الحلقة الثالثة والثمانون بعد المائة الشهيد قسور جواد العبادي

183

“دماء لن تجف”

موسوعة شهداء العراق

 

الحلقة الثالثة والثمانون بعد المائة

الشهيد قسور جواد العبادي

 

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}

 

القاضي منير حداد

يعد قسورة، واحداً من أسماء الأسد.. والشهيد قسور جواد العبادي، أسد بحق؛ لأنه لم يفكر بالهرب من العراق وإعطاء الوطن ظهره، ماكثاً فيه، حتى بعد أن أقيل والده د. جواد العبادي، من منصبه.. مدير مستشفى الجملة العصبية، في بغداد، بأمر من الطاغية المقبور صدام حسين، ضمن قائمة ضمت 42 طبيباً عالي التخصص؛ تحت ذريعة: “عدم ولائهم للثورة والحزب”.

شقيقه د. حيدر العبادي.. رئيس الوزراء حالياً، ظل وحيداً في لندن، بعد أن لقي الوالد حتفه مغموماً؛ ودفن غريباً؛ جراء منع النظام للمعارضين من دفن موتاهم في تراب العراق.. بينما قسور.. موظف، وشقيقه علي.. أستاذ جامعي، إعتقلا في العام 1980، وإعدما في العام 1982 بتهمة الانتماء لحزب الدعوة الإسلامية، وفي العام 1981 اعتقل البعث أخاهما الثالث.. سنة ثانية طب / بغداد، وقضى في السجن عشر سنوات بالتهمة نفسها.

·         طيات الدهاليز

طوت دهاليز السجن، قسورة، عاماً كاملاً، قبل أن ترتقي روحه لله.. شهيداً، مكث خلال العام، يتذاكر في قيمة الخيط الواهن، الذي يربطه بالعيش في ظل حكومة طاغية، تتخبط بالبلاد، مثل سكران يديم إرتشاف الثمالة؛ كي لا يفيق، عاجزاً عن مواجهة الواقع في الصحو يقظاً.

تلك هي حكومة البعث، المتمثلة بطغيان صدام؛ كإنموذج لما يمكن أن تسفر عنه مبادئ هذا الحزب ذو العمق الوالغ بدم الأبرياء، مثل ذئب مسعور.

موت قسور، شهيداً، شكل علامة فارقة، في نضال حزب الدعوة، الذي ضحى بسنوات، من أجمل أعمار الشباب؛ كي يحرر العراق من أصفاد الطاغية صدام، التي غلت الفكر وقيدت العقول!

لذا يحق لقبيلة عبادة ومثقفو الإسلام كافة، أن يفخروا بأبطال، مثل قسور العبادي، وما ترتب على شهادتهم من تأسيس للديمقراطية، شيدته الجمجم المكتظة بأفكار عظيمة، شهق بها الثرى.

د. حيدر العبادي.. رئيس الوزراء، هل هو وفي لدماء إخوته؟ سؤال تطرحه الأحداث عليه، بعد ان قرب البعثيين وأبعد من ثأر لإخوته وجاء بحق كل ضحايا النظام السابق.. منير حداد إنموذجاً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here