خال منهما بتاتا الى الحد الذي اخرجه من المنيوز ، اذ انك وبوضعك حماس وهي رمز المقاومة والتصدي في طبق ايران ومن معها واضافة بهار الاخوان المسلمين وهم قياسا بالحركات السلفية الجهادية والتكفيرية المتشددة رمز للوسطية والاعتدال، حتى ان الاولين يطلقون عليهم عبارة ” المستأنسين ” لودعاتهم فكرا ومنهجا ، كما هو معروف للقاصي والداني وتريد من السنة تناول هذا الطبق ، فيما وضعت اسرائيل وهي رمز الشر و الكراهية لدى العرب و السنة في الطبق الاخر وتريد منهم ان يأكلونه ، لقد قدمت طبقين- شاذين – ليس بوسع احد ” سواء اكانوا من الاسلاميين ام من القوميين والعروبيين” على حد سواء ان يتناولوا اي منهما “ﻷنه وكما تقول العرب ايضا :
إلى الماء يسعى من يغص بلُقمةٍ ..فالى اين يسعى من يغص بماءِ ؟!
ولكي تكتمل – الخبطة – عفوا ” الطبخة ” اضفت اليها خلاف دول الخليج ومصر مع قطر كمكملات غذائية ومقبلات برية وبحرية وجوية ماسيدفع الامارة الثرية جدا والصغيرة جدا و التي تحتضن اكبر قاعدة اميركية في العالم خارج الولايات المتحدة – قاعدة السيلية – ، اضافة الى – قاعدة العديد – الشهيرة بأبي نخلة قرب الدوحة والتي تضم اربعة الاف عسكري و 1000طائرة عسكرية من مختلف الاصناف ، بمعدل اقلاع كل 10 دقائق على مدار الاربع والعشرين ساعة يوميا ، طول العام ، والتي توجه من خلالها المقاتلات الاميركية فضلا عن القاصفات في 18 دولة وعلى رأسها العراق وسوريا وافغانستان منذ عام 1997 والتي تجهز اميركا بمايلزمها عسكريا لخوض ثلاث حروب اقليمية دفعة واحدة ، اقول لقد دفعتها للارتماء في الحضن الايراني بدلا من الوقوف ضده وبقوة ربما لحين دفع المقسوم وربما حتى بعده ، واظنك كذلك فعلت بنصف العرب والمسلمين السنة حاليا ممن يتعاطفون مع حماس والاخوان المسلمين وفي مقدمتهم تركيا ، بالمقابل جعلت النصف الاخر حيارى وهم جياع وظمآى امام خيارين مرهقين جدا ، احلاهما مر، اما ” الوقوف ضد ايران والاخوان وحماس ومن معهم او العمل مع وغض الطرف عن اسرائيل التي انطلقت اليها جنابك في شعبان بربطة عنقك المتدلية تحت الحزام من ارض الحرمين مباشرة- بمسار متقن يحاكي رحلة الاسراء والمعراج عمدا – بعد اسبوعين تقريبا على مرور ذكراها في رجب ، لتقف عند حائط براقنا – ومبكاهم – وانت ترتدي الطاقية بمعية ايفانكا وميلانيا وكوشنر ، السؤال هنا ” مالذي تريده حقا ياترامب بأستثناء المليارات التي طلبتها قبل مجيئك – كبدل اتعاب وحماية – والبالغة 6 ترليون دولار على حد زعمك والتي قبضت منها 500 مليار $ عدا ونقدا حتى الساعة حاولت قطر التبرم من دفع حصتها منها حاليا ربما لعدم قناعتها وربما لقلة امكاناتها ، هل تريد فعلا محاصرة ايران وكبح جماحها ؟ هل تريد فعلا محاربة الارهاب ؟ هل تريد فعلا ان يحل السلام في- الشرق الاوسط – كما تطلقون عليه ؟ هل تريد حقيقة انهاء الصراع العربي الاسرائيلي وحل الدولتين ؟ انا اقول لك لا، ودليلي ان الطبختين الوحيدتين اللتين قدمتهما تشيان بخلاف ذلك كليا ، فكلاهما غير قابلة للاكل ، ﻻمشوية وﻻمسلوقة وﻻ مقلية بل وﻻحتى نيئة …انت تهيئ لنشوب حرب كبرى في المنطقة ليس الا ، ﻷسنتزاف آخر ماتبقى من مواردها لتنعم ببراميل النفط وحقول الغاز واعمار شركاتك لماستدمره الحرب المرتقبة ان عاجلا ام اجلا، اذ ان لسان حال الطبختين المتضادتين الماسختين المسمومتين يصدق فيهما قول قائلهم :
ألقاهُ في اليَمِّ مَكتوفاً وَقالَ لَهُ — إِيّاكَ إِيّاكَ أَن تَبتَلَّ بِالماءِ
او كما قال اجدادي البغادة وابو المثل ماخله شي ماكاله ” كسرة خبز ﻻتاكلين ، باكة فجل ﻻتحلين واكلي بنيتي لمن تشبعين اوووووء ” . اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here